بحكم التعود أحرص صباح كل يوم جمعة علي مشاهدة التليفزيون وتوجيه المؤشر علي القناة الأولي المصرية للاستماع إلي خُطبة الجمعة ومتابعة الصلاة التي تنقل اسبوعيا من مسجد مختلف سواء من العاصمة القاهرة أو مختلف محافظات مصر طبقا للظروف والاحداث ولكن خُطبة يوم الجمعة الماضية وهي أول جمعة في شهر شعبان قد استحوذت علي كل انتباهي من أول لحظة لما تضمنته من توعية من اضرار التدخين وتعاطي المخدرات وهو موضوع يهم كل بيت مصري. شعرت بالسعادة الغامرة عندما علمت انه قد تم الاتفاق بين صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة الاوقاف بشأن توحيد خُطبة الجمعة الماضية لخدمة النشء والمجتمع للتغلب علي مشكلة ضارة علي الفرد والمجتمع وان هذه المشكلة سوف تكون محور الخطبة مرة كل ثلاثة اشهر، وستكون مدعمة بآيات من القرآن الكريم واحادث نبوية بهدف المحافظة علي نعمة العقل وسلامة النشء. وللاسف الشديد الاحصاءات عن تعاطي المخدرات في مصر تشير إلي ان نسبة التعاطي تزيد علي 10٪ من تعداد السكان وانها نسبة تشكل ضعف المعدلات العالمية التي تصل إلي 5٪ من التعداد، كما بلغت نسبة المدمنين 2.4٪ بالاضافة إلي تدني سن بداية التعاطي لمرحلة الطفولة والشباب وان هناك تراخيا في دور الاسرة في مواجهة المشكلة حيث ان 58٪ من المدمنين يعيشون مع الوالدين وانه قد تشكلت لجنة من مجلس الوزراء تهدف لتنفيذ خطة قومية لخفض الطلب علي المخدرات. ومنذ ما يقرب من عام دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي حتمية تجديد الخطاب الديني وأنا اتابع عن بُعد الخطوات التي يقوم بها كبار علماء الأزهر ووزارة الاوقاف وأري انها مسئولية صعبة وتحتاج إلي وقت وجهد كبير وانا شخصيا لا أمتلك رؤية أو دراية بهذا الموضوع ولكني كمواطنة مصرية ومسلمة اشعر بالراحة النفسية عندما تتناول خطبة الجمعة موضوعات تواكب احتياجاتنا مثل العناية بالفئات الضعيفة مثل اليتامي والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة و.. و.. وان لهؤلاء حقوقا يجب مراعاتها والعمل علي النهوض بهم وتنمية طاقاتهم اولا من أجلهم ثم من اجل المجتمع. واهمس في اذن من يهمه الأمر ان تجديد الخطاب الديني مسئولية ضخمة وليست مهمة سهلة ورغم ان الازهر والاوقاف يحملان العبء الاكبر الا انه علي كل مواطن رفض أي أفكار متطرفة.