لا يمكن وصف المحاولات المتعمدة لتعكير العلاقات الأخوية المصيرية بين مصر والسعودية سوي أنها تستهدف منع النتائج الايجابية المتوقعة لجهود استثمارها لخدمة المصالح الاستراتيجية للبلدين وللأمة العربية بأثرها. ان سوء النية بالنسبة لهذه المحاولات ليست خافية سواء داخل الوطن العربي أو الخارج سعيا من أجل استكمال توافر تمزيق وتفتيت العالم العربي. بالطبع فإنه شيء مؤسف ومحزن أن تكون العمالة للقوي الخارجية دافعا لبعض عناصر الداخل للعمل علي الوقيعة وبث الفتنة لخدمة من يعملون لحسابهم. لا يمكن لاحد ان يصدق أن حسن النية وراء هذه التوجهات وأن التغطية عليها لا تخدم أي مصلحة عربية. إن ما تقوم به هذه العناصر تؤكد تنكرها لكل أرصدة العلاقات التاريخية الحميمة وما تضمنته من واقع ملموس من المصالح المشتركة علي مدي مسيرتها في الماضي والحاضر. ليس من تفسير لعمليات الجنوح الشرير للايقاع بين البلدين سوي خشية الدول علي المستوي الدولي أو الاقليمي أو العربي من تقاربهما إشباعا لنزعة الكراهية والتربص من أي تضامن أو تنام للقوة العربية الذاتية ونجاحها في التصدي لموجات التآمر. في مواجهة هذه الحرب التي لا تبغي خيرا للأمتين العربية أو الاسلامية علينا أن نحمد الله أن أتاح لنا سواء في مصر أو السعودية قادة عقلاء يتحركون بأمانة وإخلاص لاجهاض هذه المحاولات الحاقدة. ان الزيارات الدورية والاتصالات المتواصلة بين هذه القيادات التي تعاظمت بعد سقوط حكم الارهاب الاخواني ونجاح ثورة الشعب المصري يوم 30 يونيو ليست سوي دليل علي اليقظة و التنبه لما يحاك من مؤامرات. هنا يمكن القول ان الزيارة الاخوية المفاجئة والسريعة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لاخيه خادم الحرمين ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة سلمان بن عبدالعزيز تأتي في هذا الاطار الذي يستهدف تعظيم العلاقات بين البلدين. بالطبع فإن ما جري في هذا اللقاء الاخير يؤكد أن هدفه الي جانب تهنئة سمو الامير محمد بن نايف بولاية العهد في السعودية والامير محمد بن سلمان بمنصب ولي ولي العهد.. التشاور وبحث كل القضايا المصيرية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية باعتبار ان مواجهتها يعد هدفا مشتركا بين البلدين. حول هذا الامر لابد- وعلي ضوء ثورة 30 يونيو وقبل ذلك أيضا ولسنوات طويلة باستثناء سنوات الحكم الاخواني الغابرة - أن نتذكر ما أعلنته مصر بشأن الأمن القومي العربي. لقد اكدت مرارا وتكرارا وبالتحرك الفعلي وحدة الأمن القومي العربي وأن أمن الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر. في هذا الاطار وانطلاقا من هذا المبدأ الاساسي الذي يؤمن به الشعب المصري العربي المخلص لعروبته فإن قواتنا المسلحة ستبقي دوما درعا وحصن أمان لأمتها العربية.