أحد الضفادع البشرية لحظة الخروج من عملية إنقاذ تحت المياه بعيدون عن الشهرة والاضواء ..يعملون تحت القاع في صمت وفي احلك الظروف .. الحبل هو وسيلتهم الرئيسية للاتصال ..مهمتم انقاذ الغرقي وانتشال الجثث .. هم رجال الانقاذ النهري .. طوق النجاة في اصعب اللحظات . مع هارب من قضية شروع في قتل والده القي بنفسه في النيل بعد ان ادعي الجنون ..ثري عربي سقط نجله من المركب اثناء نزهة الاسرة في النيل ..استدعي فريقا من الغواصين الاجانب واحضرهم علي متن طائرة خاصة لانتشال جثة نجله لكنهم خرجوا من مياه النيل معتذرين عن العمل لصعوبة تحقيق الهدف ..رجال الانقاذ النهري قاموا بالمهمة واستخرجوا الجثة وحصلوا علي اشادة الغواصين الاجانب الذين تعجبوا من نجاح مهمة البحث في مياة ضحلة ورؤية منعدمة ..هذه هي ليست المصاعب الوحيدة التي تواجههم في انتشال جثث الغرقي ، فعندما غرق شاب اسفل كوبري عبود وتوجهت قوات الانقاذ لانتشال الجثة ، عطلت مهمتم بعد التصرفات الغريبة للمصريين حيث تجمع 300 شخص علي كوبري السكك الحديدية معرضين حياتهم للخطر مما تطلب اهدار وقت طويل في محاولة ابعادهم عن مسار القطار ..حكايات وروايات حكاها لنا هؤلاء الجنود المجهولون رجال الانقاذ النهري او ما يطلق عليهم الضفادع البشرية. بمجرد ان نجحوا في مهمتهم الصلبة في انتشال جثث اتوبيس اوراسكوم الذي سقط في ترعة المريوطية انتقلت «الاخبار» اليهم في ادارة الانقاذ النهري وقضت معهم يوما كاملا ..تعرفنا فيها علي اسلوب العمل وطرق الانقاذ التي يقومون بها لانتشال الغرقي والجثث ..تعرفنا علي الادوات المستخدمة واطرف حوادث الغرق التي تعاملوا معها واصعب اللحظات التي قضوها تحت الماء ..كما تعرفنا علي اللحظات الحرجة التي يتلقون فيها البلاغات وسرعة انتقالهم لانقاذ ما يمكن انقاذه ..كما شاهدنا تجربة عملية لاحد الغواصين .. يؤكد لنا العقيد عمرو الديري مدير ادارة الانقاذ النهري واكد ان الغواص المصري الأكفأ علي مستوي ويعمل في ظروف صعبة نظرا لارتفاع معدل تلوث المياة ..بالاضافة الي تلال المخلفات في قاع النيل منها هياكل السيارات والحيوانات النافقة والاخشاب وبقايا المراكب الغارقة الانقاذ النهري يتبع الادارة العامة للحماية المدنية والاعمال المنوط بها كل اعمال الحماية المدنية علي المسطح المائي من اطفاء اي حريق في اي منشاة عائمة سواء كانت باخرة او مركب سياحي بالاضافة الي انقاذ الغرقي وانتشال الجثث . يقول لنا ان اختيار الغواض يتم طبقا لمعايير طبية ومعايير تتعلق باللياقة البدنية ومن خلال اختبارات طبية بما يكفل سلامتة تحت الماء و الكفاءة الجسمانية حيث يتم تدريب الغواص علي اعماق تصل الي 40 مترا ..كما يتم تعريض المتدرب لجهاز محاكاة الضغط تحت الماء « غرفة الضغط» .. وتعريضه لكافة الضغوط التي قد تواجهه في القاع .. وبديهي انه يجب ان يكون ملما بالسباحة طبقا لقواعد ومعايير مراكز الغوص العالمية والدولية .. اما عن الادوات التي يستخدمها الغواص فهي بدلة الغوص التي تتكون من حذاء وزعانف وحزام اثقال وجاكت طفو وماسك وامبوبة اكسجين . ويوضح لنا العقيد عمرو الديري مدير ادارة الانقاذ النهري الظروف الصعبة ان الجسم البشري لا يستقر مكانه بعد الوفاة فيحدث لة تغيرات فسيولوجية بمجرد ان يتوقف سريان الدم ويتعرض للانتفاخ نتيجة برودة الماء مع قوة التيار التي تدفع الجثة علي جانب احد ي الضفاف ..وبعد ذلك يتم توزيع الغواصين الي اطقم والطقم يتكون من اثنين احدهما ينزل الي المياه والاخر يقوم بتوجيهه عن طريق حبل الاتصال الذي يوضع في جاكت الطفو ويتم التواصل بينهما عن طريق شد الحبل بطريقة معينة ..وتبدا عملية انتشال الغرقي بعد حساب سرعة التيار بالمنطقة التي وقعت فيها الحادثة ويتم تقسيم المنطقة الي دوائر وقطاعات لسهولة البحث والجثة غالبا ما يجرفها التيار الي احدي ضفاف النيل او اسفل اي شيء ثابت. وان الجسم البشري لا يستقر في مكانه بعد الوفاة حيث تحدث له تغيرات فسيولوجية بمجرد ان يتوقف سريان الدم ويتعرض للانتفاخ نتيجة برودة الجو مع قوة التيار التي تدفع الجثة إلي إحدي الضفاف. واكد ان الغواص اكثر عرضة للامراض والتلوث نتيجة وجود اجسام غريبة تحت الماء من زجاج وكتل معدنية ومخلفات يلقيها المواطنون في المياة وهو مايعيق ايضا الي حد كبير عملية الانقاذ او انتشال الجثث، وبلغت في نفس الوقت إلي أن ادارة الانقاذ النهري لديها كل الامكانيات الحديثة والمتطورة التي تساعد في عملية الانقاذ بالاضافة الي الامكانات البشرية المتدربة علي اعلي مستوي .. علاوة علي انه تم امدادنا بروبوت حديث تم تجريبه لمسح المسطح تحت الماء ولكن ثبت فشله. ويروي لنا العقيد عمرو الدرديري.. حكايات الانقاذ ويتذكر حادثة غرق لنجل احد ابناء دول الخليج في عام 2012 والذي رفض ان نقوم بالبحث عن جثة نجله واستدعي غواصين من اوروبا علي طائرات خاصة وبمجرد وصول الفريق الاجنبي ونزوله الي النيل رفضوا القيام بالمهمة نظرا للصعوبات الكبيرة للغوص في النيل والذي يختلف عن الغوص في البحر وقام بها رجال الانقاذ المصري الذين لاقوا انبهار واعجاب الفريق الاجنبي والذين اثنوا علي أدائهم وسألوهم: كيف تعملون في هذه الظروف وهذة المياه الضحلة والرؤية المنعدمة في قاع النيل . كما يحكي لنا المساعد جمال عبد الوهاب من المنوفية عن اصعب الحوادث التي تعرض لها ويحددها في حادثة معدية المنيا التي راح ضحيتها العشرات في العام الماضي .بعد ان سقطت بهم السيارة نصف نقل عام 2012 . كانت من اصعب المهام التي قامت بها ادارة الانقاذ النهري حيث استمرت عملية انتشال الجثث فيها 6 ايام متواصلة بسبب ضحالة المياة وعدم الرؤية و اتساع المجري الملاحي والسرعة الرهيبة للتيار والزراعات الكثيفة علي ضفتي النيل. وكانت حكاية انقاذ اتوبيس المريوطية هي اخر العمليات ويحكيها لنا المساعد عبد الرحمن السبع ويقول: تلقينا بلاغا في الثامنة صباحا عن طريق الادارة العامة للحماية المدنية .. وتم تجهيز المعدات والتحرك فورا لخطورة الوضع وتم الوصول لموقع الحادث .. وكان للاهالي دور بارز في تقليل عدد الوفيات بعد ان قاموا بانقاذ 4 اشخاص من الغرق قبل وصول فرق الانقاذ ..وقمنا بانتشال باقي الجثث التي كانت قابعة تحت الاتوبيس في قاع الترعة .