من الأعماق

ست الحبايب..كل سنة وانت طيبة

منذ صغري عندما كانت تضيق بي الدنيا كنت أهرب إلي حضن أمي استلهم منه القوة والصبر..وعندما كنت أبكي عندما يحرمني عمي محمد – متعه الله بالصحة والعافية - من لعب مباريات كرة القدم التي كنت أعشقها قائلا بعصبية « الكورة دي هتبوظك المذاكرة أهم يله روح « الغيط « وذاكر في الهدوء جنب الزرعة واحرس المواشي..كنت أسرع إليها أشكو لها قلة حيلتي وكانت تهدئني وتقول لي بحكمة الأم « اسمع كلام عمك وبعدين تعالي العب الكورة ما طارتش..لم أكن أعلم أنها كانت تزرع فينا الحب والاحترام والاعتماد علي النفس. وبعد انتقالي للعمل في بلاط صاحبة الجلالة واستقلالي بحياتي مع أسرتي كان وجهها الباسم وصوتها الحنون لا يفارقان سمعي وبصري واحرص دائما علي الاتصال بها في قلب الصعيد حيث تقيم في قريتي الحبيبة عنيبس بمحافظة سوهاج لأتزود بوقود الحياة وانهل من فيض حنانها..وطوال حياتي عندما أواجه أي مصاعب وعندما تعطي لي الدنيا ظهرها أهرول إلي سماعة التليفون استرق السمع إلي صوتها لتهدأ نفسي وأطير طربا وأنا أسمع فاصلا من دعائها الجميل يكلله فاصل آخر من أبي الحبيب متعه الله بالصحة والعافية وبعد الانتهاء أشعر بالسكينة والاطمئنان لأنني فزت بالحسنيين رضا الوالدين ورضا الله لان رضا الله من رضا الوالدين.. وبالأمس كنت أجلس مع زوجتي بعد يوم شاق من العمل ولاحظت علي وجهي علامات الضيق فسألتني ايه اللي مضايقك ؟ قلت لها مخنوق شوية..قالت إنت كلمت الحاجة النهاردة ؟ قلت لا ونسيت أكلمها من يومين..قالت عشان كده طيب كلمها وانت هتستريح لأنها هتدعي لك وانا عارفه الحاجة وبعدين احنا داخلين علي عيد الام وهات لها هدية..كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وانتظرت حتي الصباح واتصلت بها وجاءني صوتها الملائكي وبادرت بسؤالي عن الاولاد وعن صحتي وشغلي و..و..قلت لها انا باتصل علشان اقولك كل سنة وانت طيبة بمناسبة عيد الام..قالت انا كل يوم في عيد طول ما انتم بخير وهديتي اني اسمع عنكم كل خير..قلت لها مداعبا وطامعا طيب زودي يا حاجة جرعة الدعاء انا حاسس انك انك مش بتدعي لي بذمة..قالت قلبي وربي راضيين عليك وبادعيلك في كل صلاة..ثم طلبت ان اسمع صوت الحاج ودار بيننا حوار طويل طلبت منه ايضا الدعاء وبعد ان وضعت السماعة شعرت بحالة من الطمأنينة والسكينة وزالت عني المتاعب والضيق..وقلت في نفسي ده جزاء اللي ينسي والديه وعزمت علي ألا يتكرر ذلك مستقبلا..
نعم الام هي منبع الحب والحنان والجنة تحت أقدام الامهات..الي أمي وإلي كل ام اهنئها واغني لها ست الحبايب يا حبيبة يا أغلي من روحي ودمي يا حنينة وكلك طيبة يا رب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة.