سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ختام محادثات ماراثونية لزعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا توقيع خارطة طريق للسلام بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين
وقف إطلاق النار الأحد.. وإقامة منطقة عازلة
الزعماء الأربعة خلال المحادثات أعلن الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» أمس أن وقفا عاما لإطلاق النار في شرق بلاده سيدخل حيز التنفيذ بعد غد الأحد وذلك في أعقاب محادثات سلام ماراثونية أجراها مع زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا واستمرت 17 ساعة خلال اليومين الماضيين في مينسك عاصمة روسيا البيضاء. وكانت مجموعة الاتصال التي تضم موفدين أوكرانيين وروس وممثلين عن منظمة «الأمن والتعاون في أوروبا», قد وقعت مع المتمردين الموالين لروسيا, خارطة طريق لتطبيق خطة سلام في أوكرانيا تنص علي وقف لاطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 15 فبراير الجاري. كما تنص الخطة أيضا علي انسحاب المحاربين مع أسحلتهم الثقيلة لإقامة منطقة عازلة طولها 50 إلي 70 كيلومترا بعرض 30 كيلومترا كما نصت الاتفاقات السابقة الموقعة في مينسك في 19 سبتمبر الماضي – وذلك خلال فترة تمتد 14 يوما. ويجب علي الاوكرانيين الانسحاب انطلاقا من خط الجبهة الحالي في حين سينبغي علي المتمردين الانسحاب إلي ما وراء خط سبتمبر. وكانت الرئاسة الروسية قد أعلنت في وقت مبكر أمس التوصل لاتفاق حول وقف اطلاق النار في أوكرانيا. وقال الكرملين في بيان ان «الزعماء الأربعة اتفقوا علي احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وكذلك عقد اجتماعات دورية لتنفيذ اتفاق مينسك». وقال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في مؤتمر صحفي في مينسك أمس إن الانفصاليين في شرق أوكرانيا يحاصرون نحو ثمانية آلاف جندي ويتوقعون منهم إلقاء السلاح قبل وقف اطلاق النار. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن مصدر بالجيش الأوكراني ان 50 دبابة روسية ومعدات ثقيلة أخري بينها 40 منصة اطلاق صواريخ من طراز «جراد» ومدرعات دخلت إلي مناطق الانفصاليين شرقا بينما كانت مفاوضات مينسك جارية. وقال بوتين «تمكنا من الاتفاق علي الأساسيات» في حين أشار نظيره الفرنسي «فرنسوا أولاند» إلي «تسوية سياسية شاملة». وأكد «أولاند» علي وجود «أمل فعلي رغم عدم انجاز كل ما ينبغي». وأضاف انه والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» سيطلبان من الاتحاد الأوروبي تأييد الاتفاق خلال قمة أوروبية وشيكة في بروكسل. لكن ميركل أبدت تحفظا أكبر وقالت انه لا يزال هناك «عقبات كبيرة ينبغي تخطيها قبل التوصل إلي تسوية للنزاع». وأضافت «لكن لدينا الآن بصيص امل». من جهته قال وزير الخارجية الألماني «فرانك فالتر شتاينماير» ان الاتفاق ليس «حلا شاملا ولا حتي اختراقا» لكنه «خطوة إلي الامام تبعدنا عن دوامة تصعيد عسكري». وتم التوصل إلي الاتفاق بعد «محادثات عسيرة» بحسب دبلوماسيين, وقال الرئيس الأوكراني بوروشينكو خلال استراحة بين الاجتماعات ان «الشروط الروسية في المفاوضات الجارية غير مقبولة». وقال في وقت لاحق انه لم يجر الاتفاق علي منح الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون حكما ذاتيا. وفي المقابل نقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية للأنباء في وقت سابق عن «مصدر» لم تسمه ان زعيمي الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا رفضا توقيع الاتفاق, قبل ان يبدلوا موقفهم ويعلنوا أنه «يبعث الأمل في حل سلمي» للنزاع. وفي بروكسل اعلنت مديرة صندوق النقد الدولي «كريستين لاجارد» أمس ان المؤسسة الدولية ستمنح أوكرانيا التي بات اقتصادها علي شفير الانهيار قرضا جديدا بقيمة 17,5 مليار دولار (15,5 مليار يورو) علي اربع سنوات مقابل تطبيق اصلاحات.