بقلم : رفعت فياض [email protected] تفاقمت حدة الخلافات مؤخراً بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو حول قضية الاستيطان في القدسالمحتلة، وانعكست بشكل واضح علي لقاءات الأخير بالمسئولين الأمريكيين ومحادثاته المتوترة معهم فهو يعتبر نفسه أقوي من الرئيس الأمريكي ومن مسئولي إدارته، لأنه يحظي بدعم أكبر من مؤسستين في الولاياتالمتحدة وهما الكونجرس واللوبي اليهودي »ايباك«، لذا بدا غير مهتم بالدعوات التي تطالبه بوقف الاستيطان، والعودة إلي طاولة المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين. هذا الموقف المتغطرس من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي أصبح يشكل أكبر تحد للرئيس أوباما ، وتحدي لكل الدول العربية بكاملها التي سيجتمع قادتها بعد ساعات في ليبيا فماذا سيفعل العرب هل ستكون النتيجة في هذا المؤتمر مثلما كانت في لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأمريكي وهي.. لا شيء.. أم ستتحرك الدول العربية لتنقذ الأقصي وتنقذ القضية الفلسطينية المهددة الآن بأن تضيع إلي الأبد؟ سننتظر الساعات القادمة.. لكن يبقي هناك سؤال لماذا تفعل اسرائيل كل هذا بالقدس بالذات؟ ولماذا تصر أن تكون عاصمة أبدية لها؟ وتصر ألا توقف الاستيطان بها وتتحدي العالم كله من أجلها؟ للإجابة علي كل هذه الأسئلة أقول إن القدس كانت ومازالت هي قلب الأسطورة اليهودية ، وكانت فلسطين خاصة القدس قد مثلت لأسباب متشابكة دينية واستراتيجية وسياسية المحور الأول للصراع بين مختلف القوي الدولية القديمة التي تداولت علي انتزاع السيادة عليها حيث تصارع عليها الفراعنة والبابليون والآشوريون والفرس والروم واليونان، حتي ظهر الإسلام في زمن شيخوخة الامبراطوريات القديمة وكانت بلاد الشام وقتها تحت سلطان الروم البيزنطيين واتجهت دعوته إلي إحداث ثورة دينية توحيدية واجتماعية شاملة وكان من الطبيعي أن يحرر أهل فلسطين من نير الاحتلال الروماني الغاشم، . وكان اليهود قد قدموا إلي فلسطين عابرين إليها من مصر الفرعونية يوم كانوا مسلمي زمنهم حاملين لرسالة التوحيد بزعامة سلسلة من الأنبياء عليهم السلام ابتدأت بيعقوب وامتدت في ذريته.. يوسف.. فموسي وهارون.. فداود.. فسليمان.. وهذان الأخيران قد جمعا إلي النبوة الملك إذ أقاما تباعاً دولة لم تعمر سوي بضع عشرات من السنين أقام خلالها النبي الملك سليمان قصراً مهيباً شيد في زاوية منه معبداً لعبادة الله أطلق عليه اليهود »هيكلاً« أي معبداً لعبادة الله، إلا أن اليهود ما لبث أن دب فيهم الفساد والضلال عن دين آبائهم حتي عبدوا حسب التوراة الأوثان وعاثوا فساداً وانقسم بعضهم علي بعض وتقاتلوا وتحالفوا مع القوي المعادية لهم فتوالت عليهم غزوات اجتاحتهم وهدمت معابدهم حتي سويت بالأرض وحرثت بالمحاريث علي يد الروم وعلي يد الفرس الذين حملوهم أسري إلي المنافي البعيدة وشردوا في الأرض، حتي الهيكل الذي أسسوا علي افتراض وجوده أسطورة أرض الميعاد والملك العريض الذي كان لهم!، قد نقبوا في البلاد وجاسوا في أرض فلسطين ولم يتركوا حجراً في العمران العريض الذي خلفته حضارة الإسلام إلا وقلبوه تقليباً، علي أمل العثور عليه أو أي أثر يهودي ولكن دون طائل مما يرجح أن القصر الممرد من قوارير الذي كان لسليمان، والذي ورد ذكره في سورة سبأ لم يكن من صنع البشر وإنما بتسخير قوي غيبية تكريماً إلهياً لعبده سليمان والمرجح أنه قد رفع مع ارتفاع روح سليمان إلي بارئها .. ومع الإسلام استعادت القدس عزها فعمر المسلمون المسجد الأقصي الذي كان ثاني المساجد التي أرسيت في الأرض بعد المسجد الحرام وبينهما أربعون سنة والذي تمت منه معجرة المعراج لكن مع ضعف المسلمين وتفرق صفوفهم ظهر مشروع وعد بلفور الذي أعطي فيه البريطانيون لليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وحدث ما حدث عام 8491 وتم تقسيم فلسطين وجاءت حرب 7691 واحتلت اسرائيل بقية فلسطين وفي مقدمتها القدس التي قررت أن تكون عاصمتها الأبدية ،وبدأت في تهويد مدينة القدس والبحث عما يسمي بهيكل سليمان وتفكر حالياً من أجل ذلك أن تهدم المسجد الأقصي للبحث عنه فماذا نحن فاعلون في الأيام القادمة هذا ما ننتظره من القادة العرب اليوم في ليبيا.