أطفال سودانيون ينظرون إلى جزء من قذيفة هاون فى مخيم للاجئين فى دارفور الأممالمتحدة: مليون طفل في الجنوب فروا من ديارهم منذ اندلاع الصراع أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها حفظت تحقيقا في جرائم حرب في إقليم دارفور بغرب السودان متهم فيها الرئيس السوداني عمر البشير لعدم تحرك مجلس الأمن للضغط من أجل اعتقال المتهمين للمثول أمام المحكمة. وكانت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها أصدرت لائحة اتهام ضد الرئيس البشير في عام 2009 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة. ووجهت المحكمة اتهامات أيضا لوزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين ولوزير الداخلية السابق أحمد هارون وزعيم ميليشيا «الجنجويد» علي قشيب. ولم يعتقل أي منهم. وأحالت المحكمة ملف السودان إلي مجلس الأمن الدولي في عام 2010 لعدم تعاونه مع المحكمة. وأحالت كينيا وجيبوتي ومالاوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلي المحكمة لرفضهم القبض علي البشير أثناء زيارته لهذه الدول بالإضافة إلي تشاد التي زارها ثلاث مرات. ولم يرد مجلس الأمن علي المحكمة بخصوص أي من هذه الإحالات. وقالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودا: إنه بسبب الموارد المحدودة «وفي ظل عدم تحرك مجلس الأمن بشأن ما يحدث في دارفور لم يعد أمامي من خيار سوي وقف مجريات التحقيق في دارفور وقد حولت الموارد إلي قضايا أخري ملحة خاصة تلك القضايا التي اقترب موعد المحاكمة فيها». وقالت بن سودا في التقرير العشرين للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لمجلس الأمن بشأن قضية دارفور: إن الوضع في الإقليم الذي مزقته الحرب يتدهور وإنه يشهد جرائم أكثر وحشية. ومن غير المرجح أن يتحرك مجلس الأمن، خاصة وأن الصين إحدي الدول الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) تحمي الخرطوم. وامتنعت الصين عن التصويت علي قرار مجلس الأمن في عام 2005 الذي سمح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في ملف دارفور، لكنها قالت: إن لديها «تحفظات جدية» بشأن الاتهامات الموجهة للبشير.وقالت بن سودا: «نجد أنفسنا في مأزق لن يشجع الجناة إلا علي مواصلة ارتكاب جرائمهم الوحشية». وأضافت: «المطلوب حدوث تحول كبير في نهج هذا المجلس للقبض علي المتهمين في قضية دارفور». من ناحية أخري، توعد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين بشن هجوم جديد سيتيح التغلب علي المتمردين المسلحين في اقليم دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولكن من دون أن يحدد موعد البدء بهذا الهجوم. وقال حسين في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية، وأدلي بها أمام قوات في نيالي عاصمة جنوب دارفور: إن «انطلاقة عمليات الصيف الحاسم-2 ستحسم التمرد علي كل الجبهات». يأتي هذا الموقف بعد ثلاثة أيام من فشل المفاوضات، التي تجري في اديس ابابا بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، الذين يخوضون معارك مع الخرطوم في النيل الأزرق وجنوب كردفان. من جهة أخري، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن نحو مليون طفل في جنوب السودان أجبروا علي الفرار من ديارهم منذ اندلاع الصراع قبل عام وأن بعضهم يعيش علي تناول جذور الزنابق التي تنمو في الماء وأنه قد تحدث مجاعة العام القادم. وأضافت المنظمة: إن جماعات مسلحة تستغل نحو 12 ألف طفل وأن أطفالا آخرين عرضة بدرجة متزايدة للعنف والاستغلال الجنسي. وقالت المتحدثة باسم يونيسيف دوني بورتر من العاصمة جوبا «الوضع علي الأرض مروع».