بعد اربع سنوات من انتهاء ولايته عاد تاباري فاسكيز من جديد إلي رئاسة اورجواي، إثر فوزه في جولة الإعادة في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، ليخلف بذلك خوسيه موخيكا أفقر رئيس في العالم وأحد أكثر الزعماء شعبية في أمريكا اللاتينية والذي لا يجيز له القانون الترشح لولاية رئاسية ثانية علي التوالي، وبهذا يكون الائتلاف اليساري "فرنتي آمبليو" (الجبهة الموسعة) قد احتفظ بالرئاسة لثلاث ولايات علي التوالي. فقد دعي حوالي مليونين و600 ألف ناخب للادلاء باصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في بلد يبلغ عدد سكانه 3،3 مليون نسمة لانتخاب رئيس جديد بعد خمسة أسابيع من الجولة الأولي التي تزامنت مع انتخابات تشريعية، ويضطر غالبية المسجلين إلي الحضور للتصويت لانه إلزامي ومن يقاطع يضطر إلي دفع غرامة قدرها 25 يورو. وحصل فاسكيز علي 53،6% من إجمالي الأصوات مقابل 41،1% لمنافسه مرشح الحزب القومي (يمين الوسط) لويس لاكايي بو (41 سنة). وكان فاسكيز قد حصل في الجولة الأولي التي جرت في 26 أكتوبر علي 47،8% من الأصوات بفارق كبير عن لويس لاكايي بو الذي حصل علي 30،9%. وقد رحل الرئيس السابق موخيكا في فترة انتعاش اقتصادي تتناقض مع الركود الذي تعاني منه الجارتان الكبيرتان البرازيل والأرجنتين. وسيتولي فاسكيز مهام منصبه في مارس المقبل، وسيتعين عليه التقيد بالصرامة في المجال الاقتصادي حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ معدل النمو في المنطقة إلي 1،3% خلال 2014، وهي أدني نسبة منذ 2009. ودعا فاسكيز أمام حشد من أنصاره إلي مقاربة جديدة "للتحديات الجديدة" التي تواجهها البلاد، كما دعا إلي توافق وطني حول الأمن والتربية وهما الموضوعان الأساسيان في حملته الانتخابية. وسيكون علي فاسكيز التصدي لتباطؤ الاقتصاد الذي يطال المنطقة ومن جهة اخري، تبرز تحفظاته الشخصية بشان احد ابرز قوانين عهد موخيكا الذي أجاز في ديسمبر2013 بيع وشراء القنب الهندي (ماريجوانا) تحت مراقبة الدولة. وقد تمت المصادقة في عهد موخيكا علي ثلاثة قوانين تقدمية جدا بالنسبة لأمريكا اللاتينية مثل قانون الإجهاض وزواج مثليي الجنس وتناول القنب، وهي قضايا لم يوافق عليها فاسكيز، خصوصا قانون الإجهاض. وعرف فازسكيز خلال ولايته الأولي باصدار قوانين صارمه ضد التدخين ما أدي إلي محاكمة بلاده من طرف احدي شركات شركة تصنيع السجائر، كما ينصح بشدة بعدم استهلاك القنب الهندي، معتبرا أن إمكانية بيعه في الصيدليات "غير معقولة" كما ينص عليه القانون. ويفترض ألا يتراجع فاسكيز عن هذا القانون وان يكتفي، حسب تعبيره، بإدخال "تعديلات ستكون ضرورية" لان القانون حول القنب الهندي مدرج في برنامج فرنتي آمبليو. وقد تعهد فاسكيز بأن يولي "اهتماما خاصا" للتعليم والبنية التحتية والأمن، التي كانت المفاتيح الثلاثة لحملته الانتخابية في بلد يعتبر من بين الأكثر ثراء وأمانا في أمريكا اللاتينية. وقال فاسكيز مؤخرا ان السنوات العشر الأخيرة التي حكمت فيها جبهة "فرنتي آمبليو" البلاد "كانت عشرية ناجحة بعد ان حققت معدل نمو سنوي 5%. ولد تاباري فاسكيز في 17 يناير 1940 وهو من أصول إسبانية. ويعد أول رئيس يساري يحكم أوروجواي من 2005 إلي 2010، وهو طبيب متخصص في الأورام السرطانية، ولم يتوقف فاسكيز عن ممارسة مهنته عندما كان رئيسا. وبفوز فاسكيز يكون أمامه مهمة شاقة وهي أن يدير البلاد بأسلوب معهود بعيدا عن اسلوب سلفه (موخيكا) الخارج عن المألوف.