أظهرت الاحتجاجات التي تشهدها مدينة فيرجسون الأمريكية التوترات العرقية في الولاياتالمتحدة بقوة. وكان الآلاف من المتظاهرين قد خرجوا إلي الشوارع في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع، في الوقت الذي ناقش فيه محللون كثيرون قرار هيئة المحلفين العليا بتبرئة ضابط فيرجسون دارين ويلسون من دم الشاب الاسود الاعزل مايكل براون قبل 3 شهور. وكتب بوني جرير مقالا في صحيفة الاندبندنت البريطانية أكد فيه أن "مايكل قتل فقط لأنه أسود". وبينما يحاول المقيمون في فيرجسون العودة إلي حياتهم الطبيعية حيث يقوم أصحاب الأعمال بتصليح النوافذ المكسورة وإزالة الحطام، فإن الامريكيين في جميع الولايات الخمسين يفكرون فيما سيكون عليه شكل الحياة فيما بعد أحداث فيرجسون. ونشرت الصحيفة احصائيات توضح ماذا يعني كونك أسود تعيش في الولاياتالمتحدة منذ منتصف القرن العشرين. حيث كشف مكتب العدالة عن إحصائية مروعة بأن نسبة ضحايا جرائم القتل من الأمريكيين الأفارقة أو السواد تزيد 15 % عن نسبتها بين البيض. فبينما بلغ إجمالي الضحايا السود 7380 في 2011، بمعدل 17.3 لكل مائة ألف مواطن، فإن إجمالي الضحايا البيض بلغ 6.803 بمعدل 2.8 لكل مائة ألف. وتوضح إحصائيات المكتب أن معدل من تم اعتقالهم من السود ظل دائما أعلي من معدل البيض ما بين عامي 1980 و2012. وتشير الارقام إلي أن معدل من تم اعتقالهم من البيض ثابت نسبيا ويقف عند 3.967 في عام 1980 و3.392 في عام 2012، بينما معدل من تم اعتقالهم من السود قفز من 9.447 في 1980 إلي أن وصل إلي ذروته عام 1989 حيث وصل إلي 14.184 ثم هبط مرة أخري إلي 7.920 عام 2012. وتوضح البيانات التي نشرها معهد السياسات الاقتصادية كيف ان معدل البطالة التي يعاني منها السود أعلي من البيض بين عامي 1963 و2012. ويرجع ذلك إلي حقيقة أن الأرقام الصادرة عن مكتب الاحصاء الأمريكي ما بين عامي 1970 و2008 تشير إلي أن نسبة خريجي الجامعات من السواد الذين يبلغون من العمر خمسة وعشرين عاما فيما فوق أقل باستمرار من نظائرهم من البيض. وفي حين ارتفع عدد خريجي البيض من 11.3% عام 1970 إلي 30.2 % في عام 2008، ارتفع عدد خريجي السود من 4.4 % إلي 19.8%. وفي الوقت نفسه تشير المؤشرات الاقتصادية إلي أنه لم يحدث تقدم يذكر في سد الفجوة الاقتصادية بين البيض والسود. وطبقا لمركز "Kids Count" للمعلومات فإن نسبة الأطفال السود الذين يعيشون في فقر ما بين عامي 2009 و2013 أعلي من نسبة نظائرهم البيض. ففي عام 2013، بلغت نسبة الأطفال السود الذين يعيشون في فقر 39 % بينما بلغت نسبة الأطفال البيض 14 %. ومع ذلك، ففي عام 2008 كان معدل الأمريكيين السود أو الأفارقة الذين يموتون نتيجة أمراض القلب أقل من الأمريكيين البيض. وطبقا لمركز السيطرة علي الأمراض والوقاية فإن معدلات الإصابة بالسرطان تتفاوت ليس فقط علي أساس عرقي ولكن أيضا بين الجنسين. فبينما كان معدل الاصابة بشكل عام كبيرا بين الذكور السود، فإن النساء البيض كنّ أكثر عرضة لتطور حالة المرض بالمقارنة بنظائرهن من السود، وذلك بين عامي 1999 و2011. وفي العام الماضي، كشفت الاحصائيات أن نسبة من يتمتعون بالتأمين الصحي من السود أقل بنسبة 6% عمن يتم تصنيفهم بالبيض وليسوا من أصول اسبانية.