اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها أمس في مدينة بريزبين الإسترالية في حين اختيرت الصين لاستضافة قمة المجموعة في 2016. وأكدت دول العشرين في البيان الختامي أنها تطمح إلي تحقيق فائض في النمو بنسبة 2,1% من خلال اتخاذ حوالي ألف إجراء لزيادة إجمالي الناتج المحلي العالمي بأكثر من 2 تريليون دولار علي مدي 5 سنوات وهو ما يؤدي إلي توفير ملايين الوظائف. وقالت دول المجموعة التي تشكل 85% من ثروة العالم إن هذا الهدف يمكن تحقيقه بفضل إجراءات تشجع علي الاستثمار والتجارة والمنافسة. وذكر رئيس الوزراء الإسترالي توني آبوت أن المجموعة ستطلق مبادرة بنية تحتية عالمية وأن صندوق النقد الدولي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي سيتابعان التقدم نحو تحقيق النمو المستهدف. وأكد البيان أن دول المجموعة تشجع التقدم الذي تحقق برعاية منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمكافحة الامتيازات الضريبية للشركات متعددة الجنسيات. كما أكدت دول المجموعة أنها تدعم القيام ب»تحرك قوي وفعال» بشأن التغيرات المناخية والصندوق الأخضر للأمم المتحدة الذي يهدف إلي مساعدة الدول الفقيرة الأكثر تعرضا للخطر. وذكرت دول المجموعة أنها تتمني أن يكون هناك أكثر من 100 مليون امرأة عاملة بحلول 2025وهو ما يتطلب تقليل العقبات أمام المرأة. كما التزمت دول المجموعة بالتعاون في المعركة ضد فيروس إيبولا. من ناحية أخري أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي أن تحالفا مع الرئيس السوري بشار الأسد سيؤدي إلي إضعاف التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش. وقال أوباما إن الأسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل وأكد أن واشنطن حذرت الأسد من التعرض للطائرات الحربية الأمريكية التي تقوم بعمليات في سوريا ضد داعش. من جهة أخري هيمنت الأزمة الأوكرانية علي تصريحات عدد من القادة في ختام القمة حيث أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنه سيتخذ قراره بشأن تسليم روسيا السفن الحربية ميسترال الذي أرجئ حتي انتهاء الأزمة «بعيدا عن كل ضغط ووفق معيارين هما مصالح فرنسا وتقديري للوضع» مشيرا إلي أن هذه المسألة لم تطرح خلال القمة أو خلال لقائه مع نظيره الروسي. من جانبه صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجهت «رسالة واضحة جدا» لروسيا حول الطريقة التي سنعالج من خلالها الأزمة الأوكرانية. وأضاف كاميرون أنه «إذا واصلت روسيا زعزعة استقرار أوكرانيا فسنفرض مزيدا من العقوبات». وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن روسيا ستبقي معزولة إذا واصل نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأجيج النزاع في شرق أوكرانيا وإذا واصل انتهاك القانون الدولي وانتهاك الاتفاق الذي تعهد الالتزام به قبل أسابيع في إشارة لاتفاق مينسك لوقف إطلاق النار. وفي لقاء علي هامش القمة انتقد الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الاسترالي ونظيره الياباني روسيا التي اعتبروا أنها تقوم بتحركات تؤدي إلي زعزعة الاستقرار في أوكرانيا. وغادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بريزبين قبل نشر البيان الختامي مؤكدا أنه بحاجة للنوم. وأشاد بوتين في مؤتمر صحفي «بالأجواء البناءة» التي سادت القمة وأوضح أن الأوضاع في أوكرانيا لم تناقش إلا خلال المناقشات الثنائية وأكد الرئيس الروسي علي وجود «فرصة طيبة» لحل الصراع في أوكرانيا رافضا إدانة الغرب لدور روسيا.