الرحلة الي مدينة رفح محفوفة بالمخاطر لانتشار التكفيريين وسط البيوت والمزارع الواقعة علي الطرق الفرعية المفروضة علي سائقي المركبات لاغلاق الطريق الدولي المواجه للأكمنة الامنية . عقارب الساعة تزحف نحوالسابعة صباحا .. أمام الفندق الذي تقيم فيه بعثة «الأخبار» بالعريش .. سائق الأجرة يدعي أبوقصي كان يجلس في سيارته .. ركبنا معه السيارة وانطلقنا في اتجاه الشرق حيث مدينة رفح، لم يطرأ في أذهاننا سوي «الحل الوحيد» وهو اتخاذ الدروب الجبلية الخطيرة، وتبين لنا خلال مغامرتنا أن تلك الطرق الوعرة تقع علي مشارف القري الملتهبة، لا ننكر أن الخوف كان صديقنا في تلك المغامرة، حتي قبل استقلال السيارة، كان التخوف من قيام العناصر الإرهابية برصدنا وبعد أن قطعت السيارة مسافة 3 كيلومترات علي الطريق الدولي وهي المسافة التي تفصل بين كمين «الريسة» والكمين الذي يليه دخل بنا السائق إلي طريق فرعي ضيق انتشرت مزارع الزيتون ثم وصلنا إلي أول طريق فرعي، وكان يبعدنا عن مدينة رفح 20 كيلومترا، وعلي الرغم من استقلالنا سيارة أجرة كغيرنا من أهالي وسكان هذه المناطق، إلا أننا لم نسلم من نظراتهم الموجهة كالسهام. رصد التكفيريين وعلي الرغم من الانتشار المكثف لكمائن وعناصر القوات المسلحة علي جميع الطرق والمحاور الرئيسية لمدن شمال سيناء، إلا أنه وقبل وصولنا لمدينة رفح ب5 كيلومترات رصدت «الأخبار» عددا من العناصر التكفيرية والجهادية تقوم بنصب كمائن وهمية علي الطرق الفرعية الموازية للطرق الرئيسية علي طول الشريط الساحلي، بحثا عن أي أفراد من الشرطة أوالجيش لتصفيتهم، حيث تقوم مجموعة مسلحة قوامها 4 من العناصر التكفيرية المسلحة باستقلال سيارة أجرة «فيرنا» ذات زجاج أسود «فاميه» يتحركون علي تلك الطرق، يترصدون أي سيارة غريبة أوشخص غريب، وفي حال شك أحدهم في سيارة ما، يستوقفون السيارة بعد قطع الطريق عليها وتحت تهديد السلاح، ويفحصون بطاقات إثبات السائق ومستقليها. باقي السيارات تمر دون أي تدقيق. الحياة تسير بشكل طبيعي بين المتعايشين في المنطقة بينما تختلف كثيرا علي الزائرين لاول مرة.. بعد رصدنا لهؤلاء التكفيريين وما يتسببون به من فزع وخوف بين قائدي السيارات علي احدي الطرق الفرعية، سار بنا سائق التاكسي بشكل هادئ حتي وصلنا الي مدينة رفح وبالتحديد المنطقة العازلة، حيث تجري عمليات هدم الأنفاق والمنازل الواقعة علي الشريط الحدودي من قبل القوات المسلحة علي قدم وساق وتقوم القوات بتفجير الأنفاق وهدم المنازل بالشريط الحدودي. مازالت عمليات هدم المنازل التي تم اخلاءها والأنفاق التي تقع علي امتداد الشريط الحدودي بمدينة رفح شمال سيناء والتي تقوم بها القوات المسلحة مستمرة للاسبوع الثالث علي التوالي، حيث تسابق القوات المسلحة الزمن لسرعة انجاز هذا العمل والانتهاء من اخلاء باقي المنازل، وفي الوقت نفسه تقوم اللجنة المشكلة من محافظة شمال سيناء بصرف التعويضات لاصحاب المنازل التي تم ازالتها،تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي . 12مسجد اشار اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء ل «الأخبار» إلي ان القوات المسلحة انتهت حتي الآن من اخلاء وازالة 438 منزلا علي الشريط الحدودي، اضافة الي تدمير 122 منزل تصدعت جدرانها عند تفجير منازل مجاورة لها عثر بداخلها علي انفاق، ليصل عدد المنازل التي تم ازالتها وتدميرها حتي الآن إلي560 منزلاً من اجمالي 802 منزل يقع في غرب نطاق المنطقة العازلة بطول الشريط الحدودي ليبقي 242 منزلا لم يتم ازالتها حتي الان . واوضحت المصادر انه تم خلال عمليات الازالة العثور علي 65 نفقاً اسفل المنازل، وفي السياق ذاته قالت المصادر ان القوات المسلحة ابقت علي 12 مسجدا في نطاق المنطقة العازلة ولم يتم ازالتها حتي الآن رغم تدمير جميع المنازل المحيطة بتلك المساجد.