قرار رسمي جديد بشأن بشأن "زي المدارس" على مستوى الجمهورية    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نبيل الحلفاوي يكشف عن ظاهرة غير مسبوقة لجماهير الأهلي بعد فوزه على الجونة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    عوض تاج الدين: ندرس مقترح تأجير المستشفيات الحكومية للقطاع الخاص    بالصور.. الأجراس والترانيم تتعالى داخل كنائس وأديرة جنوب سيناء    بالصور.. إقبال كبير على كنائس المنيا في قداس عيد القيامة المجيد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    المحبة والأخوة.. محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة ماري جرجس بطنطا    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    عيار 21 بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب اليوم الأحد 5 مايو 2024 في مصر المصنعية (تفاصيل)    أسعار سيارات مرسيدس EQ في السوق المصري    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    ضياء رشوان: لم يتبقى أمام نتنياهو سوى العودة بالأسرى بعد فشل إسرائيل.. فيديو    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    نميرة نجم: قرارات المحاكم الدولية لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    ألمانيا تحقق مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين    نميرة نجم: هناك محاولات لتقويض أحكام الجنائية الدولية ضد قادة إسرائيل    غصة للاحتلال .. "السنوار" يهاتف فصائل فلسطينية لبحث ملف التفاوض بعد تجوله بغزة    وزارة العمل تكشف اخر مستجدات قانون العمل    سيدات طائرة الزمالك يحافظن على لقب إفريقيا أمام الأهلي ويتأهلن لمونديال الأندية    حقيقة وصول عروض احتراف لنجم الجونة    رونالدو: الهدف رقم 900؟ لا أركض وراء الأرقام القياسية    أول تعليق من حمدي فتحي بعد إنجاز الوكرة القطري    أتلتيكو مدريد يواصل انتصاراته في الليجا على حساب ريال مايوركا    ملف رياضة مصراوي.. طاقم تحكيم الزمالك.. صعود سام مرسي.. وفوز الأهلي    الزمالك وديربي إنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    إصابة 3 أشخاص في حادث بالوادي الجديد    عمرها 60 سنة..مصرع عجوز دهسها قطار في سوهاج    بمشاركة رؤساء تحرير الصحف القومية.. مكتبة مصر العامة تناقش دور الصحافة في دعم الدولة المصرية    برج العقرب .. حظك اليوم الأحد 5 مايو 2024 : مشاعر غير متوقعة    الحبايب.. تهنئة عيد شم النسيم 2024 للأهل والجيران والأصدقاء    سعاد صالح: لا أهتم بالانتقادات والبعض يقوم بتشويه وبتر حديثي عن الدين    عمرو أديب يوجه رسالة إلى التجار ويحذر: «علامة مش كويسة للسوق» (فيديو)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 5-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 27-4-2024 مهنيا وعاطفيا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    حكم سفر المرأة الكبيرة للحج دون محرم.. دار الإفتاء ترد    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    زغاريد وترانيم فرايحي بقداس عيد القيامة المجيد فى الدقهلية    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    أسهل طريقة لعمل الطحينة بالفول السوداني في المنزل.. أساسية بشم النسيم    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    مختلف عليه..ما حكم أكل الفسيخ في الإسلام؟    قتل «طفل شبرا الخيمة».. أوراق القضية تكشف دور تاجر أعضاء في الواقعة    طلاب إعلام جامعة القاهرة يطلقون حملة توعية بإيجابيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
الأولوية للمرابطين
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 11 - 2014

«الاعتماد علي القادمين من بعيد ربما يجوز في الصوفية، اما في العلم فلن يجدي، لن يحقق النهضة إلا علماؤنا المقيمون المرابطون..»
تجربتا محمد علي باشا، وجمال عبد الناصر، قبل إخفاقهما، تثبتا أنه لا يمكن تحقيق تقدم علمي أو تأسيس نهضة الا من خلال داخل مصر، ومع كل التقدير لعلماء مصر في الخارج. فلا يمكن تأسيس نهضة علي أكتاف وجهود زوار، ممكن اعتبارهم مستشارين، إلا في حالة واحدة عندما بنقل أحدهما حياته الي مصر، وحتي الآن لم أعرف الا مثالا واحدا يرقي إلي مستويات من التجرد والعطاء لم أعرف له موازيا أعني الدكتور مجدي يعقوب، يجب اتباع منهجي محمد علي وعبد الناصر في الاعتماد علي نبوغ المصريين من خلال نهضة تعليمية حقيقية، أما الانبهار بالقادمين من بعيد فربما يصح في الصوفية، لارتباطه بالقداسة. جميع الاقطاب في مصر من المغرب وقليلهم من المشرق أو من داخل مصر، هذا لما يصح في العلم. البحث العلمي منظومة، الدكتور أحمد زويل نفسه جزء من نظام علمي، سكرتيرة أو سكرتير مكتبه جزء من إنجازه، أحترم الرجل وأقدر جداً إنجازه العلمي، لكن حضوره والترحيب المبالغ به وما حصل عليه من مصر لا أجد له مقابلاً منه، هنا أوجه إليه وإلي المنظومة الإعلامية التي تروج له تساؤلات محددة.
حتي الآن لم أقرأ ولم أسمع ولم أعرف عن إلقائه محاضرة علمية واحدة في أي كلية من الكليات بما فيها كلية جامعة الاسكندريةالتيتخرج فيها.
ما أعلمه انه لم يلق في مصر محاضرة علمية واحدة ولم يجر تجربة علمية في أي معاهد في الوقت الذي امضي فيه سنة كاملة في إسرائيل وأجري أبحاثاً مهمة حصل بعدها علي جائزة وولف التي تعتبر من أهم الجوائز العلمية في العالم ومقدمة لجائزة نوبل، هنا لابد من توضيح، أنني لا أتحفظ علي قضائه عاماً في إسرائيل، لقد ذهب إليها بصفته مواطناً أمريكياً وتفاصيل تكريمه هناك منشورة بالتفاصيل والصور في الكتاب الذي أصدره عنه الدكتور أشرف البيومي.
أحد أهم الأساتذة المصريين الذين تلقي عنهم العلم. التحفظ هنا علي دور زويل في مصر، ماذا قدّم بالضبط؟ لقدجري الترحيب به علي أعلي مستوي، حصل علي قلادة النيل، وأطلق اسمه علي أحد أهم ميادين الاسكندرية، وأحتفي به إعلامياً علي أوسع نطاق، محاضراته التي ألقاها في الجامعة الامريكية مضمونها سياسي، وتحفل بنبرة استعلاء، اسس جامعة تحمل اسمه بنقودالمصريين، ثم فوجئنا باستيلائه علي مباني جامعة النيل وتلك مشروع وطنيخالص، ورغم حكم القضاء النهائي بأحقية طلبةجامعة النيل فقد حاول عرقلة المشروع، وحملت إلينا الصحف أنباء عن منحه مساحة. من الأرض لتشييد الجامعة التيتحمل اسمه عليها. وقرأنا عن إقدام الجيش علي بناء المنشآت المعمارية للجامعة، لماذا يبنيالجيش جامعة تحمل اسم عالم لم يقدم محاضرة علمية واحدة لمصر، غير أن المفاجأة التي كشف عنها الزميل سليمان جودة كانت غريبة، عندما ذكرقراراً من رئيس الوزراء الاسبق عصام شرف بتخصيص مبني تاريخي في جاردن سيتي ليكون مقراً لإدارة جامعة زويل وهذا المبني تتجاوز قيمته المليارات، هل جامعة زويل عامة تخص الدولة وإطلاق اسمه عليها نوع من التكريم؟، إذا صح ذلك أقول إن هناك من العلماء المصريين من هم أحق، وأذكر علي سبيل المثال من الماضي، محمد النادي، مصطفي مشرفة، ومن الأحياء الدكتور محمد غنيم الذي طالبت ومازلت أطالب بمنحه قلادة النيل، لأنه بدأ من مصر واستمر بها، بدأ من عمق الريف وأنشأ مركزاً علمياً عالميا لعلاج الكلي، وتجربته تستحق أن تدرس وتبرز وتتحول إلي دراما تليفزيونية وأن تصبح قيمة عليا، تماماً مثل مجدي يعقوب. إذا قرر محمد غنيم إنشاء جامعة تتبع الدولة لعلاج أمراض الكلي هل ستمنحه الحكومة قصراً منيعاً في أرقي أحياء القاهرة ليكون مقراً لإدارتها؟ أشك في ذلك.
أخيراً سؤالان.
هل القصر الذي قدم لاحمد زويل، قدم إلي شخصية الجامعة الاعتبارية أم إلي اسمه؟، والسؤال الأخير حول حجم التبرعات التي تلقاها أحمد زويل، كم حجمها وبأي حساب سجلت، لماذا لا نقرأ تفاصيل بنودها؟، هذا نظام معمول به في الغرب، أسئلة عديدة معلقة أتمني الإجابة عليها. لكن ما أريد التأكيد عليه ونحن في ظل مرحلة جديدة من التاريخ الوطني، أن النهضة العلمية لن تتحقق إلا من خلال داخل مصر، وليس بأبنائها الذين نبغوا بعيداً، أؤكد مرة أخري، مرحبا بهم كمستشارين، ومرحباً ثم مرحباً بمن يستقر منهم في مصر بعد كل ما حققه في الخارج، والمثل الأهم الذي لن أمل تكراره، مجدي يعقوب، أشير إلي مراكز للنهضة يجب توجيه الاهتمام والدعم لها، الكلية الفنية العسكرية، القرية الذكية بما تحويه من معاهد علمية وعلماء شباب يحتاجون دعم الدولة، وأتمني زيارة الرئيس إليها وأثق أنه سيقف علي مرتكز لنهضة علمية مصرية خالصة، إعادة بناء القاعدة العلمية، خاصة في الجامعات الكبري، كليات الهندسة والعلوم، والتوسع في إرسال البعثات، والانتباه إلي الجيش كقاعدة للتقدم العلمي، لا أستمد أسبابي بمعرفتي بهذه المؤسسة التي كانت عماد الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ، ولكن لأن التقدم العلمي في الشرق والغرب ارتبط بالجيش، وكثير من المنجزات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل الموبايل والانترنت. من ثمار مشروع ريجان حرب النجوم الذي أطلقه في الثمانينيات من القرن الماضي، وفي تاريخنا القديم والحديث مثال وعبرة، أخيراً لاحظت وجود الدكتور محمد العريان في المجلس الاستشاري وهو خبير اقتصادي مرموق، أتساءل أين الدكتور فاروق العقدة، أهم محافظ بنك مركزيعلي مستوي العالم والرأي من أمريكا وليس مني، أما العريان الذي استقال من مواقعه حتي يجد وقتاً لابنته، فهل سيجد وقتاً لمشاكلنا المستعصية التي تحتاج إلي خبرائنا في الداخل!
تجربة محمد علي
من العبارات الباقية في ذهني دائماً، ما قاله الجبرتي عندما دعا نابليون بونابرت مجموعة من علماء مصر - كلهم من الشيوخ - لحضور تجارب علمية في بيت السناري الذي اتخذ علماء الحملة الفرنسية منه مقراً، كانت الكهرباء لاتزال في بدايتها، وضعوا ساقين من معدن علي جسد ضفدعة فانتفض متحركا، عاد الجبرتي ليكتب في تاريخه ما معناه، «وهؤلاء قوم لهم تصاريف عجيبة وعلوم غريبة لا تتسع لها عقول أمثالنا».
غير أن عقول امثالنا القاصرة في نظر الجبرتي قيض لها من يفهم عبقريتها رغم أنه لم يكن مصرياً، أعني محمد علي باشا الذي تولي مصر بعد انتهاء الحملة الفرنسية ورحيلها بحوالي قرنين من الزمان، أدرك بثاقب بصره وذكائه الوقاد عبقرية المصريين ومكامن تفوقهم، فبحث اولا عن الكفاءات، هكذا اهتدي إلي محمود الفلكي باشا، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد مظهر وغيرهم من أبناء الفلاحين، بدأ تأسيس العمود الفقري لأي نهضة في مصر، الجيش، وأسند قيادته إلي إبراهيم باشا، هذا القائد المصري العظيم، الذي مازال تمثاله قائماً في ميدان الأوبرا ولم يزل بحمد الله. هنا أورد شيئا من التاريخ السري للقاهرة، هذا التمثال الجميل لرجل عظيم الذي نحته فنان إيطالي، أصبح مع الزمن نقطة لقاء للعشاق من المثليين، يتواعدون عنده، أصبح المكان تحت التمثال سيئ السمعة، فإذا أراد أحد أن يصم أحدهم بالشذوذ يقول «أصله صوبعجي» ذلك أن الناس أطلقوا علي التمثال، أبو إصبع، إشارة إلي إصبع إبراهيم باشا، ثم تحول المعني الي وصمة!. كان ابراهيم باشا قائد عبقرياً، إحساسه عروبي مبكر، وله قول مشهور، «إن الجيش سيتوقف حيث يكف اللسان العربي»، أدرك والده أن بدء تأسيس الدولة يجب ان يكون من الجيش، وهذا عين ما استوعبه ملوك مصر الأوائل، خاصة مينا موحدمصر.
نلاحظ أن الجيش كان مرتكز النهضة العلمية والتقدم، في العصورالأولي لم يكن المصريون يعرفون العجلات الحربية وعندما قدم الهكسوس من الشرق جاءوا بالعجلات الحربية التي تمكنوا بها من هزيمة جيش الفراعنة العظام، ولدي مصر رمز كوني إنساني، أعني مومياء الفرعون سقنن رع الذي استشهد وهو يحارب الأعداء، وجه إليه أحدهم بلطة شقت رأسه، كرد فعل تشنجت يده، مازال الجرح في الجمجمة ماثلاً، أما الذراع فقد تم تحنيطها علي الوضع الذي اصيبت به، إنه الملك الأقدم فيتاريخ الإنسانية الذي وصل إلينا ماثلاً بنفس الوضع الذي استشهد عليه، ليته يعرض بشكل يليق به، وليت زيارته تدرج ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، بحيث يصطف الطلبة من مختلف المراحل أمامه للتحية وتلقي العبر، حدثني نجيب محفوظ فقال إن رؤيته لهذه المومياء أثرت فيه كثيراً، وأنها كانت الباعث علي تأليفه رواية «كفاح طيبة» سرعان ما استوعب المصريون آلة الحرب الحديثة «العجلة الحربية» وأتقنوا صناعتها، ثم استخدموها بكفاءة وحرروا مصر من الهكسوس بعد أن استمر احتلالهم لحدود مصر الشرقية قرناً ونصف من الزمان، التاريخ يعيد نفسه لكن في ظروف مختلفة، وقدر لي أن أكون شاهداً علي ذلك.
بعد هزيمة يونيو
لم تكن هزيمة يونيو عسكرية بقدر ما كانت هزيمة نظام، رغم كل الجوانب الايجابية التي قدمها لمصر، لكنه اعتمد القبضة الحديدية والاعتماد علي العلاقات الشخصية، هذه الشخصنة التي أتمني احتفاءها تماماً وبالتحديد عندما يتم الاختيار للمواقع العليا، لو أن قيادة الجيش أوكلت إلي الفريق أول محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض والقادة الذين تولوا أمور الجيش بعد يونيو لتغير تاريخ المنطقة، ولكن استمرار القيم المملوكية في الحكم أدي إلي الكارثة، وأنني أحدد أكثر فأشير إلي شخص عبدالحكيم عامر، ومسئوليته التاريخية عن الهزيمة، كان يجب أن يتم اقصاؤه بعد حرب 1956، ولكن الشخصنة غلبت، وكان يجب أن يتم إبعاده بعد الانفصال، ولكن الشخصنة غلبت ايضاً، أعرف أن هذا الحديث ثقيل علي بعض الأصدقاء، الذين احترمهم، ولكنني ألاحظ انغلاقاً ورفضاً لممارسة التقييم لسلبيات الحقبة الناصرية التي انتهت عام 1967، وأؤكد أنه لصالح التجربة نفسها لابد من نقد التجربة ومثالبها، بدون ذلك لن تتجاوز مصر عثراتها، بعد هزيمة يونيو تولي الجيش قادة أكفاء، جري اختيارهم علي أساس الكفاءة أولاً، وأخص بالذكر أثنين كان كلا منهما يكمل الآخر، الفريق أول محمد فوزي بانضباطه وصرامته وجنديته النقية، وعبدالمنعم رياض برؤيته وثقافته الشاملة، لقد وضعا الأساس للعبور في أكتوبر الذي عطله السادات لمدة ثلاث سنوات، ثم اضطر إلي اتخاذ القرار تحت ضغط الشعب والجيش. بعد يونيو بدأ تأسيس الدفاع الجوي، ولكم سعدت بالفيلم النادر الذي قدمته إدارة الشئون المعنوية عن الفريق محمدعلي فهمي، وأتمني أن يتبع بفيلم عن اللواء أحمد سلامة غنيم البطل الأسطوري فيالجبهة، والفريق محمد سعد علي الذيكان قائداً للفرقة عند بدء حرب أكتوبر لقد جري بناء الدفاع الجوي المصري خلال ست سنوات من العمل الشاق المعمد بالدم، وكان الصراع يتضمن حرباً الكترونية هي الأولي من نوعها في التاريخ، هنا أذكر ثلاثة مواقف لا انساها من الذاكرة تستند إلي تجربتي في الجبهة
خدع الكترونية
عندما ظهرت طائرة الفانتوم في سماء الجبهة عام 1970 كانت سلاحاً قوياً فتاكاً سبقته سمعة واسعة خلال حرب فيتنام، كان صوتها عند الاقتراب فظيعاً بالنسبة لي يثير الغثيان، كانت مزودة بأحدث الوسائل الالكترونية وقتئذ ومن بينها إمكانية إضاءة مصباح أحمر صغير في كابينة القيادة ينبه الطيار ومساعده إلي انطلاق صاروخ في اتجاههما بحيث يمكنهما القيام بمناورة لتفاديه، استطاع رجال الدفاع الجوي المصري التوصل إلي وسيلة تجعل المصباح الاحمر يضئ في لوحة قيادة الفانتوم بدون أن ينطلق الصاروخ من قاعدته، كان ذلك حدثاً كبيراً وقتئذ، ثم أصبح عادياً جداً مع مرور الزمن، مع بدء استخدام المرور لأجهزة الرادار، انتشر جهاز صغير يتم تركيبه في العربات يضيء باللون الأحمر عند كشف الرادار للسيارة. الموقف الثاني، عندما تم تزويد سلاح الجو الاسرائيلي بصواريخ امريكية متقدمة من طراز «شرايك» كان ذلك تهديداً خطيراً لشبكة الدفاع الجوي عنئذ عكف خبراؤنا علي إيجاد حلول. كنت في إحدي قواعد الصواريخ بمنطقة ابو صوير عام 1970 عندما رفعت درجة الانذار ثم فوجئت بالرجال يتعانقون فرحين ويهنيء بعضهم بعضاً وأنا حائر، لا أدري لماذا؟، إلي أن علمت السبب الذي لم أكتبه ولم أنطق به إلا مؤخراً في الندوة الثقافية لإدارة الشئون المعنوية بحضور قادة القوات المسلحة المصرية يتقدمهم القائد العام الفريق أول صدقي صبحي، لقد جري إيجاد وسيلة لتضليل الصاروخ شرايك الذي يلتقط إشارات الرادار المنبعثة من أجهزة الرادار وحتي إذا أغلقت فإنه يحتفظ بها ويستمر متجهاً إلي مصدرها ليدمر أهم جزء في المنظومة، جهاز الرادار الذي يوجه الصواريخ الي الهدف، كيف جري ذلك؟ أطلقت قواتنا مجموعات من شرائح الإلمونيوم في الجو عند رصد الطائرات المعادية عنئذ يفقد الصاروخ القدرة علي التميز و (يلوش) يسقط كقطعة خردة فوق الأرض. اللحظة الثالثة، كانت بعد وقف إطلاق النار عام 1970، لم يكف العدو عن إطلاق طائرات الاستطلاع المتقدمة لرصد الجبهة المصرية، إحدي الطائرات كانت مجهزة بمعدات الكترونية متقدمة طبقاً لمقاييس الوقت، اذكر طرازها، كان اسمه «ستراتوكوزر» كانت تطير علي عمق يتراوح بين مائة كيلو ، كنت موجوداً في إحدي القواعد عندما فوجئت بحالة الفرح بين المقاتلين التي أشهدتها يوم إسقاط شرايك، لقد جري إسقاط أعقد طائرات الاستطلاع الأمريكية - الإسرائيلية والتي كانت تقارب الأواكس الشهيرة.
عشرات الإنجازات العلمية توصل إليها خبراء الجيش من خلال المواجهة هذه الحلول تعكس قدرة العقل المصري وحيويته علي الابتكار، لقد قامت إدارة الولايات المتحدة بمنع الدعم الفني عن بعض أفرع قواتنا المسلحة، خاصة الطيران الذيتأثر كثيراً، صرح بذلك قائد القوات الجوية في حوار هام جري مساء يوم الاحتفال بعيد القوات الجوية، لا أعرف إذا كانت طائرات الاباتشي قد سلمت إلي مصر أم لا؟ ولكن مجرد حجبها يعتبر دعماً للإرهاب الذي يشن علي مصر، إنها إحدي النتائج الكارثية لسياسة السادات الكارثية التي جعلت من الولايات المتحدة متحكماً ومورداً رئيسياً للسلاح وكان ذلك من أكبر أسباب الفساد داخلياً. هذا وضع بدأ يتغير بعد الثلاثين من، يونيو نهضة مصر العلمية وأكرر مباديء انطلاقها.
تطوير التعليم بكل مراحله استناداً إلي تجربتي محمد علي وعبد الناصر.
الاعتماد أساساً علي الجيش كقاعدة انطلاق علمي، خاصة معاهده المتخصصة وفي مقدمتها الكلية الفنية العسكرية، ثم القرية الذكية.
رغم تدهور التعليم الجامعي، لكن لاتزال بعض كليات الهندسة في مصر تحظي بمكانة علمية في العالم، هندسة القاهرة ، عين شمس، الاسكندرية.
عدم اتباع الرؤية الصوفية في تقديس القادمين من بعيد، في العلم يجب الاعتماد علي علماء مصر الذين يكتوون بظروفها، النهضة بمركز البحوث القومي وميزانية البحث العلمي أهم بكثير من دعم جامعة أسست لتحمل اسما - مع تقدير صاحبه - ولم تقدم شيئاً لمصر حتي الآن، التقدم العلمي منظومة متكاملة وليس شخصا كل علاقته بمصر ترانزيتية مهما علا قدره هناك، نريد من هم علي مثال محمد غنيم ومجدي يعقوب وفاروق العقدة وأحمد عكاشة المرابطون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.