لم تعد مشكلة ولم تعد صداعاً في رأس الوطن بل أصبحت أزمة في ضمير الوطن.. أطفال الشوارع.. الجيل الجديد رصيد مصر من البشر للمستقبل.. البشر.. المصريون العظماء الذين هم بناة الحضارة.. إنهم ليسوا أقل من أولادنا الذين ينعمون «بنومة طرية» و«لقمة هنية» ولكنهم لسوء الحظ، ليس حظهم فقط ولكنه حظ مصر وخيبتنا في احتياطي الزمن القادم من البشر.. البشر الذين هم الصناعة والزراعة والتعليم.. إنهم يفلتون من أيدينا كما يفلت الماء من أيدينا ونحن نتوضأ.. هؤلاء الأطفال الذين يجرون بأرجل سريعة تغلب سرعة مترو الأنفاق وقطار نصف الليل.. يجرون هرباً من «العسكري» حتي لا تتسلمهم الملاجئ فيصبحوا في حال أسوأ من الشارع وثبت بالكاميرا الخفية كيف يضربون ويهانون هناك.. الذكاء يشع من عيونهم وهم يطلبون الحسنة وابتسامة ذكية تشرق في الوجه الذي كساه الذل والتراب.. هؤلاء الأطفال الذين تزداد أعدادهم بشكل ملحوظ وهم ليسوا وحدهم أطفال شوارع بل هناك أولاد ناس يصبحون أطفال شوارع «نصف الوقت» هؤلاء الذين تلفظهم المدارس بعد الثانية عشرة ظهراً ليتلقفهم الشارع لأن الأب والأم «عندهم شغل» ولا تقولوا للمرأة اجلسي في البيت لترعي أولادك لأن نصف العمالة في بلدنا وفي التدريس بالذات نساء!! دعونا نفكر جيداً في هؤلاء الصغار الذين يكبرون ويصبحون رجال شوارع ونساء ساقطات دعونا نفتح الملف ولا نغلقه إلا علي حل وأعرف قدرات السيسي وقدرات محلب وقدرات الكثيرين من أهل مصر العظام ولكن لدينا مشكلة وهي أننا لا نفكر تفكيراً جماعياً ولكن دائماً نفكر فرادي كما يحدث لي الآن وأنا أكتب المقال ثم تدهسني الأحداث كما يدهس أي واحد في الشارع فالتفت لكارثة أخري ولكن هنا في مجال عرض المشكلة ومن لديه مشروع حل أو فكرة مخلصة فليكتبها ويرسلها لي ولكنني أعرف أن الأفكار في دول العالم الثالث كما قال نهرو لا تنضج إلا في حضن المجتمع ولكنها تموت لو ظلت حبيسة صدر واحد. هؤلاء الصغار الذين يمثلون منطقة جذب لأولاد الناس حيث لا أوامر ولا أحد يمنعهم من عمل أي شيء وأعرف حالات كثيرة جداً لأطفال خرجوا وتاهوا واتضح أن حياة الشارع جذبتهم. إنها مشكلة محتاجة لعمل وليس لمقالة تكتب وتقرأ ثم تصبح قرطاساً للترمس أو البلح الأمهات.. إن القراء يقرأون المقال ويفكرون ثم يمسكون الأقلام ليكتبوا ويأتيهم تليفون أو برنامج تليفزيوني ويصبح المقال في الخلفية ثم يموت تماماً. أرجو لكل من يقرأ هذا المقال ولديه فكرة أو مفتاح طريق لهذه المشكلة أن يبادر بالكتابة ليس لي فقط ولكن للسيسي ومحلب وكل من يهمه الأمر ومن يهتم باحتياطي مصر من البشر والذي هو خلف كل احتياطياتنا من كل شيء. ولدي خطة لمن يهمه الأمر.