الكراكة العملاقة اثناء العمل يتابع ملايين المصريين ملامح الحلم الذي يتحقق ويتلقفون الانباء عن معدلات الاداء المتصاعدة في مشروع قناة السويس الجديدة بفرحة وامل لكن المتابعة عن قرب تضفي علي من يقوم بها مشاعر خاصة تمزج بين الاعتزاز والفخر والاعجاب والتفاؤل. قامت «الأخبار» بجولة علي ظهر الكراكة العملاقة «الصديق» التي تبدو وكلما اقتربنا منها كوحش ضخم تم استئناسه ليقوم بتمهيد الطريق امام كراكات اخري بهدف مواصلة العمل. ومن نقطة مراقبة البلاح المطلة علي قناة السويس ، إنطلق لنش هيئة قناة السويس متوجهاً لنقطة إلتقاء القناة الجديدة مع القناة الحالية بالتفريعة الشرقية ، حيث تقف الكراكة العملاقة «الصديق» علي مدخل القناة الجديدة وعلي ظهرها العمال والفنيين والمهندسين التابعين لإدارة كراكات الهيئة ، الجميع يتخذ مواقعه ، فالعمل يجري علي قدم وساق في سباق مع الزمن للإنتهاء من المشروع في مواعيدة المحددة . فور أن وطئت أقدامنا الكراكة كان في إستقبالنا المهندس محمد سعد نائب مدير الكراكات الذي قام بعرض مواصفاتها موضحا انها تعد من أكبر كراكات هيئة قناة السويس، فالكراكة يابانية الصنع دخلت الخدمة بالهيئة منذ عام 1980 وشاركت في العديد من المشروعات الكبري منها أعمال التفريعة الشرقية بالبلاح وميناء شرق التفريعة، وتعد « الصديق « من الكراكات الماصة الطاردة، فهي تقوم بتفتيت التربة وشفطها قبل ان تقوم بطردها من خلال خط أنابيب إلي أحواض الترسيب. وأضاف أن قدرتها الكلية تقدر بنحو 1600 كيلو وات، بينما تصل قدرة طلمبات التكريك بها إلي 12 ألف حصان، وتستطيع تلك الطلمبات الوصول إلي عمق 24 مترا، ويبلغ طول الشريط العائم التابع لها إلي 1500 متر. وأشار الي أن ناتج التكريك للكراكة يصل إلي 20 ألف متر مكعب من الرمال يوميا قابلة للزيادة، كما أن الحفار الرئيسي لها يصل إلي عمق 30 مترا تحت سطح الماء. وهي تقوم حاليا بالتكريك التدريجي كمرحلة أولي للوصول لعمق 9 أمتار بعرض 130 مترا لتفتح لها وسط الرمال وبالفعل نجحت الكراكة حتي الآن في الدخول لمسافة 600 متر بمدخل القناة الجديدة. وأضاف أنه قبل بدأ عمل الكراكة قام فريق متخصص من هيئة قناة السويس بعمل مجسات للأرض للتأكد من خلوها من أي عوائق تعترض أعمال التكريك المائي، كما نجحت الشركات العاملة بالحفر الجاف في الانتهاء من أعمال حفر أول قناتي أتصال بمنطقتي نمرة 6 والدفرسوار، حيث ستقوم الكراكات الأصغر حجماً بالدخول الي تلك القنوات لضمان استمرار اعمال التكريك علي طول القناة الجديدة في نفس الوقت. وأوضح المهندس محمد سعد أن أعمال التكريك المائي تعد من أصعب التحديات التي تواجة المشروع نظراً لقيام الكراكات والمعدات بالحفر المائي في أعماق منخفضة للغاية خاصة بمدخلي القناة الجديدة، لذلك قامت هيئة قناة السويس بعدد من الاتصالات مع كبري الشركات العالمية في هذا المجال لتوريد عدد من الوحدات العائمة العاملة في مجال التكريك، فحجم الأعمال يحتاج إلي ما يقرب من 25 كراكة ذات طابع خاص، وسوف تقوم الهيئة بطرح مناقصة عالمية لعدد من الشركات التي لها سابقة أعمال لإسناد أعمال التكريك بالقناة الجديدة. واضاف أن جميع تلك الشركات ستقوم برفع مايقرب من نصف مليون متر مكعب من الرمال يومياً وهو المعدل المستهدف تحقيقه في تلك المرحلة. وخلال جولة «الأخبار» التقينا بعدد من العمال والفنيين، بداية يقول أيمن محمد «فني بحري» أن معدل العمل علي الكراكة يتراوح مابين 15 و18 ساعة يومياً، وهو يقوم بأعمال الربط والحل للكراكة في المنطقة المخصصة للوقوف عليها، مشيراً إلي أنه يعمل عليها منذ 15 عاماً وشارك في عدد من الأعمال ولكن هذا المشروع مختلف عن سابقيه فالجميع يرون انه مستقبل البلد. ويضيف مصطفي تمام «فني أول» أنه يقوم بصيانة طلمبات الخدمة المخصصة لشفط ناتج التكريك إلي داخل الكراكة ومن ثم تقوم خطوط الطرد بسحبها إلي أحواض الترسيب، ويضيف أن الكراكة تقوم حالياً بعمل تكريك تدريجي من 3 وحتي 9 أمتار وبالفعل نجحت في الوصول لعمق 9 أمتار في أول 400 متر لها ويكفي أننا عند بدأنا العمل كنا نقف بالقرب من الرمال والآن تجاوزنا المدخل الشمالي بنحو 600 متر. ويؤكد محمد حسين « فني كهربائي» انه قضي 13 سنه علي الكراكة ولكنه لم يشاهد مشروعا بهذا الحجم، وعلي الرغم من صعوبة أعمال الكراكات من التكريك المائي إلا أن هناك حماسا لجميع العاملين ويرغبون في مواصلة العمل بكل جهد لسرعة إنجازة. ويري أحمد مصطفي «فني تشغيل» أن المشروع بالفعل يعد تحديا لجميع العاملين به خاصة هيئة قناة السويس ويقول : أعمل علي الكراكة « الصديق» منذ 10 سنوات وقمت بالمشاركة بمشروع شرق التفريعة الذي انتهي في 4 اعوام من العمل، والتحدي هنا يأتي في تكريك مسافة 35 كيلو مترا للوصول لعمق 66 قدما وهو بالفعل تحد كبير ولكن الجميع علي قدر التحدي وسننجزه في موعده. من جانبه أكد المهندس أحمد فاروق كبير مهندسي الكراكة أن جميع افراد طاقم الكراكة والكراكات الأخري المشاركة بأعمال الحفر المائي بالمشروع تلقوا تعليمات مشددة من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ببدء العمل فوراً لسرعة انجاز المشروع والعمل لمدة 24 ساعة يومياً عقب الانتهاء من اعمال المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة الجديدة.