محمد عبدالشافي لاعب من طراز فريد.. ربما لا يوجد له مثيل في هذه الأيام.. مخلص جدا فرض نفسه علي الجميع الذين شعروا بأهميته عندما غاب عن لقاء مصر والسنغال في بداية مشوار تصفيات كأس الأمم، بسبب الإصابة.. وعاد أمام تونس ليكون الأفضل، رغم غيابه عن الملاعب لأكثر من أسبوعين.. ومن المفارقات أن عبدالشافي كان يشعر بصعوبة المهمة عندما انتقل للزمالك من المحلة عام 2009 في ظل وجود صبري رحيل الذي وصفه «شافي» بأنه صاحب مهارات خاصة، لكن الملعب هو الفيصل، بدليل عدم استعانة شوقي غريب المدير الفني للمنتخب برحيل في غياب عبدالشافي.. الخبراء وصفوه بالعمود الفقري الذي يُبني عليه أي تشكيل في النادي والمنتخب، وقد ظهرت بصماته أمام تونس وفي «السوبر» كقائد للجبهة اليسري دفاعا وهجوما.. وبالمناسبة هو لا يبحث عن الإعلام، وربما لا يهتم به.. ولا يبحث عنه ويتجاوب علي استحياء مع من يسعي إليه.. ولهذا وجدت حديثين له في أرشيفه إلي جانب بضعة أخبار قصيرة.. وهذا حال اللاعبين الذين يهتمون باللعب بعيدا عن الأضواء.. عبدالشافي مثل الكثيرين من اللاعبين المميزين الذين لم يجدوا الفرصة الحقيقية في أنديتهم، خاصة في الأهلي والزمالك، وعلي الرغم من أنه بدأ ناشئا في القلعة البيضاء، إلا أن الكابتن محمد توفيق رفض استمراره بحجة صغر جسمه وأنه لا يصلح للعب الكرة، حيث بدأ فيه وعمره 7 سنوات وحتي 12 عاما، تحت إشراف ورعاية الكابتن منير كمال وطارق يحيي وعادل الطيار وسعيد الجدي ومحمد حلمي.. وعلي غرار الكثير من التجارب، تبدأ الأندية الكبري البحث في دفاترها القديمة، فتذكرت لجنة الكرة بالزمالك وبها جمال عبدالحميد وعبدالرحيم محمد وأحمد عبدالحليم، ووجدوا أن أحد ناشئي النادي يتألق في المحلة، ودخل اللاعب في صدام مع شريف الخشاب مدرب الفريق في ذلك الوقت وأصر علي الرحيل بعد أن رشحه زملاؤه في المنتخب آنذاك : محمد عبدالمنصف ومحمود فتح الله وشيكابالا.. ودارت الاتصالات بين الطرفين لتسفر عن انتقال «شافي» وعودته من جديد لناديه عام 2010 وعمره 23 عاما.. وتألق ليضمه حسن شحاتة للمنتخب وتعرض للإصابة وكادت تبعده عن كأس الأمم الأفريقية بأنجولا، لولا إيمانه بالله وإصراره علي تحدي الإصابة.