د. مصطفى البرغوثى أثناء تفقده للدمار فى غزة تتلاحق الاحداث في فلسطين رغم وقف العدوان الإسرائيلي علي غزة والتوقيع علي المبادرة المصرية ولكن تبقي الاستفزازات الاسرائيلية مستمرة علي المستويين السياسي والميداني والتي كان آخرها جريمة مصادرة مساحة كبيرة من أراضي الضفة الغربية لإقامة المزيد من المستوطنات اليهودية. وفي محاولة لمعرفة الموقف الفلسطيني من هذه التطورات كان حديثي مع الدكتور مصطفي البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية والذي يزور غزة حاليا والتقي بعدد من قادة حماس بشأن ملف المصالحة الوطنية. بعد أيام قليلة من التوقيع علي إتفاق وقف العدوان علي غزة قامت إسرائيل بمصادرة مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية..فما تعليقك علي ذلك؟ هذا ليس قرارا عفويا هذا قرار فيه نية سيئة واضحة هدفه وقف أي تقدم في ملف الدولة الفلسطينية والحديث عن تجمعات وبؤر إستيطانية جديدة المقصود به تدمير أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية. ومنذ البداية التصريحات التي يدلي بها نتنياهو كلها تصريحات إستفزازية، فهو أولا يعلن أنه لا ينوي العودة لإستكمال المفاوضات في القاهرة وبذلك ينقض الإتفاق الذي وقع عليه قبل أيام. ثم أعلن أنه يرفض الإفراج عن الأسري الذين قد تعهد بالإفراج عنهم. والآن يعلن عن مصادرة 4000 دونم من الأراضي الفلسطينية وهذه رسائل واضحة مفادها أن إسرائيل لا تفهم غير لغة القوة كما أثبتت المقاومة الباسلة. فإسرائيل لا تفهم ولا تحترم إلا لغة القوة. هل تعتقد أن إسرائيل أقدمت علي سرقة أراضي الضفة بعد علمها بخطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوضع حل دائم للقضية وإعلان ترسيم حدود للدولتين برعاية دولية؟ ربما يكون هذا سببا ولكن أنا برأيي أن تصريحات نتنياهو الاخيرة وإجراءاته علي الأرض يجب أن تجعل الرئيس محمود عباس يعيد النظر في خطته بمعني أنه لا داعي للإنتظار أكثر من ذلك الموقف الأمريكي وتأجيل الأمر أشهر. يجب علي الرئيس أن يوقع فورا ميثاق الأمم المتحدة وأن يسرع جهود المصالحة ويترك إدارة الملف سياسيا لمنظمة التحرير وتوحيد الصف الوطني والعمل علي إستمرار كل أشكال المقاومة الفلسطينية وإستمرار المقاطعة لإسرائيل لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير الأوضاع. وكيف سيتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية في رأيك؟ سيتم ذلك أولا بتبني الاعلان المستقل من الجانب الفلسطيني عن اقامة الدولة الفلسطينية علي كامل الاراضي المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، والتوجه الفوري الي كل الدول العربية ودول العالم وحكوماته وهيئاته الرسمية لمطالبتها بالاعتراف بهذه الدولة « ككيان رسمي مستقل كامل السيادة اسوة بكافة الدول الاخري. وبعد ذلك التوجه الجماعي بهذا القرار الي الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لاصدار اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، ومطالبة اسرائيل بازالة احتلالها عن كامل أراضيها وأجوائها وحدودها ومياهها الإقليمية. بعد حسابات المكسب والخسارة في عدوان غزة..من برأيك إنتصر في النهاية ؟
الشعب الفلسطيني انتصر ببطولته وصموده الاسطوري وصلابة مقاومته علي العدوان الاسرائيلي المجرم واسرائيل حاولت اعادة احتلال غزة وفشلت بفضل صمود المقاومة، وحاولت كسر ارادة الشعب الفلسطيني وفشلت و حاولت تدمير المصالحة الوطنية وفشلت وحاولت فك عزلتها الدولية وفشلت ،ونحن ندرك أن وقف اطلاق النار لايعني وقف الصراع وان نضال الشعب الفلسطيني سيستمر بكل الاشكال حتي يزول الاحتلال ونحصل علي الحرية. مع إستمرار عملية حصر وحساب الخسائر في غزة في كافة المرافق وأنت في زيارة الآن لمواقع الدمار التي خلفها العدوان الإسرائيلي ما تقييمك للوضع بعد إنتهاء العدوان؟ الدمار في غزة هائل ولا يوصف وأكبر من أن يتخيله إنسان ولكن حل مشكلة غزة يكمن في أمرين أولا رفع الحصار عن غزة وضمان وصول مواد الإغاثة والإعمار وثانيا تفعيل المصالحة الوطنية. كثرت الأقاويل والاخبار حول إعادة إعمار غزة فما الجهود التي بذلت حتي الآن في هذا الشأن؟ هناك إجتماع سيعقد في القاهرة ونحن لا نريد أن يحدث كما حدث من قبل في مؤتمر شرم الشيخ حيث تم الإتفاق وقدمت تعهدات لم تنفذ. لذا نريد التنفيذ علي أرض الواقع ونأمل أن يتم بالتعاون مع الأخوة في مصر لضمان أن يكون الإتفاق فاعلا ومؤثرا. ماذا عن ملف مقاضاة إسرائيل في محكمة جرائم الحرب الدولية وإستعدادات السلطة الفلسطينية للتوجه إلي المنظمات الدولية من أجل محاسبة إسرائيل علي جرائمها المستمرة ؟ لا يجب أبدا نسيان الجرائم الإسرائيلية والحق الفلسطيني فجميع القوي الفلسطينية وقعت علي وثيقة للإتجاه لمحكمة جرائم الحرب الدولية والشعب الفلسطيني بأسره طالب بذلك ولم يعد هناك أي عائق أمام محاكمة إسرائيل. وبعد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة يجب ان نسرع التوقيع علي ميثاق روما وإستكمال إنضمام فلسطين لكل المنظمات الدولية حيث يجب أن تمارس المقاومة السياسية في كل المحافل لفرض الحق الفلسطيني. أخيرا..الجميع يتساءل عن ملف المصالحة الفلسطينية خاصة بعد التقارب الذي حدث أثناء وبعد العدوان علي غزة فما هي آخر مستجداته؟ تشكيل وفد فلسطيني موحد في التفاوض مع إسرائيل كان معيارا واضحا أن الصوت الفلسطيني واحد وأكد علي المصالحة وكان التوقيع مؤشرا علي ذلك. وفي الأيام الاخيرة كان هناك بعض المواقف التي تثير القلق ونعمل علي تجاوزها وحلها ولقد ألتقيت بإسماعيل هنية وموسي أبو مرزوق وتم الإتفاق علي إستكمال إجراءات المصالحة الوطنية وعدم السماح لأي تراشق إعلامي ومعالجة القضايا الخلافية فورا.