اعتداءت الشرطة على المتظاهرين فى باكستان تلاحقت الأحداث وتباينت التطورات وردود الأفعال علي مدي الأيام الماضية في باكستان عقب تصويت برلمانها الفيدرالي برفض الدعوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف. وقد عبر البرلمان عن عدم رضاه عن المطالب غير الدستورية للاعتصام الذي يتقاسم قيادته حزب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان وحزب حركة عوامي باكستان بزعامة طاهر القادري. وكرد فعل علي قرارات البرلمان، تقدم حزب حركة الإنصاف باستقالة جماعية لأعضائه ال33 من البرلمان كخطوة تصعيدية من الحزب الذي يطالب باستقالة نواز شريف مقابل إنهاء اعتصام أنصاره أمام البرلمان.. تفاقمت الأزمة السياسية بباكستان وأُصيب مئات الأشخاص في مواجهات عنيفة بين الشرطة الباكستانية وحشود من المحتجين التي تطالب باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف واستُخدم فيها الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والهراوات.ويعتصم الآلاف من أنصار الزعيميْن المعارضيْن طاهر القادري (عالم الدين المقيم بكندا) وعمران خان (لاعب الكريكت السابق) منذ 15 أغسطس بالعاصمة إسلام آباد، وطالب الزعيمان المعارضان أنصارهما المعتصمين أمام مقر البرلمان بالتوجه الي المقر الرسمي لرئيس الحكومة الواقع علي مسافة قريبة..واشتبك المتظاهرون مع الآلاف من أفراد الشرطة والأمن الذين أرسلتهم الحكومة لحراسة المباني المهمة.. ثم انتقلت المواجهات إلي لاهور عاصمة ولاية البنجاب الأكثر اكتظاظا. حيث عمد المتظاهرون إلي إحراق الإطارات وإغلاق الطرق في بعض أحياء المدينة بينما حاولت الشرطة تفريق الجموع مستخدمة مرة أخري الغاز المسيل للدموع. من جهتهما، يتهم عمران والقادري رئيس الوزراء بأنه زور نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو 2013 وأتاحت لحزبه (الرابطة الإسلامية) أن يترأس حكومة غالبية..وفي الوقت الذي تستمر فيه المواجهات والكر والفر بين الشرطة والمحتجين، يدخل الجيش الباكستاني في وساطة مع المعارضين ﻹحتواء الأزمة، وسط مخاوف من اتجاه الجيش إلي قيادة انقلاب عسكري بباكستان. ويجري الجنرال «رحيل شريف» رئيس الأركان الباكستاني، قائد القوات البرية، وساطة بين الحكومة والأحزاب التي تتزعم الموجة الاحتجاجية في البلاد، وذلك بهدف التوصل لحل للأزمة السياسية التي تشهدها باكستان في الوقت الراهن. وقد قرر الجيش الباكستاني إرسال تعزيزات إلي العاصمة، في حين أصدرت الداخلية أوامر باعتقال زعيمي المعارضة عمران خان وطاهر القادري المحرضين علي تلك الاحتجاجات.. وأكد المراقبون أن الجيش يتمتع بنفوذ كبير وقد يستغل الجيش الوضع لتنظيم «انقلاب هادئ»، وتعزيز هيمنته علي السلطات المدنية.. ولكن في بلدٍ يحفل تاريخه بالانقلابات، يشتبه المحللون في أن يكون العسكريين وراء تحرك المعارضين «خان» و«القادري»، بغية إضعاف «شريف»؛ تمهيدًا لإحداث فوضي تستدعي تدخلاً قويًا من الجيش.