أطلق عدد من الخبراء والعلماء في وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) وخارجها دعوة إلي تغيير منهج الوكالة في البحث عن حياة علي سطح كوكب المريخ. وأكد هؤلاء العلماء أن الكوكب الاحمر يحتوي علي مياه تحت سطحه ويقولون إن من الممكن أن تكون هناك حياة مع وجود المياه تحت السطح بعيدا عن ظروف الجفاف والإشعاع ودرجات الحرارة المتطرفة فوق السطح. لكن الوكالة تبدو للأسف غير مهتمة بالبحث عن هذه الحياة وتركز اهتمامها علي الظروف التي تساعد علي قيام الحياة. وتقول مجموعة من مهندسي الفضاء والانسان الآلي انه يتعين علي ناسا ان تتبع منهجا جديدا بالبحث مباشرة عن الحياة في المكان الذي يعتقد انها موجودة فيه وهو باطن المريخ. ويعمل كثير من هؤلاء العلماء في ناسا بل ويعمل احدهم في مهمة تشغيل مركبة الفضاء كريوسيتي التي تنقب عن الحياة علي سطح المريخ. وأطلق هؤلاء العلماء دعوتهم في موقعهم علي الانترنت. وقالوا «في الوقت الذي تبحث فيه ناسا عن أدلة علي حياة سابقة علي سطح المريخ لا توجد مهمة واحدة تابعة للوكالة تهتم بالبحث عن الحياة القائمة الآن. نعتقد ان هذا خطأ. للعثور علي حياة علي سطح المريخ يتعين فعليا ان نبحث علي الحياة نفسها « في باطن الكوكب وليس عن الظروف التي تساعد علي قيام حياة. ويتمثل جزء من هذا التحدي في تصميم المعدات الملائمة للحفر في الكوكب. فالمسبار كريوسيتي كان أول آلة تثقب حفرة في تربة المريخ عام 2013 وكان عمقها بوصتين فقط. لكن من أجل البحث عن الحياة يتعين تصميم أجهزة قادرة علي الحفر بعمق أكبر. ويواجه العلماء مشكلة تتمثل في صعوبة في التوصل إلي تصميم صغير الحجم بصورة تكفي لتركيبه علي متن مركبة فضاء ويكون في نفس الوقت قويا بدرجة كافية للبقاء علي سطح الكوكب متحملا ضربات الغبار الكوني والاشعاع. لذلك فبدلا من إرسال معدات ضخمة الي المريخ يقترح العلماء الحفر باستخدام حراب أو رماح ضخمة. وهذه الفكرة بسيطة جدا بمعايير وكالة الفضاء الامريكية. فمن الممكن نظريا إرسال جهاز في مهمة جديدة تابعة لناسا إلي المريخ. وعندما تدخل المركبة في المجال الجوي للكوكب ينفصل جهاز يسمي «كويفر» عن المهمة. وأثناء التوجه إلي سطح الكوكب بسرعات تفوق سرعة الصوت يقوم الجهاز بإطلاق السهام التي تنغرس في تربة المريخ حتي عمق يتراوح بين ثلاثة وستة أقدام. وعندما تنغرس الحراب في أرض المريخ تنفصل المقدمة عن المؤخرة بحيث تبقي المؤخرة علي السطح لنقل المعلومات التي تتوصل إليها رأس الحربة أو الرمح. وستكون تلك الحربة مختبرا يمكنه التمييز بين الكيمياء الحية وغير الحية. ويقول فريق العلماء إن هناك بدائل أخري مثل البحث عن الحمض النووي (دي.ان.ايه) وخلافه. وسيظل الاتصال مستمرا بين مقدمة الحربة والمؤخرة التي تنقل المعلومات من باطن الكوكب الي مركبة فضائية تدور حول المريخ.