لا يبدو ان لدي حركة «حماس»، التي تعاني ازمة اقتصادية وعزلة سياسية من حلفائها لا سيما مع تهميش مصر لها، الكثير لتخسره في جولة النزاع الدامي الدائر حاليا مع اسرائيل، كما يري محللون سياسيون. وحتي اليوم السادس من اندلاع موجة العنف هذه قتل نحو 166 قتيلا فلسطينيا واصيب اكثر من الف جراء مئات الغارات الجوية الاسرائيلية علي قطاع غزة. ويري المحللون أنه علي الرغم من استهداف قدرات «حماس» العسكرية وقادتها في هذا التصعيد الا ان الحركة كانت أضعف قبل ذلك، ولا يوجد امامها سوي تحقيق المكاسب من هذه الجولة. ويقول مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في مدينة غزة «مهما كانت نتائج الحرب لا يوجد لحماس ما تخسره فهم ليسوا في الحكومة حتي يخسروها ولا يوجد لهم دخل مادي مثلا من الأنفاق والضرائب ليخسروه». بل يري المحلل السياسي اكرم عطاالله ايضا ان «هذه الحرب يمكن ان تحقق اهدافا لحماس مثل تصويب علاقتها المختلة والمتوترة مع مصر». وتابع «حماس ترجو من بعد هذه الحرب ان تظهر انها الاقدر علي الدفاع عن شعبها». ويعتقد انه «اذا ما تحقق رفع الحصار والازمة الاقتصادية بعد الحرب فهذا سيجعل حماس في وضع اقوي شعبيا وماليا». ويشرح ابو سعدة ان «حماس تريد من هذه الحرب انهاء عزلتها السياسية وانهاء الحصار المفروض علي غزة اضافة الي انهاء الوضع الاقتصادي الكارثي الذي تمر به واعادة نفسها الي الخارطة السياسية بعد التهميش لاكثر من عام بعد عزل مرسي». ويتابع ان «اي انجاز تحصل عليه حماس من هذه الحرب سيكون بمثابة نصر». ويقول عدنان ابو عامر استاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة «ان حماس تري ان الحرب علي ما فيها من خسارة ودماء قد تعيدها الي واجهة الاحداث، فالمجتمع الدولي ارادها مهمشة وهذا لا يرضي حماس بالتأكيد».