الدور الثقافي المصري أساس الحضور في العالم، بقدر ما تتقبل مصر المغاير بقدر ما تقوي، وتضعف إذا انغلقت.. جري ذلك في واشنطن، نهاية التسعينيات من القرن الماضي، نزلت واشنطن للمرة الأولي ضيفاً علي جامعة جورج تاون للمشاركة بندوة بمناسبة تقاعد الروائي الفلسطيني حليم بركات والأستاذ بالجامعة، قبل سفري من القاهرة اتصلت بالسفير نبيل فهمي، أحد ألمع السفراء المصريين، كنت أتابع نشاطه وحدثني عنه أكثر من صديق، خاصة أنه خلف إنساناً عزيزاً وصديقاً رائعاً، أحمد ماهر رحمه الله لقد اعتدت إذا ما كنت أعرف السفير المصري في أي بلد أقصده معرفة شخصية أو معنوية أن أتصل به، أقول السلام عليكم بما أنني القادم فإذا أتيحت الفرصة نلتقي، هكذا ارتبطت بصداقات عميقة مع سفراء كبار ينتمون إلي هذه المؤسسة العريقة، وزارة الخارجية إحدي ركائز الدولة المصرية، وخلال معايشتي للعصر المملوكي وأثناء التحضير لرواية » الزيني بركات« التي تجري أحداثها في العصر المملوكي حرصت علي الإلمام بتكوين الدولة المصرية وتركيبها وأسلوب عملها، هذا كله موجود في موسوعة رفيعة القيمة، متنوعة الموضوع، أصدرتها دار الكتب المصرية خلال عصرها الذهبي في القرن الماضي، أعني »صبح الأعشي في صناعة الإنشا« للقلقشندي الذي تولي رئاسة ديوان الإنشا في العصر المملوكي، وهذا الديوان كان يقوم بمهام وزارة الخارجية في الدولة الحديثة والتي أسسها محمد علي وكان نوبار باشاء الأرمني الأصل أحد رجال الدولة المخلصين، مؤسس نظارة الخارجية، صبح الأعشي موسوعة في علم الكتابة عامة والديوانية خاصة، ويحوي نصوصاً عديدة لرسائل الملوك والسلاطين إلي حكام الدول الأجنبية، وأقول إنه كتاب لم يكتشف بعد، صدر في ستة عشر مجلداً، وطبعت عدة دراسات عنه أهمها دراسة محمد قنديل البقلي، هذا عمق فريد لهذه المؤسسة العريقة، غير أن امتدادها يعود إلي آلاف السنين ولعل أقدم نصوص دبلوماسية هي وثائق تل العمارنة وتحوي مكاتبات اخناتون إلي ملك خيتا في العراق وكانت علي ألواح من الطين وللأسف دُمر جزء كبير منها بعد اكتشافها لأن أحد أبناء المنطقة نقلها علي ظهر حمار وجلس فوقها وضاعت بذلك أسرار العالم القديم. هذا التاريخ الطويل لمؤسسات الدولة المصرية الرئيسية مماثل في الذاكرة الجمعية للمؤسسات، الجيش، الري، الخارجية، الشرطة والقضاء. بعد يوم واحد من إرسالي خطابا بالفاكس إلي السفير نبيل فهمي وصلني الرد علي فاكس »الفاكس لم يعد موجوداً اليوم في العديد من الدول الغربية والآسيوية بعد ظهور الانترنت«، كان يقترح عليّ أن أكون ضيفاً في بيته خلال لقاء أسبوعي يعقده كل أربعاء مساء ويدعو إليه صفوة المجتمع من المثقفين وأساتذة الجامعة، وطلب مني أن أختار الموضوع الذي أرغب التحدث فيه، فقط أخطره قبل المحاضرة بيوم أو يومين ليذكره في نص الدعوة. اخترت موضوعاً يشغلني »الاستمرارية والانقطاع في الثقافة المصرية« وهو الذي طورته فيما بعد إلي كتاب شامل عنوانه »نزول النقطة« صدر عن دار أخبار اليوم. مازلت أذكر تلك الأمسية التي أدارها نبيل فهمي نفسه وشاركت فيها الدكتورة مني ميخائيل أستاذة الأدب العربي بجامعة نيويورك وقتئذ، مازلت أذكر وجوهاً حميمة أعرف أصحابها، من الجالية المصرية، الدكتور فوزي هيكل الشقيق الأكبر للأستاذ، وكان بمنزلة عميد الجالية المصرية في واشنطن أو كما وصفه كثيرون »هو بلسم المصريين هنا« والدكتور رشدي سعيد عالم الجيولوجيا الجليل، أو بمعني أدق مؤسس هذا العلم في مصر، وكان مقرباً من الزعيم جمال عبدالناصر، وربما لهذا السبب وضع الرئيس الأسبق أنور السادات اسمه في قوائم اعتقال سبتمبر ولهذا أقام الرجل الذي تجاوز السبعين وقتئذ في واشنطن إلي أن وافته المنية، رحم الله الجميع، وفي هذا اللقاء انتبهت إلي إدراك نبيل فهمي لأهمية الثقافة في العمل الدبلوماسي المصري بالتحديد، فحضور مصر في الزمان والمكان ثقافي في جوهره، تلك رسالتها الخالدة، وثروتها وقوتها الحقيقية، التقينا فيما تلا ذلك مرات في واشنطنوالقاهرة، ومنذ خمسة أعوام اشتركت معه في ندوة نظمها مركز الدراسات المستقبلية الذي أداره اللواء أحمد فخر، أصغيت إليه في محاضرة استمرت أكثر من ساعة دارت حول علاقات مصر الخارجية بالعالم، وترسخ عندي الانطباع أنني أمام عالم ومثقف كبير، إن الدبلوماسية علم مثل الطب والهندسة والفلسفة، ليس لأهمية القواعد والمضامين الفنية فقط، ولكن لضرورة الرؤية العميقة للعالم، خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها الدولة المصرية الآن يتولي نبيل فهمي دفة الدبلوماسية المصرية، ولعل من أهم إنجازات الدولة المصرية المستهدفة من الداخل والخارج ذلك النجاح الذي بدأ الشعور به فيما يتعلق بتغير مواقف دول عديدة من الثورة المصرية بمرحلتيها، خاصة بعد الخروج العظيم في يونيو، أضخم خروج بشري في التاريخ ضد حكم غاشم وأوضاع شاذة، أخص بالذكر موقف الولاياتالمتحدة، هذا لم يتم في يوم وليلة، إنما بكفاح هادئ عميق قاده الوزير نبيل فهمي وأتيح لي أن أري جوانب منه في الخارج، وسأذكر التفاصيل في يوميات لاحقة، إن أدوات العمل الدبلوماسي تستمد من الداخل أساساً وقد أدرك ذلك جيداً وتأمل طويلاً وبدأ في الارتكاز علي الدور الثقافي المصري كما هو عليه الآن، وكما يأمل أن يكون في المستقبل، وفي إطار استطلاعه للآراء المختلفة التقي بعدد من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين الكبار، وعندما اتصل بي السفير النشيط بدر عبدالعاطي الذي أشعرنا لأول مرة بوجود متحدث رسمي للوزارة العريقة إلي لقاء الوزير نبيل فهمي، تذكرت دعوته لي لإلقاء المحاضرة الرئيسية في اللقاء الأسبوعي بواشنطن، صحيح.. ما أشسع الفارق بين الظرفين، الزمانين، لكن جوهر التوجه واحد. تهديد الدولة إذا التقي كاتب أو صحفي بوزير مهم يتولي وزارة سيادية، فمن الطبيعي أن يسأل الصحفي ويجيب الوزير، غير أن اللقاء بدأ بعد الترحيب الدمث الرقيق بسؤال منه: كيف أري الموقف العام؟ وكان عليّ أن أجيب، قلت إن تاريخنا المعاصر يمر بمرحلة دقيقة للغاية، فلأول مرة تصبح الدولة المصرية هدفاً للإسقاط وهذا ما لم يحدث حتي مع الهجمات الاستعمارية التي تعرضت لها مصر، مثل الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، والاحتلال الانجليزي في القرن التاسع عشر، علي النقيض فإن الاحتلال الأجنبي أضاف إلي الدولة ولم ينل منها، الفرنسيون رصفوا الطرقات وأنشأوا نظاما صحيا وأمنيا، بالطبع لخدمة وجودهم، لكن بدون الدولة لا يمكن لهذا الوجود أن يدوم، الانجليز عملوا في جميع الاتجاهات خاصة فيما يتعلق بتطوير نظام الري، وماتزال استراحات الري التي أنشأوها قائمة في مصر والسودان، تعرضت الدولة المصرية للانهيار مرتين في التاريخ القديم، الأولي بعد الأسرة السادسة، أي بعد عصر بناة الأهرامات، استمرت الفوضي قرناً ونصف القرن من الزمان، انهيار الدولة في مصر يعني الفوضي التامة، لا يمكن للإنسان أن يسافر، أن يبدأ في أي مشروع، ينتفي الأمن وعناصر الحياة، من رماد الفوضي قامت الدولة الحديثة، هكذا تاريخ مصر المستمر مثل نهر النيل، يفيض أحياناً ويجف أحياناً أخري، أو مثل طائر الفونيكس الذي يحترق ويتحول إلي رماد ثم يُبعث من جديد، صعود وهبوط، الانهيار الثاني بعد الأسرة الثلاثين ونهاية الحضارة المصرية القديمة، تعرضت مصر لأبشع غزو في تاريخها عندما استباح الفرس مقدراتها، وكرامتها، استمرت الفوضي ألف سنة، تحولت مصر خلالها إلي ولاية رومانية، وغيرت معتقدها، وإلي حد ما لغتها، حتي انتهي الأمر بالغزو العربي، اعتنق المصريون الإسلام وأضافوا إليه من رؤيتهم، تقبلوا اللغة العربية وأصبح لها خصوصية خاصة بعد القرن الرابع الهجري، الحادي عشر الميلادي، جري انهيار للدولة بعد الغزو العثماني لمصر في القرن السادس عشر، نزل عدد السكان تحت الحكم العثماني البغيض من ثمانية ملايين نسمة إلي مليونين ونصف المليون خلال قرنين من الزمان، عندما جاء نابليون إلي مصر كان ذلك تعدادها، وكانت الأحوال متردية كما يصفها الجبرتي ولكن بعد سنوات معدودات اختار المصريون رجلاً ألباني الأصل، كان ضابطاً في الجيش العثماني، صعد إلي حكم مصر وكان من قلة عرفوا مكامن قوتها وأسس من خلالها دولة كبري، أعني محمد علي، في ثورة يناير لم يكن الهدف النظام الحاكم، إنما الدولة، طبيعة الدولة في مصر المركزية بسبب النهر وضرورة التحكم فيه، انهيار الدولة مع عدد السكان الحالي يعني ظروفاً مرعبة يعتبر ما يجري في سوريا الآن هزلاً بالنسبة لما سيجري في مصر لا قدر الله إذا انهارت الدولة. مركزية ولا مركزية قال الوزير نبيل فهمي إن مفهوم المركزية تغير الآن خاصة في العقود الأخيرة بسبب عوامل عديدة، منها ثورة الاتصالات والتي جعلت المؤثرات عديدة وفاعلة، فلم يعد هناك كيان مهم بلغت قوته يمكن أن يكون منعزلاً عما يجري في العالم، كان أينشتين محقاً عندما قال إن رفة جناح فراشة يمكن أن يكون له تأثير في الكون كله، المركزية المصرية بالمفهوم القديم تغيرت، اللامركزية مهمة في الإدارة، تصبح ضارة في المفاهيم السياسية إذ يمكن أن تؤدي إلي تقسيمات في الجغرافيا وفي التاريخ في حالة وجود مشاكل عرقية أو طائفية، لتفادي ذلك يجب ترسيخ مبدأ قبول الآخر، مصر تشبه السبيكة المتسقة، الأقباط ليسوا أقلية بالمفهوم العلمي والواقعي، النوبيون عنصر أساسي في الحضارة المصرية، في المتحف المصري تماثيل لكتائب الجيش المصري في الأسرة القديمة النوبي مع الإنسان القادم من مناطق أخري في صفوف الجيش جنباً إلي جنب، كانت مصر قادرة علي التفاعل مع مقتضيات العصر من خلال ماضيها الطويل، التاريخ في مصر يتدفق مثل نهر النيل كما أشرت غير أنه متداخل، متفاعل، مصر عندما تقوي تؤثر في العالم كله، ليس بالغزو ولكن بالحضارة، بالثقافة، ومن هنا يجب عند إدارة سياستها الخارجية توفر فهم دقيق لمضمونها، لمسارها، لقواها الآنية، أي لما هي عليه الآن، إن دور مصر في جوهره، في عمقه ثقافي، لكن الحديث عن هذا الدور يجب أن يعي المتغيرات، المجالات التي تتحرك فيها مصر متعددة، محيطها العربي، ثم الافريقي والمتوسطي وصولاً إلي الشرق والغرب فلننظر إلي العالم العربي، كانت مصر في العالم القديم وبعد اعتناقها الإسلام عنصراً مؤثراً فيه، الأزهر منطقة إشعاع ثقافي، جامعة ثقافية عالمية، مشروع محمد علي ومشروع عبدالناصر تأسسا علي التعليم، أرسل كلاهما بعثات إلي مصادر العلم الحديث، في كل أنحاء العالم بغرض تحصيل العلوم الحديثة، إلي الغرب والشرق، نلاحظ أنه كلما انفتحت مصر علي العصر وعلي العالم قوي دورها الخارجي الذي هو امتداد لقوتها الداخلية، في القرن التاسع عشر كانت هناك حركة ترجمة واسعة وحركة فنية قوامها المسرح والموسيقي، انظر إلي الفنانين في القرن العشرين، نجيب الريحاني أصله عراقي، استيفان روستي وعبدالسلام النابلسي من لبنان، فريد الأطرش وأسمهان من سوريا، كانت مصر تتقبل كل ذي موهبة، الأهرام أسسها آل تقلا وأصولهم شامية، جرجي زيدان أسس دار الهلال وهو أيضاً من الشام، الأزهر تولي مشيخته العالم الخضر حسين من تونس، كانت الموهبة هي جواز المرور إلي الجمهور والشهرة، وكانت مصر مقصد علم للطلبة العرب، أدي ذلك إلي خلق أجيال متأثرة بمصر، وهذا له مردود إيجابي علي مصالحنا وعلي مصر في إطار محيطها العربي وبقية دوائر وجودها، غير أن هذا طرأ عليه تغير خلال العقود الأخيرة، أصبحت الجامعات الأجنبية مقصداً للأجيال الجديدة في الأقطار العربية، الجامعات الكبري لها فروع الآن في دول الخليج، هذا يعني أن الجيل الذي شب وتعلم في مصر سيحل مكانه جيل آخر، مصر بالنسبة له في الخلفية، هذا يعني أن صعود مصر مرتبط بالتعليم، بجميع عناصر الثقافة، أدواتي في السياسة الخارجية الآن ميراث مصر الثقافي، ما أرجوه تجدد هذه القوة وذلك الدور، أن تعود مصر إلي ريادتها الثقافية، أتمني أن تكون هذه مهمة وهدفاً نعمل جميعاً من أجله منذ الآن، يقتضي هذا رؤية وخططا شاملة في مجالات التعليم والثقافة المباشرة والإعلام، ثمة عناصر إيجابية في واقعنا وهو ارتفاع نسبة المشاركة في وسائط الاتصال الحديثة، الدور الثقافي المصري أساس الحضور المصري في العالم، بقدر ما تنفتح مصر، بقدر ما تقوي، وإذا انغلقت تضعف وتنحسر. محاولات تغيير الهوية اتفق معي الوزير نبيل فهمي علي تعددية مصر وتنوعها، وامتد بهذا المفهوم إلي الواقع السياسي الراهن، فكل من يريد المشاركة في العمل العام أن يتقبل الآخر، وأكد أننا نقع في مأزق عندما يلجأ البعض إلي العنف، هذا يجب مقاومته، أي محاولة لتغيير الهوية يقاومه المصريون، لقد عُزل الرئيس السابق لأنه حاول من خلال جماعته الاعتداء علي الهوية المصرية، علي جوهرها، علي خصائصها، لذلك قاومهم المصريون وخرجوا في بطولة لإنهاء هذا الوضع في الثلاثين من يونيو، الذين يطلق عليهم الإسلاميون ليسوا كل مصر، ولجوء بعضهم إلي العنف ضد الوطن، العنف يجب إدانته، يجب إدانة الفكرة التي تعتبره بديلاً لحل المشكلات، إننا في حاجة إلي عملية إصلاح شاملة للمؤسسات، وبالتحديد الأمنية منها، ما تقوم به الدولة الآن ضد من يمارسون العنف يتوازي مع أي جهد قامت به أي دولة أخري، كبري أو صغري في مواجهة الإرهاب، الانتماء إلي الوطن، إلي مصر يجب ألا يكون محل جدال، المهم بناء القدرات المؤسسية، المصريون يتطلعون إلي حكم رشيد، نحن في حاجة إلي أن نعمل، أن نقدم نموذجاً للعالم العربي، هناك حاجة إلي النظام، إلي تدبير المستقبل من خلال الحاضر، نحتاج إلي نقلة في الأداء، الأمر يحتاج إلي وقت، لكن يجب البدء فوراً وألا يغيب عنا الهدف الأكبر في خضم التفاصيل الصغيرة اليومية، أهم عنصر ضرورة مصارحة الناس بالحقائق، الرئيس الجديد يجب أن يُراعي هذا، إذا وثق الناس به سيتحملون ويجتازون الصعاب. المرأة في مصر تحدثت عن المرأة وعن الدور الرئيسي الذي لعبته في الثورة، اتفق معي علي أن المرأة أهم مصدر للتحريض ضد محاولة النظام السابق الاعتداء علي الهوية، قلت إن للمرأة وضعا خاصا في الثقافة المصرية، أساس رؤية المصريين للوجود في العصر القديم رؤية الأنثي، يعني إيزيس، في الفن المصري القديم نجد الأنثي مساوية تماماً للرجل في الارتفاع والأوضاع، وفي التاريخ نماذج عديدة لبطولة المرأة، أم الملك أحمس بطلة التحرير من الهكسوس، هي التي أرضعته العزيمة علي مقاومة المحتل وقاد حرب التحرير ضد الهكسوس، يذكرنا ذلك بتحريض المرأة في الصعيد لابنها منذ الطفولة كي يثأر لأبيه، بدون مشاركة حقيقية من المرأة لا يمكن إحداث أي تغيير في المجتمع، قال الوزير إن قضية التحرش الجنسي متصلة بالوضع الأمني، وعدم التسامح، وشيوع البطالة 31٪ طبقاً للأرقام الحالية واليأس من المستقبل. كان نبيل فهمي يعود دائماً إلي قضية التعليم، الأمر لا يتعلق بالمباني فقط، لكن يجب إعادة تأهيل المدرسين وبرامج التعليم بحيث تكون معبرة عن المضمون الثقافي لمصر، العشوائية أدت إلي تمزق النسيج الاجتماعي في مصر، الأوضاع في المناطق العشوائية تشبه الكابوس، قال إنه رغم كل الصعوبات فأنا متفائل، متفائل بالشعب الذي ثار مرتين ضد نظامين أضرا به وأسقطهما، متفائل بالشباب وحيويته، كان يؤكد دائماً علي ضرورة البدء من الآن، خاصة بعد اختيار الرئيس الجديد والبرلمان وانطلاق الدولة أي الشعب المصري. دام اللقاء حوالي ساعتين، ولم يرد خلالهما علي أي هاتف، وعندما صحبني السفير بدر عبدالعاطي مودعاً كنت أكثر تفاؤلاً، أكثر ثقة.