يا رب اعطني قوة البصر لأري أخطاء نفسي، كما أعطيتني حدة البصر لأري أخطاء الآخرين، اعطني حاسة شم أضعف مما عندي، حتي لا أشم رائحة المجاري، ورائحة أقوام القمامة التي غطت غالبية مراكز الشباب، التي صارت مأوي للشباب الضال والمتطرف.. لقد أصبح الزكام نعمة في هذه الأيام ! يارب اعطني عقلا أصغر حتي أصدق البيانات التي تنشرها وزارة الشباب والرياضة، علي أن كل شئ علي مايرام، وأن أصدق أن مياه المجاري الطافحة في مراكز الشباب هي مياه كولونيا وروائح عطرية، وأن أكوام القمامة التي تغطيها هي ورود ورياحين وتماثيل فنية تزين بها الوزارة مراكز الشباب، وأن أصدق أن الوزارة مشغولة بصرف الملايين من أجل انتقاء مواهب فذة تفور في وقت قياسي علي طريقة المياة الغازية لدرجة أننا لسنا في حاجة إلي إهدار الملايين علي المنتخب الوطني، لأن جيل مراكز الشباب سيصعد بنا إلي مونديال روسيا 2018 يارب اعطني حاسة لمس أضعف، حتي لا ألمس الإهمال والفوضي بالاتحادات والأندية، وحتي لا تتعب أصابعي من كثرة الكتابة دون جدوي عن فضائح البزنس الأسود لمباريات المنتخبات الكروية، وصفقات الملابس المضروبة التي تسبب الجرب وتفرز روائح كريهة وتصيب اللاعبين بشحنات كهربائية زائدة، والوزير المحترم الخلوق المهندس خالد عبد العزيز لا يكلف نفسه مجرد فتح هذه الملفات، وهو بذلك يجبرنا علي أن نقول له: نظرة يا سيادة الوزير.. نظرة ! يارب اعطني ذاكرة أضعف حتي أنسي الوعود التي أعلنها المهندس خالد عبد العزيز قبل قدومه للوزارة بأن أزمة البث انتهت، وأقساط التليفزيون بشأن شراء الدوري حصريا تم سدادها، وأن محمد الأمين ضامن القنوات الفضائية أوفي بوعده ودفع 80 مليون جنيه قيمة بث الدوري للفضائيات الخاصة! يارب لا تجعلني أسئ الظن بنائب رئيس اتحاد لعبة شهير جاءتني عنه 5 محاضر لقضايا آداب مع ساقطات حتي لا أصيب بالصدمة، لأنه شخص أعتز به كثيرا ! يارب ابقي لنا قدرتنا علي الضحك وعلي الصبر وعلي النسيان !