أ/ جلال دويدار لا أحد يمكن أن ينكر ان هذا الوطن قد مر بثلاث سنوات أكثر من عجاف بل يمكن القول انها كانت مدمرة ومخربة للاخضر واليابس. ليس معني هذا المساس بثورة 25 يناير وأهدافها النبيلة او اسقاط الاشادة علي النظام السابق الذي ضيَّعه غيلان الفساد الذين افتقدوا الرحمة ومشاعر الخير فعاثوا فسادا بمقدسات الوطن وحقوق ابنائه. في هذا المجال فإن العدالة تقتضي ان نقول ان هؤلاء المفسدين الذين كانوا وراء اثارة نزعة التوريث بهدف تحقيق المزيد من المغانم غير المشروعة وهو ما أدي الي ما اصاب النظام السابق وقيادته من كوارث ومحن. ان ما قام به أعضاء البطانة الفاسدة في نظام مبارك ثم بعد ذلك عصابة الارهاب الاخواني لم يكن سوي تعطيل لانطلاقة هذا الوطن. لقد تخلوا بذلك عن انتمائهم وولائهم واتقاء الله في سبيل مصالح دنيوية لا تضع في اعتبارها ما حلله الله ويريده الشعب الذي ثار علي النظامين. ولان فترة السنوات الثلاث الذي هيمن فيها الارهاب الاخواني قد زرعت في نفوس الكثيرين وسلوكياتهم روح الفوضي وعدم الانضباط فان اعادة الامور الي نصابها وحتي تتخذ مسيرة البناء مسارها الصحيح.. نحتاج الي قيادة تملك مقومات القيادة الحكيمة واتباع طريق التخطيط السليم للمستقبل. ان اهم ما هو مطلوب في مقومات هذه القيادة هو الانضباط والايمان بالصالح الوطني والطموح للعبور بهذا الوطن الي افاق التقدم والازدهار. هذه القيادة المأمولة لابد ان تكون مؤمنة بروح التضحية التي تجعلها لا تبغي من دنياها سوي تقدم وارتفاع شأن هذا الوطن. اننا نتطلع الي هذه القيادة القادرة علي اعادة الامن والاستقرار والانضباط والنظام الي ربوع الوطن- مدنه وقراه - علي اساس اعلاء سطوة دولة القانون الذي يجب ان يخضع له الجميع الكبير قبل الصغير. ليس خافيا اننا جميعا قد عانينا من الانفلات الذي كانت وراءه جماعة الارهاب الاخواني وكانت بدايته السطو علي ثورة 25 يناير وتنفيذ مخططها للتمكين والقضاء علي الهوية المصرية التاريخية والحضارية. لا جدال ان الوصول بمخططها الي قواتنا المسلحة بانتمائها وولائها لهذا الوطن كان فوق قدراتها الخيانية تفعيلا لقول نبينا المصطفي - صلي الله عليه وسلم -ان ابناءها ودوما هم خير أجناد الأرض. هذا الواقع الذي نلمسه جميعا تجسد في انتصار هذه القوات لثورة الشعب يوم 30 يونيو والتي نجحت بفضل المولي عز وجل في ازالة كابوس حكم الارهاب الاخواني وانقاذ مصر من مصير مظلم. من المؤكد ان هذا الكيان الوطني الذي يضم كل فئات الشعب المصري جنودا وضباطا وقيادات لن يتواني عن ان يقدم لهذا الوطن واحدا من ابنائه الاوفياء للقيام بمسئولية عبور هذه المرحلة الصعبة من تاريخ هذا الوطن. بالطبع فإن الاستجابة لهذا التكليف الشعبي يحتم تكاتف شرفاء هذا الوطن وهم الغالبية الساحقة الذين ذاقوا الامرين من عملية الانحراف بمسيرته.. إن عليهم ان يتوافقوا جميعا وان يكونوا علي قلب رجل واحد خلف هذه القيادة الوطنية عملا وانتاجا وتضحية حتي الوصول الي بر الامان بإذن الواحد القهار.