مواجهات عنىفة فى اسطنبول بىن الشرطة التركىة والمتظاهرىن ضد الفساد وسط عاصفة سياسية عنيفة، أعلن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" عن تعديل وزاري موسع طال نصف حكومته، وذلك في أعقاب فضيحة فساد تمثل تحدياً غير مسبوق لحكمه الذي مضي عليه 11 عاماً. جاء هذا بعد مباحثات أجراها خلال اجتماع مغلق مع الرئيس "عبدالله جول". في الوقت نفسه، اندلعت مواجهات بين الشرطة ونحو خمسة آلاف متظاهر في اسطنبول مطالبين باستقالة "أردوغان". ويأتي التغيير الوزاري بعد استقالة ثلاثة وزراء في الحكومة وهم وزراء الداخلية "معمر جولر" والاقتصاد "ظافر جاجلايان" والبيئة والتخطيط العمراني "أردوغان بيرقدار"، علي خلفية تحقيق موسع في قضية الفساد والرشي التي تهز الحكومة منذ نحو أسبوع.وشمل التعديل الوزاري عشرة وزراء بينهم وزير الشئون الأوروبية "ايجمان باجيس" الذي زعم أن اسمه ورد في تحقيق الفساد، لكنه لم يستقل بعد، إضافة إلي وزراء مثل العدل والاسرة والنقل الذين كانوا مرشحين للانتخابات المحلية في مارس القادم.وتفجرت الأزمة أثر اعتقال 24 شخصا بينهم نجلا وزيري الداخلية والاقتصاد ومدير بنك "خلق " الحكومي في إطار فضيحة الفساد. من جانبه،اتهم رئيس حزب "الشعب الجمهوري" وهو أكبر حزب معارض في البلاد "أردوغان" بأنه يحاول أن يحكم من خلال "دولة عميقة" تعمل في الخفاء. كما وجه "مصطفي كملاك" رئيس حزب "السعادة" انتقادات قوية لأسلوب تعامل الحكومة مع فضيحة الفساد. وفي ظل الأجواء المتوترة، قدم نائب حزب العدالة والتنمية "ادريس نعيم شاهين" عن مدينة "اوردو" استقالته من حزبه. كما فتح المدعي العام الجمهوري تحقيقا في مناقصة القطار السريع المطروحة من قبل المديرية العامة للسكك الحديدية أثر شبهات بوجود فساد بالمناقصة. ميدانيا، خرجت مظاهرات حاشدة في اسطنبولوأنقرة وأزمير وعدة مدن اخري احتجاجا علي فضيحة الفساد التي يتسع نطاقها يوم بعد يوم مطالبين باستقالة أردوغان.واندلعت اشتباكات في أنقرةواسطنبول بين الشرطة والمتظاهرين حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق الحشود في منطقة "كاديكوي" في اسطنبول. ودعا ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرة ضد "أردوغان" في ساحة "تقسيم" مركز الحركة الاحتجاجية السابقة. وتجمع المتظاهرون بدعوة من عشرة أحزاب ومنظمات قريبة من المعارضة، وأطلقوا شعارات مناهضة لأردوغان . ووضعت الأزمة "أردوغان" في مواجهة مع السلطة القضائية كما أسفرت عن تعبئة معارضين خرجوا في احتجاجات حاشدة في منتصف 2013.