استغلال الشباب والفتيات في أعمال العنف أمر مؤسف قد يخدم الشباب والفتيات أنفسهم فيما بعد فلا ينبغي أن يكون ممارسة العنف هو شاغلهم في أكثر سنوات العمر صحة ومنفعة.. واستغلال الشباب في ممارسة العنف لم يقف عند حد قطع الطريق وإفساد المال العام وتعطيل المصالح ولكن امتد مؤخرا إلي نشر الشائعات التي تضلل وتهدم وتخرب بدلا من أن تكون يد الشباب هي يد البناء فهم أمل المستقبل وعلي أكتافهم ترفع أمجاد أو تهدم حضارات وفي ذلك قال الحكماء: إذا أردت أن تعرف حقيقة أمر أي أمة فلا تسأل عن ذهبها وبترولها ورصيدها المالي ولكن انظر إلي شبابها فإن كان متمسكا بقيمه الأصيلة منشغلا بمعالي الأمور قابضا بيده علي الفضائل فاعلم أنها أمة جليلة الشأن قوية البناء لا ينال منها عدو ولا يطمع فيها مستغل وإذا رأيت شباب الأمة هابط الخلق والقيم منشغلا بسفاسف الأمور فاعلم أنها أمة هشة البناء وسرعان ما تنهار أمام عدوها فيسلب خيراتها ويهين كرامتها ويشوه أهلها وتاريخها وثقافتها. والاهتمام بغرس روح الايمان والأخلاق في نفس الشباب لهما اثران كبيران عليه. الأول ارضاء الحس الديني الفطري للشباب والثاني جعل هذا الحس قادرا علي كبح جماح رغبات الشباب فيحول دون تمرده وفي المدرسة المحمدية نشأ جيل من الشباب المسلم الذين استفادوا من سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم. حيث قال: لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّي يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ.