شاهىن عبد اللاىف شهدت جمهورية أذربيجان في 9 أكتوبر 2013 انتخابات رئاسية، تنافس فيها عشرة مرشحين من بينهم الرئيس الحالي إلهام علييف الذي يحظي بشعبية جماهيرية كبيرة نظراً للإنجازات التي حققتها أذربيجان خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها البلاد. وقد جرت مراقبة الانتخابات علي المدي الطويل والقصير منها، من خلال 53 ألف مراقب، من بينهم 1295 مراقبا دوليا، تم دعوتهم من قِبل حكومة أذربيجان وبرلمانها، ويمثلون مائة دولة وخمسين منظمة دولية، مثل منظمة التعاون والأمن الأوروبية وجمعيتها البرلمانية، والجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، والبرلمان الأوروبي. وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات 72.31٪ من أصل حوالي خمسة ملايين و145 ألفا من أصوات الناخبين المسجلة. وطبقا للتقارير الأولية للجنة المركزية للانتخابات في أذربيجان، فقد حصل الرئيس الحالي إلهام علييف علي نسبة 84.55 ٪ من أصوات الناخبين. أجريت الانتخابات في أذربيجان في جو من الشفافية والنزاهة وكانت امتحانا جديدا لنضوج الديمقراطية الأذربيجانية الشابة. وكما أشير إليه من قِبل المراقبين الدوليين، فإن هذه الانتخابات تمثل خطوة مهمة أخري إلي الأمام علي مسار التطور الديمقراطي في أذربيجان. شهدت أذربيجان طفرة اقتصادية كبيرة من خلال توظيف الكثير من الاستثمارات في القطاع غير النفطي، حيث بلغ احتياطيات النقد الأجنبي أكثر من 48 مليار يورو، وقد استفادت أذربيجان من عائدات النفط في إصلاح الهيكل الاقتصادي للمجالات غير النفطية، الأمر الذي أدي إلي تفوق الاستثمارات غير النفطية عن القطاع النفطي لأول مرة منذ عام 2010، كما بلغ حجم الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية نحو 26 مليار دولار عام 2012 كما أن التطورات الصناعية السريعة في أذربيجان خلال السنوات الماضية أدخلت البلاد في قائمة الدول الصناعية، حيث تم افتتاح أكثر من 500 مؤسسة صناعية وأصبح التصنيع في البلاد يسير بخطوات كبيرة، الأمر الذي أدي إلي تقليل نسبة البطالة إلي 5 بالمئة، كما تم توفير مليون ومائتي ألف فرصة عمل خلال السنوات العشر الماضية ، كما تحولت أذربيجان من دولة مقترضة إلي دولة مانحة. أصبحت أذربيجان من الدول المهمة علي خريطة السياحة العالمية، لذلك تم إنشاء وزارة للسياحة عام 2006 الأمر الذي زاد من عدد السياح للبلاد بشكل مضطرد، ففي عام 2008 زار أذربيجان مليون وثلا مائة سائح، وفي عام 2012 زارها مليونا سائح، وتم إعداد برنامج الدولة في تنمية المنتجعات في البلاد خلال الفترة من عام 2009 إلي عام 2018. الأمر الذي شجع العديد من الفنادق العالمية لافتتاح أفرع لها في مختلف مدن أذربيجان. علي صعيد تحسين مستويات المعيشة للسكان وضعت الحكومة أهدافا محددة منذ عام 2003 لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبحث العلمي، فبينما بلغ حجم النفقات للرعاية الصحية عام 2003 نحو 69 مليون يورو، زادت في عام 2008 إلي 558 مليون يورو، ووصلت في عام 2013 إلي 666.3 مليون يورو، وفي مجال التعليم بلغ حجم النفقات عام 3002 نحو 243 مليون يورو، بينما وصلت في عام 2013 إلي 1.5 مليار يورو، وفي مجال البحث العلمي بلغ حجم ميزانية البحث العلمي 28.8 مليون يورو في عام 2005 وصلت إلي 130.5 مليون يورو في عام 2013 كما تطور مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير، الأمر الذي جعل أذربيجان من الدول الصاعدة في هذا المجال، وذلك عندما أطلقت في عام 2013 أول قمر صناعي للفضاء. وإذا كانت أذربيجان قد استطاعت تحقيق تلك الطفرة الكبيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فمن حق الشعب الأذربيجاني وحده، وهو الأقدر علي اختيار من يكمل معه مسيرة البلاد في التقدم ومسايرة البلاد المتقدمة، واستكمال أحلام وطموحات الوطن الأسمي في تحرير كامل التراب المحتل من قبل أرمينيا، والذي لم ولن يتحقق إلا من خلال وحدة أبناء الوطن وتكاتفهم في وطن ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار.