قررت كعادتي أن أقضي إجازة العيد هناك بجوار والدتي العجوز وأشقائي الستة .. أن أغادر قاهرة المعز لأعود الي مسقط رأسي حيث "البط ،والوز ، والفتة ، والكوارع ، الخ " .. وصلت في الثالثة فجرا فأنا المعتاد علي الدخول ليلا الي منزلي حتي استريح من عناء السفر ومشقة الطريق .. لم تكن هذه المرة كغيرها من المرات السابقة ، فبمجرد أن وطأت قدماي بلدتي نجع حمادي وأردت استقلال التاكسي ، رفض الكثيرون منهم توصيلي ، ولا اعلم السر في ذلك .. وأخيرا.. وافق أحدهم ان ينقلني الي قريتي أولاد نجم ، لكن نظرا لعملي بقسم الحوادث لاحظت عليه الخوف والقلق .. فسألته "هو في حاجة ولا ايه ؟ .. شايفك قلقان يا ابو عمو " نظر نحوي مبتسما .. هو سعادتك بقالك كتير منزلتش البلد .. فرديت عليه تقريبا 6 شهور .. فقال لي : انت مش بتشوف التليفزيون ولا تقرأ الجرنال .. الدنيا هنا خربانة .. قطع طرق .. سرقة بالاكراه .. حوادث خطف وغيره " ياباشا السلاح بقي عندنا عامل زي الموبايل .. لما حد يحتاج التاني يضرب "عيارين" في الهوا .. فلم يكن مني إلا ان اصمت حتي نهاية الطريق لأذكر نفسي بحوار دار بيني وبين احد قيادات الداخلية عقب اقتحام كرداسة .. في وقت تخيل فيه بعض البلطجية والخارجين علي القانون أنهم بعيدون عن أعين رجال الامن .. اعتقدوا انهم يعيشون في بلد الفوضي واللادولة .. تخيلوا انهم فوق القانون .. حولوا المظاهرات السلمية الي فوضي عارمة ، الي تخريب وتدمير ، الي نهب وسرقة ، الي اعتداء علي الابرياء والضعفاء .. هنا خرج الشعب الأبي ، الوطني ، ليعطي شيكا علي بياض للقائد والزعيم الفريق اول عبد الفتاح السيسي ليحارب إرهابا طغي وتكبر ، افتري وتجبر ، يسانده تجار السلاح والمخدرات .. فكانت الضربات الامنية الناجحة والتي بدأت بفض اعتصامي رابعة والنهضة وبعدها قرية دلجا وأخيرا كرداسة .. نعلم أنه مازال امامهم الكثير ، فسيناء مازالت تحتاج الي جهد لتطهيرها ، وايضا قريتا "حمرة دوم وابو حزام " بشمال قنا.. سعدت كثيرا بتكليف قيادة أمنية لديها الخبرة والجرأة مساعد للوزير مديرا لأمن قنا وهو اللواء محمد كمال جلال والذي اكد منذ اللحظة الاولي أنه قريبا سيتم اقتحام "حمرة دوم وأبو حزام " لضبط عدد من رءوس الاجرام هناك .. نعلم ان هناك من كان يحميهم قبل الثورة ،من له مصلحة في انتشار السلاح وفي عمليات الخطف ، في كثرة الثأر ، فالسياسة لها بريقها ولكن مع وجود اللواء محمد كمال العقلية الامنية المشهود لها بالكفاءة والمقدم أسامة الشيخ رئيس مباحث نجع حمادي الجديد ومعاونه الرائد أحمد عكاشة تحت اشراف اللواء المحترم عبد الحميد الهجان محافظ الاقليم .. حتما سيتغير الوضع ويعود الامن والامان الي جميع القري والنجوع . أزمة تعليم في قريتي أزمة تشهدها قريتي أولاد نجم بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي بخصوص اعتصام عشرات المدرسين ضد مدير مدرسة الوحدة المجمعة حول أسلوب إدارته .اللواء "عبد الحميد الهجان محافظ قنا " كان سريعا في قراره بتشكيل عدة لجان أوفدها للمدرسة .بإشراف السيد منير عبدالعليم وكيل وزارة التربية والتعليم وحازما في قراره بعدم قبول الخروج علي قواعد التعليم .. وكلهم غفلوا عن احتمالية تفاقم الازمة لدرجة ان تتحول الي صراع واشتباكات تسفر عن ضحايا بسبب خطأ في التعامل مع الازمة.. لكننا في النهاية نثق جيدا في حكمة السيد المحافظ ووزير التربية والتعليم ووزير التنمية المحلية في التعامل مع الازمة بعدم استغلالها سياسيا والنزول علي رغبة اعضاء هئية التدريس. مزاج الخير عجبا لمصر الحضارة .. مصر التاريخ .. مصر التي في خاطري وفي دمي.. عندما تنحرف عن المسار.. تسلك مسلكا خاطئا.. تراها تترنح يمينا ويسارا.. شباباها علي المقاهي .. رجالها في نوم عميق.. نساؤها مغلوبن علي امرهن .. الجميع جلس يشاهد "مزاج الخير .. يقلد عبده موته .. يعيش أجواء قلب الاسد.. حتي الاطفال يقابلوك في الشارع فيقول لك أحدهم يا اخ فتنظر اليه.. تراه يقول لك "اديك في الجركن تركن .. اذن عليك ان تنزل الي "مزاج الخير وتقول لنفسك "هاتها جمايل يارب " .