وصلنا إلي حالة توحد غير مسبوقة بين الشباب والقوي السياسية والشعبية خلال ثورة 25 يناير، لذلك نجحت الثورة في عزل نظام أمني استبدادي جثم علي صدورنا لعدة عقود، وبعد عامين ونصف العام وصلنا إلي حالة غير مسبوقة من حالة التوحد خلال ثورة 30 يونيو، فنجحنا في عزل نظام فاشي ديني كان سيجرنا والبلاد إلي الهلاك. في الثورتين كان الشباب هم أيقونة الإنفجار الثوري، ولم افقد في يوم من الأيام حتي قبيل 25 يناير ثقتي بهم، وأنهم في يوم من الأيام سيقودون حملة التغيير المنشودة في كل قطاعات الحياة، وتحقيق الاستقلال وتحرير الإرادة الشعبية والخروج بنا من التبعية والهيمنة الأمريكية، ولكن.. نعم أقول ولكن، أقولها للشباب المصري الرائع إنه عليكم التعلم من التجربة الثورية الأولي بعد 25 يناير، حين تفتًتُم وتشرذمتُم في العشرات من الإئتلافات والأحزاب، قد يكون بسبب انعدام الخبرة السياسية لديكم مما أدي بقوي الثورة المضادة إلي اللعب في منطقتكم لتقسيمكم وتفتيتكم، ومنكم من انبهر بالشو الإعلامي وكان الكثير منكم ضيوفاً مستديمين علي البرامج بالفضائيات والقنوات التليفزيونية المختلفة، ونجحت قوي الشر من الثورة المضادة في بث الفرقة بينكم وبين كل مؤسسات الدولة، وانجرت القوي الشعبية إلي ما آل إليه الحال خلال العامين الماضيين من اعتصامات ومظاهرات وإحداث الفوضي في الشارع المصري، والبحث عن اللهو الخفي أو الطرف الثالث، تاركين القوي الإسلامية لتلعب وتخطط وتخطف في لمح البصر ثورة عظيمة شهد لها العالم أجمع، ألا علينا وعليكم الآن التعلم من هذه التجربة، وألا ننقاد إلي المصير نفسه، ما حدث بعد 25 يناير يتم إعادته الآن وبأشد مما كان لانضمام العديد من القوي الدولية إلي القوي المضادة لثورة 30 يونيو، واستخدام هذه القوي للآلة الإعلامية الدولية الجبارة لتحقيق مآرب وخطط شيطانية لتقسيم مصر والدول العربية وتحقيق مايسمي بالشرق الأوسط الكبير ولن يهنأ لهم بال إلا بتحقيق مخططاتهم للمنطقة واستنزاف ثرواتها، والحل الوحيد لدرء هذا المخطط الشيطاني هو التوحد، التوحد ياشباب مصر الرائع، ألم تسمعوا عن رباط الخيل، مانشاهده الآن من الانقسامات بين ثوار 25 يناير، وثوار 30 يونيو، ومجموعات أخري تتوحد في مظاهرات ضد الإفراج عن المخلوع مبارك، وظهور الطابور الخامس ليتحدث عن المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان، مع جماعة إرهابية، وتنديد البعض ضد الحكومة الانتقالية بأنها حكومة "عواجيز "، بالله عليكم دعونا نتوحد حتي ننتهي من خارطة الطريق التي توافقتم عليها، دعونا نتوحد حتي ننتهي من تنظيف سيناء من الإرهابيين، دعونا نتوحد حتي نتخلص مما يحيط بنا من مخططات دولية لا تريد لنا الاستقرار، إنهم يراهنون الآن علي تفتيت حالة التلاحم الشعبي خلف الجيش والشرطة، هم من أعطوا أوامرهم للطابور الخامس لإرباك المشهد المصري، هم من يطالبون جماعة الإخوان بالاستمرار في التظاهر لنشر الفوضي، سيناريوهات وضعوها لكسر الإرادة جيشاً وشعباً، فهل ننتبه لذلك ولا نعيد تكرار ماحدث عقب 25 يناير، أم نستمر في طريق يؤدي بنا إلي مالا يحمد عقباه، حما الله مصر وشبابها وشعبها من كل سوء. " نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.. ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان لنا هجانا.. وليس الذئب يأكل لحم بعض.. ويأكل بعضنا بعضا عيانا "من قصائد الإمام الشافعي رحمة الله عليه.