يومان خالدان في تاريخ مصر الحديث, مثلهما مثل أيام أخري كثيرة مثل10 رمضان الذي احتفل به المصريون يوم الجمعة الماضي. وأهم ما يجمع هذين اليومين أن كلا منهما شهد ثورة نجحت علي الفور ولكنها تعرضت لمحاولات تشكيك. فقد اعتمدت الثورة المضادة في الحالتين علي أدوات عدة منها محاولة التشكيك في أن ما حدث في كل منهما ثورة وادعاء أنه ليس إلا انقلابا عسكريا. ورغم أن المشهد يوم30 يونيو, الذي استمر حتي3 يوليو, كان واضحا تماما من حيث أن حشودا هائلة تعبر عن مختلف مكونات المجتمع المصري تدفقت من كل حدب وصوب في مختلف الأنحاء تأكيدا لمطلبها بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة, فقد امتلكت آلة التشكيك في هذا المشهد جرأة مدهشة للزعم بأن انحياز الجيش إلي شعبه يلغي ذلك المشهد المهيب الذي تواصل لأربعة أيام كاملة بلياليها ويختزله في لحظة إعلان خريطة المستقبل التي توافقت عليها أهم القوي السياسية ومؤسسات الدولة الرئيسية. كان المشهد مختلفا يوم23 يوليو.1952 فلم ينزل الشعب إلي الشوارع والميادين للتعبير عن إرادته التي تحرك الضباط الأحرار نيابة عنه لتحقيقها0وكان التأييد الجماهيري الواسع لتحركهم واضحا. ولذلك أدرك الملك فاروق ورجال النظام حينئذ حقيقة الموقف واحترموا الإرادة الشعبية, بخلاف محمد مرسي ورجال جماعته الذين يتحدون هذه الإرادة ويلجأون إلي الخارج للاستقواء به. ولعل المفارقة الأساسية في المقارنة بين ثورتي23 يوليو و30 يونيو أن الأولي لم تتهم بأنها انقلاب عسكري إلا بعد عامين علي الأقل رغم أن الجيش هو الذي قام بها, في حين أن هذا الاتهام كان جاهزا لمحاولة تشويه الثانية رغم أن القوات المسلحة لم تقم بأي دور فيها. فكل ما فعلته هو حماية الشعب مثلما فعلت في ثورة25 يناير.2011 وكان لجماعة' الإخوان' الدور الرئيسي أيضا في محاولة التشكيك في ثورة23 يوليو وادعاء أنها انقلاب عسكري رغم أنها اعتبرتها ثورة مباركة لفترة تجاوزت العامين. فقد زعمت أنها انقلاب عندما فشلت في الهيمنة عليها. ولا يختلف موقف'الاخوان' الآن إلا في أنهم نجحوا في ركوب ثورة25 يناير و خطفها. فلما خرج الشعب لاستردادها في ثورة30 يونيو زعموا أنها انقلاب! لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد