تسلم الرئيس الإيراني المنتخب، حسن روحاني، أمس رسميا مهام منصبه، خلفا للرئيس المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد. ورغم أن ولاية روحاني بدأت رسميا أمس، إلا أنه تجري اليوم المراسم العلنية لتنصيبه رئيسا. وصدق القائد الأعلي للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي علي انتخاب روحاني في مراسم بالعاصمة طهران. ويحضر حوالي عشرة من رؤساء دول المنطقة المراسم، بينهم رئيس وزارء سوريا، بجانب خافيير سولانا وزير خارجية للاتحاد الاوروبي السابق الذي قاد المفاوضات النووية مع ايران باسم القوي الكبري. وعشية تسلمه السلطة، قال روحاني بمناسبة الاحتفال بيوم القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي "جرح في جسد العالم الإسلامي". وبعد ايام علي انتخابه، وعد الرئيس الجديد بمزيد من "الشفافية" في البرنامج النووي لاثبات طبيعته السلمية، رافضا تعليق تخصيب اليورانيوم. ودعا في هذا الاطار الي "تفاهم بناء مع العالم" وخصوصا لحل هذه المسألة والتوصل الي رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الغربية القاسية المفروضة علي اقتصاد البلاد. وقد تراجعت عائدات النفط باكثر من النصف، من اكثر من مئة مليار دولار الي اقل من خمسين مليارا بين 2011 و2012 بسبب العقوبات. وادي ذلك الي تراجع قيمة العملة الايرانية وتضخم تجاوز الاربعين بالمائة. ويحظي الرئيس حسن روحاني بدعم التيار الإصلاحي الذي يريد من الرئيس الجديد إحداث تغيير فعلي، بما في ذلك الإفراج عن السجناء السياسيين ورفع العقوبات الدولية التي تضر باقتصاد البلاد. وكان روحاني نائبا لرئيس مجلس الشوري وكبير المفاوضين للملف النووي الايراني بين 2003 و2005 وهي الفترة التي وافقت فيها طهران علي تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، في قرار اكسبه احترام الغرب. وفاز روحاني بالانتخابات الرئاسية من الدورة الاولي بغالبية 68.50٪ من الاصوات، في 14 يونيو الماضي، مستفيدا من انقسام معسكر المحافظين وتعبئة الناخبين المعتدلين والاصلاحيين بعد انسحاب المرشح الاصلاحي الوحيد محمد رضا عارف من السباق. وخلال الحملة الانتخابية وبعد انتخابه، دعا روحاني الي اعتماد سياسة اكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة علي ايران والتي تغرق البلاد في ازمة اقتصادية خطيرة. وروحاني الذي يعتمر عمامة بيضاء ويطلق لحية اختطها الشيب، معروف بقربه من الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعا مثل خلفه محمد خاتمي (اصلاحي) للتصويت له.