اصيب الرأي العام بالصدمة بقرار مجلس السلم والامن الافريقي المتسرع تعليق مشاركة مصر في انشطة الاتحاد الافريقي بعد ثورة الشعب يوم 30 يونيو. بينما استوعبت الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي الحقيقة بعد الزيارات المتتالية من كبار المسئولين في الادارة الامريكية والاتحاد وعقد لقاءات مع الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور والفريق اول عبدالفتاح السيسي ومختلف اتجاهات الرأي، وتأكد للجميع انها كانت ثورة شعب والاستجابة لنداء 35 مليونا خرجوا في وقت واحد للمرة الثانية وتأكد العالم انه لم يكن انقلابا.. بل وقوفا وانحيازا لارادة الشعب ووفق خريطة واضحة لتصحيح المسار وترسيخ الديمقراطية والتصالح بين الجميع من اجل مستقبل مشرق. وحتي ينجلي الموقف تماما تحركت وزارة الخارجية، واختارت 6 من المبعوثين الرئاسيين للقيام بزيارات رسمية الي الدول الافريقية. وخلال هذه الزيارة استعرض المبعوثون ملامح خارطة الطريق التي توافقت عليها القوي السياسية والتي تمثلت في اصدار اعلان دستوري يتضمن اطارا زمنيا لاجراء الاستفتاء علي الدستور الجديد، يليه الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.. وتأتي هذه الجهود في اطار حرص مصر علي اطلاع اشقائها الافارقة علي حقيقة ما يجري في مصر ورؤيتها لقرار مجلس الامن والسلم الافريقي بتعليق مشاركة مصر في انشطة الاتحاد.. وهو القرار الذي استند الي مواثيق لا تنطبق علي الحالة المصرية وقد اختارت وزارة الخارجية مجموعة متميزة من السفراء القدامي اصحاب الخبرة وهم رؤوف سعد، وابراهيم علي حسن ونهاد عبداللطيف وطارق غنيم ومني عمر.. ويقوم كل واحد منهم بزيارات لمجموعة من الدول الإفريقية وكان طبيب القلوب العالمي مجدي يعقوب في المقدمة. وفي المقابل اعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي انكو سازانا ولاميتي زوما تشكيل لجنة عالية المستوي تضم رئيس مالي السابق عمر كوناري وهو الرئيس السابق للمفوضية، ورئيس بوتسوانا السابق موجاي، ورئيس وزراء جيبوتي السابق ويليتا الي جانب مجموعة من الخبراء واكد الاتحاد دعمه لطموحات الشعب المصري والتي من اجلها كانت ثورة يناير، وسعيه للتوصل لحل سلمي للازمة الراهنة من خلال التواصل مع المسئولين المصريين، وبمشاركة الجامعة العربية والاممالمتحدة وتؤكد المفوضية الي ضرورة ممارسة اقصي درجات ضبط النفس، وتجنب العنف، والامتناع عن اي عمل آخر يعمق التوتر. ان مصر كانت من اول الدول الداعمة للتعاون مع افريقيا من خلال انشاء الصندوق المصري للتعاون الفني عام 81، والتعاون في مجالات التنمية البشرية وانشاء المنطقة الحرة للكوميسا، والمساهمات في المشروعات التنموية، والاتفاقات الثنائية.. ولم يعكر صفو العلاقات الا مشروع السد الاثيوبي الذي تم انجاز 20٪ منه خلال انشغال مصر بأزماتها الداخلية، وهو ما سيؤثر بالسالب علي حصة مصر من مياه النيل التي تم تحديدها تحت اشراف الاممالمتحدة، كما سيؤثر علي انتاج الكهرباء من السد العالي، بينما تسعي اثيوبيا إلي تطمين مصر وضمان حقوقها في مياه النيل وفقا للقانون الدولي.. وكان سد النهضة الاثيوبي الاشارة الخضراء لدول افريقية اخري لإنشاء السدود وبذلك اصبحت مياه النيل مشكلة لدول المصب وهي مصر والسودان. وفي نوفمبر القادم تعقد لجنة التنسيق للقمة العربية الافريقية اجتماعها في الكويت لمتابعة تطورات الاحداث في المرحلة الماضية واستشراق مجالات جديدة للطاقة والنقل والاتصالات وانشاء مراكز للرجال الاعمال العرب والافارقة، ويسبق هذه الاجتماعات المنتدي الاقتصادي العربي الافريقي في اكتوبر وهي فرصة ذهبية لمصر يجب اقتناصها لتوثيق التعاون بين المنطقتين. وفي القاهرة الآن وفد حكماء أفريقيا في محاولة لحل الخلاف بين الاتحاد الإفريقي ومصر، كما وصلت أشتون مسئولة الاتحاد الأوروبي التي أعلنت مقترحات الاتحاد الأوروبي التي لم تخرج عن خارطة طريق الثورة المصرية الجديدة. آخر المقال: وتعانقت اجراس الكنائس مع اذان المغرب واطلق 35 مليونا كلمة يارب فأفتتحت ابواب السماء والاستجابة.. رحم الله كل شهداء مصر.