مرحلة الحمل مرحلة شفافة، خاصة بكل سيدة، ولكنها اليوم تفقد أشياء كثيرة من تميزها بفضل الفحوصات الطبية، من تحاليل وأشعة تليفزيونية، وكأن تطور العلم والتقنيات في هذا المجال يتجاوز خصوصية الحمل! هل من الضروري الخضوع لكل المتابعة الطبية الدقيقة حتي ولو كان وضع الحمل سليماً مستقراً؟.. هذا تساؤل لكثير من الحوامل، ولكن المنهج الطبي الحالي يقضي بالمتابعة الطبية لأوضاع الحمل والحامل، ووجوب زيارة الطبيب دورياً وإجراء الفحوصات اللازمة. وتقضي المتابعة للحامل بزيارة الطبيب كل شهر ابتداء من الشهر الثالث، ويجب إجراء موجات فوق صوتية 3 مرات ابتداء من الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وذلك لتحديد موعد الولادة والكشف عن أي تشوه محتمل في الكروموزوم »12« لدي الجنين، ثم في الأسبوع الثاني والعشرين للكشف عن أي تشوهات خلقية محتملة، وأخيراً في الأسبوع الثاني والثلاثين للتحقق من صحة نمو الجنين واستباق ظروف الولادة.. كل هذا والحامل سعيدة برؤية ابنها الحبيب علي الشاشة! وأثناء الحمل وفي الأسبوع الثامن عشر تحديداً يجب إجراء تحاليل دم، وقياس معدلات الهرمونات، وقد ينصح الطبيب بإجراء فحص السائل السلي، وقد يوافقه البعض ولكن من حق الأهل رفض الخضوع لهذا النوع من التحاليل. ويعتبر الخبراء اليوم أن الطفل يجب أن يولد متي كان هو مستعداً لذلك.. وبالتالي طريقة استعجال الولادة أو إثارة الطلق والتي طالما استعملت في الفترة السابقة، أصبحت تثير جدلاً وتناقضات كثيرة! المراقبة الطبية المفرطة قد تشعر الأمهات بتجريدهن من الخصوصية المفروضة علي الحمل، وقد يريح ويطمئن بعض الأهالي من جهة، وقد يزعج البعض الآخر.. ولكن من الصعب رسم حدود واضحة بين واجبات الطب، وعدم الإفراط في المراقبة الطبية. وأخيراً، يجب أن تستعلم كل سيدة عن الأمور الخاصة بالولادة، ودور الأب في هذه المرحلة.. وما الخطوات المقترحة للتحضير لعملية الولادة؟.. وماذا سيحدث بعد حضور ولي العهد إلي الدنيا؟!