لسنا في حاجة إلي التأكيد علي عمق الصدمة التي انتابت جماعة الإخوان المسلمين خلال الأيام الأخيرة، بعد إقصاء أو عزل الدكتور مرسي عن كرسي الرئاسة، فهذا واضح للعيان، بما لا يحتاج إلي مزيد من الإيضاح أو التأكيد. والمشاهد أن الصدمة كانت من الشدة والقوة إلي القدر الذي أحدث هزة كبيرة، أثرت علي قدرة قيادات الجماعة علي تجاوزها أو التعامل الحكيم والهادئ مع أسبابها، المتمثلة في الحدث الضخم الذي لم تتوقعه علي الإطلاق، بل ولم تتصور امكانية حدوثه في أي وقت من الأوقات.وإذا ما أردنا معرفة حجم الصدمة وحدودها، فلابد أن ندرك أن الجماعة كانت قد شرعت في الإمساك والسيطرة علي جميع مفاصل الدولة، والأماكن الرئيسية بها، والتغلغل في مواقع صنع القرار بجميع المؤسسات والهيئات التنفيذية والخدمية في الدولة، في إطار خطة التمكين الكامل،...، فإذا بها تفقد كل ذلك فجأة، ومرة واحدة في الوقت الذي كانوا يتصورون فيه أن الدولة كلها قد سقطت في أيديهم. ليس هذا فقط، حيث لم يقتصر الأمر علي هذه الخسارة المادية رغم جسامتها، ولكن الأكثر جسامة هو الخسارة المعنوية الني نالت الجماعة، بفقدها ما كانت تتمتع به من تعاطف شعبي عام لدي المواطنين من عموم أبناء الشعب، قبل أن تتبوأ مقاعد الحكم، وتسيطر علي مقاليد السلطة، وتتحكم في البلاد والعباد. والمتابع لمسار الأحداث في مصر طوال السنوات الماضية، يدرك ما كان يتمتع به الإخوان من تعاطف شعبي، نتيجة الانطباع الذي كان سائدا لدي عامة الناس، بأن الإخوان طيبون، ويراعون الله، وانهم مضطهدون،...، ولكن هذه المشاعر تغيرت تماما منذ ارتفاع نجمهم وسيطرتهم علي مجلسي الشعب والشوري ثم مقعد الرئاسة، حيث اصبحت مشاعر النفور من الإخوان هي الغالبة لدي عموم المصريين الآن، وهو ما ظهر في الثلاثين من يونيو الماضي. وفي ظل ذلك كان من المفروض ومن المتوقع من جماعة الإخوان، أن تبادر ببحث ودراسة هذا الأمر الجلل، وأن تبحث عن الأسباب وراء حدوث ما حدث، ولماذا تغيرت مشاعر الناس تجاهها،...، ولكنها لم تفعل، بل اندفعت في طريق آخر، وهو الرفض العنيف لكل ما حدث. وللحديث بقية