د. محمد داود كثر الكلام واحتدم النقاش حول أ زمة سد النهضة ، وتباينت الآراء والإتجاهات مابين مؤيد ومعارض للموقف الرسمي للدولة . والذي لم يرض الشارع المصري والكثير من القوي السياسية ،ولم تحدث حتي الآن اية خطوة ايجابية في تلك القضية ولايزال الموقف الرسمي غامضا و تائها اللهم الا ذلك الإجتماع الذي خيب الظنون والأمال وأضر اكثر مما افاد، وإنفض بلجنة وطنية تتولي التعامل مع تلك الأزمة العاصفة ،ولكن يبدو ان تشكيلها متعثر في الولادة ومازال البحث جاريا عن اصحاب الود والإنتماء وممن يجيدون الكلام الجميل الذي يعيد الإطمئنان للمذعورين المرعوبين من الظمأ والعطش القادمين. الأعتراف بإمتداد الأزمة منذ العهد السابق ليس مبررا للنظام الحالي ان يتعامل بهذا الفتور الذي ادي في الماضي الي الوصول الي مانحن فيه، وعلي عكس ماكنا نتمني من النظام الحالي بالإبتعاد عن ذلك الفتور وانتهاج الهمة والنشاط بإتخاذ قرارات فورية ترضي الشعب وتهون من غضبتة الجامحة،بدل من ان ينتظر تقرير اللجنة الثلاثية الذي جاء ليؤكد الضرر المؤكد في القريب العاجل،وان هذا السد يهدد مصالح مصر المائية ويمثل اعتداء علي حقوقنا المائية التي ضمنتها الإتفاقيات الدولية. كان الأمل في التفكير السريع في تجارب الماضي القريب ،والإستفادة مما تم في ملحمة استعادة جزء من ارض طابا والنجاح الكبير لمن تولوا تلك المهمة القومية من العلماء والخبراء الدوليين،فاللجنة المزمع إنشاؤها مازالت تعاني من تعثر في الخروج الي النور، ومتوقع ان تنقل الي العناية الفائقة نظرا لإصابتها بأمراض لاتشفي من الهوس السلطوي، وتقمس الأدوار والبطولات الزائفة، الذي تعاني منه مصر من قديم الأزل،فهل يعقل ان لجنة بتلك الأهمية لم يتم الإعلان عن تشكيلها حتي الآن؟ الواضح للجميع ان التعثر في الإعلان عن المشاركين في اللجنة الوطنية يرجع الي محاولة إسترضاء القوي السياسية المتناحرة علي حساب المصلحة العامة للبلاد دون الإهتمام بتمثيل اصحاب الكفاءات والخبرات، لتتحول الأزمة الي صرع داخلي يؤجج المشاعر الشعبية ،وأثيوبيا تبني وتعلي السد. حان الوقت لوقف الكلام والتوحد من اجل مصر، والإنتباه لخطورة الأزمات القادمة فهناك يجري الإعداد لبناء 14 سدا أخري في إريتريا وغنيا وكل دول النهر الخالد، فالحرب لم تعد تقليدية كما عرفناها،والمطلوب الآن السير في مسارين لاثالث لهما ،الأول المسار الدبلوماسي النشط، وإذا لم ينجح يأتي المسار الثاني وهو اللجوء إلي مجلس الامن بحكم إختصاصه الأصيل بموجب ميثاق الأممالمتحدة بالتحقيق في اي نزاع اوحالة قد تقضي الي خلاف دولي.فإذاكنا قد نجحنا في استرداد الباقي من ارض طابا الذي لم يتجاوز نصف كيلو متر،فما ذا يكون العمل مع خطر يهدد كل ارض مصر؟ حفظ الله مصر من كل شر وسوء ،وحما رجالها المخلصين.