يقول الله تعالي (..وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..) والعمل معني من معاني الحياة الإنسانية، يتخذ منه الإنسان سبباً لرزقه ومظهراً للتعبير عن نشاطه وإسهامه في حركة الحياة، وهذا المعني يتسع في اطاره ليشمل كل ما يصدر عن الإنسان من فعل، ويضيق في خصوصيته ليقتصر علي مهنة الإنسان التي يسهم بها في بناء مجتمعه، وإذا كانت الأعمال تختلف في نوعيتها من شخص لآخر فالذي يعنينا في هذا الموضوع هو كيفية أداء هذه الأعمال ؟! هل هي علي وجه الإتقان والإحسان أم علي وجه التقصير والإهمال؟! إن شريعتنا الإسلامية تأمرنا بإتقان العمل، وهي في حديثها عنه لا تجعله أمراً دنيوياً تبتغي منه منفعة عاجلة فحسب، بل تجعله أيضاً أمراً تعبدياً يتقرب به إلي الله تعالي، قال النبي صلي الله عليه وسلم : " إن الله يحب من احدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه " ولو دققت معي في ألفاظ الحديث الشريف لوجدت في قوله (صلي الله عليه وسلم) : " عملاً " هكذا دون تعريف ولا تحديد لنوع العمل، تأكيدا بأن الله تعالي يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، فهو يحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته وهذا ما تؤكده الأحاديث الشريفة الأخري مثل قول النبي : "إن الله كتب الإحسان علي كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" وقد أمرنا القرآن الكريم بالإحسان في قوله تعالي: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... ) النحل: 90 وقوله تعالي: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )البقرة: 195 .