الفنان القدىر صلاح عبدالله واحد من كبار القيمة والقامة، يضحكك ويبكيك بنفس الاقتدار، يحمل عبق نجيب الريحاني، انسانية الاداء عند عبدالمنعم مدبولي، صدق المعايشة عند فؤاد المهندس، عبقرية الاداء عند زكي رستم، لم يضبط متلبسا بالتكرار، ممثل غير نمطي، لم يسجن نفسه في قالب من الجبس، متعدد، متلون، لهذا نال التقدير واستحق الجوائز، له مشوار طويل مع المسرح ممثلا ومخرجا، لكن السينما اقتنصته اقتناصا، والدراما التليفزيونية سرقته من ابو الفنون، وكأنه اعتزل المسرح دون ان يعلن ذلك، انه الفنان القدير صلاح عبد الله الذي يعلن لأول مرة انه اعتزل المسرح بالفعل بقرار اتخذه بينه وبين نفسه منذ 10 سنوات، تري.. لماذا؟ ......................؟ - المسرح كان كل حياتي، وعيت ع الدنيا لقيت نفسي بمثل، مثلت في كل حتة، في الشوارع في المدارس، في النوادي، في شقق الجيران والأقارب،كتبت بعض المسرحيات القصيرة، أخرجت مسرحيات للهواة، كتبت أغاني وأشعارعدد كبير من المسرحيات، بداية إحترافي للتمثيل كانت علي خشبة المسرح القومي نهاية عام 1979في مسرحية "رابعة العدوية"، بعدها إنتقلت لمسرح القطاع الخاص، لم أفارق خشبة المسرح لأكثر من 30 سنة حتي اعتزلته تماما عام 2003 بقرار نهائي اتخذته عندما تبين لي ان المسرح بعافية وعلاجه ميئوس منه، لكني لن أنسي أبداً أنه لولا المسرح ما كان صلاح عبدالله. .....................؟ أخرجت لمسرح الهواة 25 مسرحية، منها 18 مسرحية لمسرح كلية تجارة القاهرة و 5 أعمال لمسرح نادي بولاق الدكرور، ومسرحيتان للجامعة الأمريكية، ومسرحية لجامعة المنوفية وكنت أعشق الإخراج للهواة ولكني لم أفكر أبداً في الإخراج للمحترفين. .................... ؟ - التمثيل أخذ كل وقتي وجهدي وتركيزي ولم أفكر إطلاقاً في العودة للإخراج، وأنا كسول للغاية، فبرغم أنني تمنيت زمان أن أخرج عملاً لمسرح الطليعة أو الهناجر، لكن الآن خلاص شطبت ويكفيني ويرضيني نجاح تلاميذي أمثال الرائع خالد جلال والمؤلف والمخرج نادر صلاح ....................؟ - لو وجدت النص المغري، والانتاج الجيد الذي يعيدني للمسرح، أختار أحمد عز لأنه كان نفسه يشتغل مسرح، ومعاه ياسمين عبدالعزيز وغادة عادل ومنة شلبي وآيتن عامر وياريت أحمد حلمي أو أحمد مكي، وواحد من الشباب اللي بدأوا في مسلسل الدالي، والعبد لله حيكون في ذيل الأفيش ويكتب قبل اسمي مع الفنان الراحل صلاح عبدالله.. هههههههههههههه.!! ...................... ؟ - انا غير مقتنع بمسألة المهرجانات المسرحية دي، بعتبرها فلوس بتترمي علي الأرض، معظمها مجاملات، بلا هدف ولا معني، رغم أنني شاركت في افتتاح أول مهرجان للمسرح التجريبي بمسرحية "رحلة حنظلة" للمخرج ناصر عبد المنعم. نتمني تراجع الفنان القدير صلاح عبد الله عن قرار اعتزال المسرح عندما يجد النص الذي يغري فضوله الفني، والمخرج الذي يجيد استثمار طاقاته المتعددة، والفرقة التي يكن لها المشاهد التقدير والاحترام.