بينما تدور الأزمة السياسية في أوكرانيا وتشتعل الإحتجاجات الشعبية وتصل إلى مراحل متقدمة من الصراع على السلطة السياسية في البلاد , وما تفعله روسيا التي دخلت بين يوما وليلة من أجل السيطرة على جزيرة القرم أو إعادتها إلى مكانها الطبيعي كما يقولون , وسط الأزمة الدولية وتحرك القيادات السياسية في العالم لفرض عقوبات على روسيا نتيجة ما أرتكبته من أفعال . قام عضوان من مجلس الشيوخ الأمريكي وهما مارك كيرك و دان كوستس بمخاطبة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر مطالبين بضررة منع المنتخب الروسي من المشاركة في كأس العالم القادمة في البرازيل , وسحب تنظيم روسيا لكأس العالم عام 2018م. في الوقت نفسه قدم الكنسيت الإسرائيلي دعما عاجلا للاتحاد المحلي لكرة القدم بلغ 19 مليون شيكل أكثر من خمسة ملايين دولار , لأن الإتحاد يمر بإزمة مالية منذ فترة , إلا ان الدعم جاء بعد وصول الرد على الرسالة . ويوم 30/3/2014 نشرت صحيفة جروشليم بوست خبرا أكدت من خلاله أن رئيس الإتحاد الدولي قد تجاوب مع الرسالة الأمريكية , وأكد أن سحب تنظيم بطولة 2018م غير ممكن لكنه لم يرد بخصوص منع المنتخب الروسي من اللعب في البرازيل , وهو ما منح الإسرائيلين الأمل بالمشاركة لأنهم كانوا ثالث الترتيب خلف روسيا والبرتغال , وبالتالي وحسب الإنظمة والقوانين فانه في حال منع روسيا من المشاركة وهذا وأرد فان إسرائيل ستشارك في نهائيات كأس العالم بعد شهرين .. لأنها بدأت تشتغل وبسرية تامة مع أعضاء الفيفا لتكوين لوبي مؤثر وطالبوا بعقد إجتماعا عاجل للإتحاد الأوربي والدولي لمناقشة الأمر , وهناك الكثير من الدول الأوربية الكبرى قد أبدت استيائها الشديد من الجرائم الروسية في أوكرانيا وهي تستغل الوضع لتصفية الحسابات وبالتالي فأن عدم رد بلاتر على الطلب الامريكي بوضوح يفتح أبواب الإجتهادات , لأن الرجل يريد أن يستخدم كل الأروق لصالحه حتى يفوز بولاية جديدة لقيادة الفيفا , وهو اليوم سيبدأ التفاوض مع الأمريكيين و الإسرائيليين وأخرين , من أجل المصالح المستقبلية وهي شخصية أولا وقبل كل شيئ . بلاتر الذي يبلغ من العمر 74 عام أكد أكثر من مرة انه يريد الإستمرار لولاية خامسة , بينما المرشح الوحيد حتى اليوم هو الفرنسي جيروم شامبين المسؤول السابق في الفيفا وهو دبلوماسي فرنسي يحمل شهادات في السياسة , بينما حتى اليوم لم يتضح الأمر بالنسبة للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوربي لكرة القدم . روسيا تلعب في المجموعة التي تضم بلجيكا وكوريا الجنويبة إضافة إلى الجزائر البلد العربي الوحيد في المونديال , ويتميز الشعب الجزائري بحبه الشديد وإيمانه القوي بالقضية الفلسطينية وهو بالتأكيد سيكون أكثر المتضررين في حال إقصاء روسيا من المودنديال . الصراع الروسي الأمريكي بدأ يأخذ شكلا أخر , كلاهما سيلعب وفق مصالحه , روسيا بقيادة فلاديمير بوتين تعرف كيف تلعب في مختلف الميادين وتستخدم القوة والدبلوماسية وتقدم الوعود أيضا . الدور اليوم على السيد محمد روراة رئيس الإتحاد الجزائري وعلاقاته مع المجموعة العربية والأفريقية لمنع حدوث أي اختراق من هذا النوع يخدم العدو الصهيوني . العضوان الأمريكيان استندا على وقائع سابقة كانت ضد يوغسلافيا عندما تم منعها من المشاركة في كأس الأمم الأوربية عام 1992م . وكأس العالم عام 1994م . وهما على تواصل مع أولاد العم . الإسرائيليون يترقبون الموقف بحذر شديد وينتظرون الفرصة التي ربما تأتي على طبق من ذهب كالعادة , الرد الروسي سيكون قويا و ربما يغير خارطة اللعبة , بالتأكيد القضية لن تقف عند هذه النقطة , وهناك فصول أخرى أكثر تشويق في الأيام القادمة .. رائد عابد .