رغم الزعابيب التي صاحبت اطلالة الوزارة الثانية لثورة 30 يونيو ، عند تشكيلها من اعتراض البعض على وزراء بعينهم والاستجابة الفورية لهم بتغيير من اعترضوا عليهم ثم الابقاء على عدد من الوزراء كانوا مرشحين للخروج لكنهم استمروا لعدم التوصل الى بدلاء بسبب رفض كفاءات كثيرة قبول المنصب الحكومي الكبير الذي كان له مشتاقون يتسمرون بجوار الهواتف انتظارا لجرس يدق ويكون على الطرف الاخر من يبلغه اختياره عضوا في الحكومة ، ، لكن الملاحظ بعد التأكيد على تمنياتنا لهذه الحكومة التي يترأسها رجل خبرناه في العمل الرياضي هو المهندس ابراهيم محلب ، بالتوفيق والسداد للخروج بالوطن من عنق الزجاجة التي يمر بها وهاهو يقترب بفعل اقترابه من الاستحقاق الرئاسي ان يخرج منها غير أن الانصاف يقتضي ونحن ننشد دخول عصر جديد بعد الثورة المجيدة أن نتقدم بالشكر الى وزارة الدكتور حازم الببلاوي أيا ماكان اتفاقنا او اختلافنا معها ، فهي تولت المهمة في وقت عصيب وواجهت ضغوطا خارجية وحروبا داخلية في سيناء والمحافظات ، ويحسب لها انها استمرت ولم تقفز من المركب كما فعل (البوب ) الذي كان يريد الامساك بدفة قيادة البلد الى حيث تتجه بوصلته الشخصية لابوصلة الوطن ومن المفيد هنا تذكير حكومة محلب الجديدة بأنها جاءت بعد اجتياز المرحلة الاصعب من المسار الديمقراطي التي تمثلت في انجاز الدستور باعتباره الامتحان الاول للدولة والشعب على حد سواء ، وهي ايضا تعي ما كان ينقص حكومة الببلاوي ، وهو ما لخصه المهندس ابراهيم محلب في عبارات قصيرة وصف فيها حكومته بانها حكومة مقاتلين ، وطالب وزراءه بالنزول الى الشارع لمتابعة الواقع اولا باول ، والعمل نحو خمسة عشر ساعة يوميا ، والقضاء على العشوائية واستتباب الامن ، وتوفير الخدمات الضرورية للمواطن في حياته المعيشية اليومية ، وكلها طلبات ملحة ، اذن فالوزارة طمانت شعبها أنها تعي الملفات المطوب اقتحامها وبسرعة فليس لديها رفاهية الوقت كما قال رئيسها ، وليعلم الجميع في حكومة المقاتلين ان البدايات الطيبة والنوايا الحسنة لا تمنح حصانة عند التقييم الشعبي فالعبرة دائما بالخواتيم لكن ما أود التوقف امامه الان بعد التمنيات بالتوفيق للحكومة في انجاز ما الزمت به نفسها ، هو دمج الوزارت، فالملفات الشائكة في كل وزارة تفرض الفصل وتتطلب جهدا كبيرا ، وسأضرب مثالين هنا لماتم من دمج لوزارت التجارة والصناعة ومعهما الاستثمار في عهدة وزير واحد ، مهما كانت كفاءته لايملك من يومه الا الخمس عشرة ساعة على الاقصى التي طالب بها رئيس الوزراء فهل يكون نصيب كل وزارة خمس ساعات يوميا ، وهناك مئات المشكلات التي تتطلب اسابيع وشهور لا ساعات خمس ، ثم المثال الثاني الذي كان في دمج الشباب مع الرياضة بحقيبة واحدة وهو بالمناسبة التغيير الثاني عشر للمسمى في تاريخ هذا القطاع ، الذي تدرج من اسم مجلس اعلى تابع لوزارة الشئون الاجتماعية برئاسة السيد كمال الدين حسين الى وزارة الشباب مع الدكتور طلعت خيري ومن بعده الدكتور عبد الحميد حسن الى المجلس الاعلي للشباب والرياضة في عهدي الدكتور عبد الاحد جمال الدين والدكتور عبد المنعم عمارة ثم العودة الى مسمى وزارة الشباب مع الدكتور علي الدين هلال ومن بعده السيد انس الفقي والدكتور ممدوح البلتاجي ومطالبة الرياضيين بوزارة مستقلة فكان تأسيس المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر ومن بعده الدكتور عماد البناني ومثله للشباب برئاسة الدكتور صفي الدين خربوش ومن بعده المهندس خالد عبد العزيز وبعد خمس سنوات اصبحت هناك وزارة دولة للرياضة تولاها السيد العامري فاروق وتلاه الكابتن طاهر ابوزيد ومثلها للشباب تولاها الدكتور اسامة ياسين ومن بعده المهندس خالد عبد العزيز واستمر الحال في الحكومة المستقيلة قبل ان يعود الامر الى الدمج بمسمى يحمل الاسمين معا لاول مرة الشباب والرياضة بقيادة المهندس خالد عبد العزيز غير أن احدا لم يبلغنا لماذا الدمج وماهي فوائده ، قد يقول قائل ترشيدا للانفاق ، ونجيبه عن اي انفاق تتحدث ، فالاعتمادات المالية للوزارتين اعتمدت منذ بداية السنة المالية في منتصف العام 2013 ومستمرة حتى منتصف العام الجاري ، ما يعني ان الامر سيسير وفق ما كان معمول به في الشهور السبعة الماضية ، ليبقى السؤال وماذا بعدها ؟ الاجابة ببساطة مرهونة برؤية الرئيس المقبل اذا كان من مؤيدي الدمج او الفصل ، لكن الازمة التي ستنفجر حتما وقتها ، ستكون دفاعا عن حقوق مكتسبة لعدد من الموظفين الذين اتاح لهم الفصل مواقع قيادية سيفقدونها بسبب الدمج بداية من مدير الادارة الى المدير العام وصولا الى وكيل الوزارة ، فمن سيكون المسؤول عن الشئون المالية والادارة مثلا المسؤول الحالي في الرياضة ام في الشباب ، ومن سيكون المسؤول عن العلاقات العامة ، وشئون مكتب الوزير ، والمكتب الفني ، والعلاقات الدولية والسياسية وغيرها بعيدا عن الوظائف المهنية مثل الطب الرياضي وماشابه كم كنت اتمنى ان تعلن الحكومة الجديدة فلسفتها من الدمج ورؤيتها لمستقبل الوزارة المدمجة حتى تضع النقاط فوق الحروف بدلا من ترك الامر رهنا برؤية شخص تارة يجمعهما واخرى يفصلهما ، فالظرف لايسمح برفاهية التجربة كما ان نجاح مسؤول مع قطاع لايجب ان نكبله ونعوق انطلاقته بهموم قطاع اخر لاتهدأ نيران خلافه لانها تتشابك فيها المصالح ، واقولها من الان كان الله في عون الوزير خالدعبد العزيز الذي بات في موقف لايحسد عليه ، بعدما كان قرير العين بنجاحه مع الشباب ، اصبح مطالب بحل ازمات الرياضة التي تكثر مشكلاتها بفعل تشابك اصحاب المصالح ، حتى أن الرجل بات بين مطرقة الراغبين في الاستمرار المستقوين بالخارج وسندان اصحاب شعار التغيير وهيبة الدولة ، وهو يسعى الى الدراسة المتأنية املا في التوصل الى توافق قبل اتخاذ اي قرار يستعد رافضوه من الان الى معارضته بكل ما اوتوا من قوة ، ومن هنا يبقى الحديث عن صالح الوطن هو الفيصل وهو ما اقر به الوزير والزم به نفسه امام الصحافيين في اول يوم عمل له .