قبل نحو سبعة أشهر تم تشكيل حكومة انقاد في مصر وللمرة الأولى وجد الوسط الرياضي وزيرا معروفا كان نجما رياضيا محبوبا ومازال يتمتع بشعبية كبيرة , لأنه ذات يوم قاد فريق الأهلي لكرة القدم ومنتخب مصر . شهرته وصلت إلى كل مكان لأنه ظل على الدوام قريبا ومتابعا للحركة اليومية في الوسط الرياضي المصري , وهو يعرف جيدا مواقع الفساد في الرياضة المصرية ولديه الخطط الواضحة للتطوير والتغيير بما يتلائم مع الحياة العامة للمصريين . الوزير طاهر أبو زيد الذي كان حتى يوم الأحد الماضي , وزيرا للرياضة المصرية واجه الكثير من المشاكل لأنه أراد إصلاح الرياضة وتغيير الصورة النمطية التي كانت ومازالت وربما ستبقى لسنوات أخرى إذا خرج من الوزارة الجديدة , لأنه عندما أراد تطبيق القانون وفتح ملفات الفساد , البعض تحدث عن خلافات شخصية وبدأ يحارب الوزير الرياضي بكل الوسائل دون خجل , معظم المحاربين متلونين باعوا ضمائرهم منذ زمن بعيد مقابل الأموال والمناصب , نفس الوجوه تحارب اليوم من أجل ترسيخ قيم الفساد الذي ينخر جهاز الرياضة المصرية منذ سنوات . الوزير وقع في خطأ تمثل في التمديد لمجلس إدارة النادي الأهلي وربما كان يهدف من التمديد إلى الإنتهاء من صياغة قانون الرياضىة الجديد الذي سيضع حدا للتجاوزات وسيعمل على إعادة ترتيب الأمور داخل الأندية حتى تصل إلى مرحلة الإعتماد على جيل من الشباب قادر على تحمل المسؤولية و وضع أفكار جديدة من أجل مجاراة التطور العالمي . ثم عاد الوزير وأصدر قرارا بإبعاد إدارة الأهلي وقام بتعيين إدارة جديدة تتولى الأمور مؤقتا , لكن هذا القرار تم تجميده من قبل رئيس الوزراء حازم الببلاوي , حتى تتم دراسته من قبل لجنة قانونية في رئاسة الوزراء , وهو ما أعتبره الكثيرون إخفاق للوزير في ضرب قيادة الأهلي الحالية التي تعتقد أنها شرعية ويجب أن تستمر إلى ما شاء الله . رئيس الوزراء عاد ليؤكد بعد حوالي شهر صحة قرار الوزير في إقالة مجلس إدراة النادي الأهلي لوجود مشاكل مالية وتجاوزات , وقد صدر قرار بمنع رئيس الأهلي حسن حمدي من السفر لكن القرار من نيابة الأموال العامة والكسب غير المشروع . وبناء على القانون الجديد لابد من رحيل مجلس إدارة الأهلي إلا إذا تجمد العمل به حتى إشعار أخر . أي وزير قادم سيجد نفسه أمام أمر النائب العام بضرورة فتح التحقيق في قضية الأموال والعهد التي لم تتم تصفيتها منذ بطولة أمم أفريقيا 2006م , القرار ليس بيد الوزير وإنما بيد النائب العام إلا إذا سيتم تجاوز الموضوع وعندها سنعرف أن الأمور تسير نحو الهاوية . رغم أن الفترة التي قضاها الوزير طاهر أبو زيد قصيرة جدا , وهو الذي تسلم المهمة في وضع بالغ الصعوبة , إلا أنه أكد للجميع أن الرياضة المصرية تحتاج للكثير من العمل الإداري الاحترافي من أجل إعادة صياغة ومفهوم القوانين الدولية لمختلف الرياضات ومدى تطبيقها على الواقع المصري . من يعتقد أن طاهر أبو زيد أنتهى يعيش في الوهم لأن الرجل لديه نَفس طويل وهو بطبيعته إنسان نشيط جدا ولا يعرف الياس , وأعتقد انه بعيدا عن المنصب الرسمي سيعمل الكثير من أجل توضيح الصورة للجميع وفتح ملفات الفساد المتراكمة منذ سنوات طويلة. رائد عابد ---------- كاتب يمني