كانت سلطنة عمان تُعتبر مكسر عصا في أولى مشاركاتها بكأس الخليج حيث كانت حصيلتها في البطولة مخيبة قبل القرن الحالي بعدما فشلت بتحقيق أي نتائج لافتة. وعلى العكس، كانت مباريات المنتخب العماني مع المنتخبات الأخرى بمثابة جسر عبور بعدما تلقى الهزيمة تلو الأخرى في أول ست مشاركات متتالية له قبل أن يحقق انتصاره الأول بتاريخ مشاركاته في النسخة السابعة التي أقيمت عام 1988 في السعودية. وبعد احتلاله المركز الرابع أعوام 1990 و1998 و2003، بدأ التألق الحقيقي للمنتخب العماني في البطولة ابتداء من نسخة عام 2004 في قطر عندما وصل إلى المباراة النهائية قبل أن يسقط أمام أصحاب الأرض بركلات الترجيح فيما كان هدف إسماعيل مطر في المباراة النهائية لنسخة 2007 كافياً ليحرم المنتخب العماني من معانقة المجد بعد الخسارة أمام مستضيف البطولة آنذاك المنتخب الإماراتي. إلا أن المحاولة الثالثة كانت "ثابتة" عندما استضافت عمان البطولة للمرة الثالثة بتاريخها أيضاً وقد أوقعتها القرعة بمواجهة كل من الكويتوالبحرينوالعراق في المجموعة الأولى. وبعد تعادل سلبي مخيب مع الكويت في المباراة الإفتتاحية، أعلن المنتخب العماني عن نواياه وكشّر عن أنيابه بتسجيله فوز كبير برباعية نظيفة على العراق في المباراة الثانية بفضل ثلاثة أهداف من مفاجأة البطولة وهدّافها حسن ربيع قبل أن يتخطى البحرين في المباراة الثالثة بهدفين نظيفين ليتصدر المجموعة بسبع نقاط وليتأهل إلى نصف النهائي. وفي المربع الذهبي، واصل المهاجم ربيع تألقه وسجل الهدف الوحيد في المواجهة الحاسمة مع قطر ليتأهل المنتخب العماني إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي حيث اصطدم بالمنتخب السعودي الذي كان يبحث عن لقبه الرابع بتاريخه. وكانت المواجهة صعبة لكلا الطرفين بعدما حافظا على نظافة الشباك بجميع مبارياتهما ولكن أبناء المدرب الفرنسي كلود لوروا فرضوا سيطرتهم على مجريات اللقاء بفضل الدعم الجماهيري الكبير وكادوا أن يسجلوا في مناسبتين ولكن العارضة حرمتهم من التسجيل لينتهي الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي ويلجأ الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية الحاسمة. وبعد تناوب خمسة لاعبين من الفريقين على التسجيل من علامة الجزاء، أهدر لاعب الوسط السعودي تيسير الجاسم الكرة السادسة بعدما سدد بعيداً عن القائم الأيمن لمرمى الحارس العماني علي الحبسي قبل أن يتقدم المدافع العماني محمد ربيع ويسجل بقوة في الزاوية العليا اليسرى للمرمى السعودي لتنطلق الإحتفالات المجنونة في المدرجات وأرض ملعب مجمع السلطان قابوس في العاصمة العمانيةمسقط. وبذلك الإنتصار التاريخي الذي تحقق في مثل هذا اليوم من عام 2009، أحرز المنتخب منتخب عمان لقب البطولة للمرة الأولى بتاريخه، ليصبح سادس منتخب يحرز اللقب على أرضه فيما كانت المرة الثالثة على التوالي والأخيرة التي يحرز فيها صاحب الأرض البطولة التي يستضيفها على أرضه.