التقاعد عن العمل هو سنة الحياة ..ونهاية طبيعية لابد من قبولها والتعامل معها ..وممارسة كرة القدم من وجهة نظرى عمل ووظيفة وفقا لقوانين الإحتراف ونظمه المعمول به فى العالم ..لكن التقاعد فى كرة القدم يحدده شخص واحد هو الوحيد الذى يشعر بنفسه ويشعر بقدرته على العطاء ويشعر بقدرته على الإبداع على إعتبار أن مهنة كرة القدم هى مهنة إبداع تقدم التسلية والمتعة للناس على البساط الأخضر ..أقول أن اللاعب هو صاحب القرار الأول والأخير فى إعتزاله وتقاعده عن ممارسة كرة القدم وأنا أعرف أن هناك إستثناء بمعنى أن هناك ظروف أخرى قد تجبر اللاعب على الإعتزال ..وحين إتخذ محمد بركات قرار الإعتزال فهو الوحيد الذى يملكه وهو الوحيد الذى يعرف متى يستمر فى الملاعب ومتى يستوجب عليها أن يبتعد عنها لكونه الأدرى بقدراته والأدرى بإمكاناته وأنفاسه وتحركاته ..ولايمكن أن يجبره أحد على التراجع عن القرار الصعب خاصة أننى سمعت وقرأت أن محمد يوسف المدير الفنى للنادى الأهلى وسيد عبد الحفيظ مدير الكرة وعلى ماهر المدرب يحاولون إقناع محمد بركات عن التراجع وإجباره على البقاء فى الملاعب ..هذه محاولات يستحق عليها أصحابها كلمات الشكر والتقدير لكونها تكشف عن معان الحب لزميلهم وتكشف عن مشاعر الألم لإعتزاله ومغادرة الملاعب ..ومحمد بركات هو واحد من النجوم الذين لايمكن أن ينساهم التاريخ ولايختلف على حبه وإحترامه وتقديره أحد ..فهو أحب الناس فأحبوه بمختلف ألوانهم ومشاربهم ..محمد بركات كان فنان بدرجة لاعب كرة قدم يعزف بقدمه أحلى الألحان وتتهادى المدرجات على أنغامه ..كان لاعبا مهما فى تاريخ الكرة المصرية بموهبته التى أبهر بها الناس ومهارته التى أشجت النفوس وأهدافه التى سحبت الأهات من القلوب ...وكان من الطبيعى أن يأت الوقت ليستريح الفنان ويبتعد عن المسرح الأخضر ليبدع فى مكان أخر ويتألق فى عمل آخر ..محمد بركات تعاقد مع أحد القنوات الفضائية حسب معلوماتى ليقدم بها برنامجا يتواصل به مع الناس الذين أحبوه وربما يكون هذا العقد والعمل الإعلامى وراء إصرار بركات على الإعتزال والتمسك به .