كانت سعادة فريق فيراري لا توصف بعد فوز سائقه الأسباني فيرناندو ألونسو بلقب سباق الجائزة الكبرى الصيني لسيارات فورمولا -1 أمس الأحد ، ولكن الفريق الإيطالي مع ذلك لم يترك نفسه للانجراف وراء مشاعر الحماس مع سعيه لإحراز لقبه الأول ببطولة العالم منذ عام 2007 . وقدم ألونسو سباقا مثاليا أمس ليحرز لقبه الأول منذ سباق الجائزة الكبرى الألماني في يوليو 2012 ، متقدما على الفنلندي كيمي رايكونين سائق فريق لوتس والبريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس. فيما حل بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل سائق فريق ريد بول في المركز الرابع بشنغهاي. وقال ألونسو عقب السباق: "إن شعوري رائع .. تبدو بداية موسم 2013 الحالي جيدة ، لذا فإننا متفائلون للغاية". ولكن الاحتفالات لم تدم طويلا في فيراري حيث عاد الفريق إلى استعداداته للسباق التالي في البحرين يوم الأحد المقبل حيث يمكن للموقف أن يتغير تماما من جديد. وشهد موسم 2013 من بطولة العالم لسباقات فورمولا -1 ثلاثة فائزين مختلفين في سباقاته الثلاثة الأوائل. حيث أحرز رايكونين لقب السباق الأسترالي الافتتاحي للموسم قبل أن يفوز فيتيل بلقب السباق الماليزي ويفوز ألونسو بلقب السباق الصيني. ولا يبدو حتى الآن أي فوارق كبيرة بين فرق القمة: ريد بول وفيراري ولوتس ومرسيدس. وقال ستيفانو دومينيكالي مدير فريق فيراري: "في هذا الجزء من الموسم ، يصعب للغاية منح أي تقييم لمستوى الفرق المتنافسة". بينما قال لوكا دي مونتيتزيمولو رئيس شركة فيراري: "سنمضي قدما الآن ، ولكن بأقدام ثابتة على أرض الواقع". واتفق ألونسو مع هذا الرأي مستندا إلى تجربته بالخروج المبكر من سباق ماليزيا إلى جانب الصعوبة البالغة في التعامل مع إطارات بيريللي وأكد أن "عامل الحظ مهم أيضا" من أجل إعتلاء منصة التتويج. وقال ألونسو: "مع عدم فرض أي طرف لهيمنته على بطولة العالم ، فإن هذا يجعل المنافسة بالغة الإثارة حتى لو كان هذا مجرد ثالث سباقات الموسم. لا تضللنا أي أوهام وعلينا مواصلة التركيز والحرص على بذل قصارى جهدنا لتطوير أنفسنا أكثر فأكثر". وكان رايكونين آخر من أحرز لقب بطولة العالم لفيراري قبل ستة أعوام ، فيما يسعى ألونسو لإحراز لقبه الأول ببطولة العالم مع فيراري بعدما أحرز اللقب سابقا في عامي 2005 و2006 مع فريق رينو (لوتس حاليا). ويرى الكثيرون أن ألونسو هو أفضل سائق موجود بالساحة حاليا ، بينما نجح فيتيل في التقدم من الخلف ليحرز لقبي عامي 2010 و2012 . أما بالنسبة للقب 2011 ، فقد انتزعه فيتيل حرفيا. وسيصبح ألونسو منافسا قويا على اللقب هذا العام لو سارت الأمور بشكل جيد معه كما حدث في شنغهاي حيث تقدم السائق الأسباني إلى المركز الرابع مناصفة ، مع نايجل مانسيل ، بترتيب قائمة أكثر السائقين فوزا بألقاب السباقات على مر العصور برصيد 31 لقبا. وكتبت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية: "في موسمه ال13 بفورمولا -1 ، بدأ ابن مدينة أوفييدو المعقد في تثبيت مكانته بهذه الرياضة". ولكن المجال مازال مفتوحا أمام المزيد من التطوير. فربما يكون فيراري أظهر قدراته الكبيرة خلال السباقات ، ولكنه مازال متأخرا عن باقي فرق القمة في التجارب الحرة والرسمية. وقال دومينيكالي: "علينا أن نركز جيدا على تطوير السيارة على مستوى اللفة الواحدة في التجارب الرسمية ، مع الحفاظ على مستوى الأداء الذي قدمناه حتى الآن على المسافات الطويلة". وبدا مرسيدس سعيدا بحلول هاميلتون ، الذي بدأ سباق أمس من مركز الانطلاق الأول ، في المركز الثالث للسباق الثاني على التوالي. وإن كان فيتيل كاد يلحق بهاميلتون خلال اللفات الأخيرة من سباق شنغهاي. بينما غاب فيتيل ، الذي مازالت واقعة تجاوزه لزميله الأسترالي مارك ويبر في سباق ماليزيا متجاهلا لتعليمات فريقه تلقي بظلالها على بطولة العالم ، عن منصة التتويج بعدما تسبب نيكو هولكينبرج في تعطيله في البداية. وفي الوقت الذي حافظ فيه فيتيل على صدارته للترتيب العام للسائقين متقدما على رايكونين وألونسو ، كان على فريق ريد بول أن يدحض نظريات المؤامرة التي أحاطت بالأسبوع المروع لويبر في شنغهاي حيث تلقى السائق الأسترالي عقوبتين وفشل في إنهاء السباق. ووصف كريستيان هورنر مدير الفريق هذا الكلام بأنه "هراء تام" فيما صرح هيلموت ماركو رئيس رياضة السيارات بريد بول لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين قائلا: "إننا لا نصنع سيارتين بملايين اليورو لكي نتعمد تخريب إحداهما بعد ذلك".