-- لعل القيمة الحقيقية لفوز الأهلي الرائع بكأس إفريقيا بهذا السيناريو المثير، أنه لا يزال هناك أمل حقيقي في هذا الوطن وهذا الشعب، رغم الكوارث التي تحاصرنا من كل جانب، وأنه لا يزال بيننا من يجتهد بنفسه ولا يتصيد لغيره، ومن يعمل الواجب عليه قبل أن يطالب بحق له. -- لكن حذاري من أن يتصور أحد بموجب هذا الإنجاز الكبير أن الكرة المصرية بخير، وأنها لا تزال في مقدمة القارة، فقد فاز الأهلي بنخوة رجاله، متفوقا على نفسه، متحديا ذاته، والواقع أن الكرة المصرية ينتظرها أياما سوداء، نتائجها الحقيقية لن ندركها الآن. -- وربما كانت أهم الأسباب الفنية لاقتناص البطولة من قلب تونس هي: حسن وضع التشكيل و إجراء التغييرات التي قام بها الكابتن حسام البدري، وتفوق اللاعبين: حسام غالي والسيد حمدي وجدو وعبد الله السعيد، واللعب بدون ضغط فاق الحدود سابقا من جماهيره. -- شكرا كابتن حسام البدري .. شكرا جزيلا كابتن نبيل معلول الذي أفسد تشكيل الترجي بنيانج البطئ والمساكني غير المكتمل، فلم يتمكن من إصلاح ما أفسده في البداية طوال المباراة، ولولاه لما أحسسنا بحجم العمل الهائل الذي قام به البدري. -- الجميل أبو تريكة .. آن الآوان .. افعلها قبل أن يطالبوك بها، أولئك الذين يرون كل نقيصة مغنما سياسيا يستاهل التضحية بكل شئ جميل -- أخيرا .. ما أجمل أن تستمتع بفوز الأهلي دون الاستماع لاستديوهات التحليل، وما أنبل أحزاننا بعيدا عن برامج التوك شو. -- انحيازي للمظلومين من الالتراس يشهد عليه الأرشيف، وموقفي من مذبجة بورسعيد ثابت، وحزني على الشهداء لا يحتاج إلى مزايدة.. ورغم كل ذلك أقولها بالفم المليان ما فعله التراس أهلاوي في الشرقية ضد المريخ البورسعيدي جريمة بلطجة متكاملة الأركان والسكوت عليها من قبل الجهات المختصة يعد تواطئا، وستبقى بورسعيد وشعبها جزءا أصيلا من مكونات الشعب المصري، شاء من شاء وأبى من آبى. -- بالمناسبة مقارنة مذبحة الشباب في بورسعيد مع حادثة اتوبيس الأطفال في أسيوط لا تجوز٫ فالأولى جريمة متعمدة، والثانية جريمة بسبب اهمال، لمن أراد أن يتقي الله في هذا البلد، ولا يخرب التعليم بسبب كارثة إنسانية، كما سبق وأن خرب الرياضة بسبب حادثة بشعة. [email protected]