عبس الحظ في وجه الرامي الكويتي فهيد الديحاني في مسابقة الدبل تراب، ثم ابتسم في التراب، فأهدى بلاده ميداليتها الثانية في تاريخ مشاركاتها في دورات الالعاب الاولمبية عندما انتزع برونزية اليوم الاثنين ضمن منافسات الرماية في اولمبياد لندن 2012. برونزية الديحاني جاءت بعد ان حسم جولة التمايز مع الاسترالي مايكل دايموند حامل ذهبية سيدني بنتيجة 4-3. وعلق الرامي الكويتي على الفور قائلا "انها فرحة لا توصف بأن احرز الميدالية الثانية في تاريخ مشاركات الكويت". وميدالية الكويت الاولى مسجلة ايضا باسم الديحاني وهي برونزية مسابقة الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في اولمبياد سيدني 2000. الديحاني (45 عاما) كان تأهل ايضا الى الجولة النهائية من مسابقة الدبل تراب الخميس الماضي وكان على وشك احراز الميدالية البرونزية لكنه خسر جولة التمايز امام الروسي فاسيلي موسين. وتأهل افضل ستة رماة اليوم بعد خمس جولات من التصفيات الى الجولة النهائية. وتميزت التصفيات ايضا بتألق لافت لدايموند (40 عاما) الذي اصاب 125 طبقا من 125 وعادل الرقم القياسي العالمي. وفي الدور النهائي، تراجع دايموند محققا 20 طبقا من اصل 25 مقابل 21 للديحاني، و23 للايطالي ماسيمو فابريتسي و24 للكرواتي جيوفاني تشيرنوغوراز، فخاض الاخيران جولة تمايز على الذهبية حسمها الكرواتي 6-5 والديحاني مع دايموند جولة تمايز على البرونزية حسمها الكويتي 4-3. ميدالية اليوم هي الخامسة للعرب في هذه البطولة بعد فضية المصري علاء الدين ابو القاسم في سلاح الشيش، وبرونزية القطري ناصر العطية في مسابقة السكيت، وبرونزية السباح التونسي اسامة الملولي في سباق 1500 م وبرونزية منتخب الفروسية السعودي في قفز الحواجز اليوم ايضا. دخل الديحاني على خط المنافسة على الميدالية الذهبية بقوة فانهى التصفيات في المركز الثاني خلف دايموند بعد ان اصاب 124 طبقا من اصل 125، في حين حقق الاسترالي العلامة كاملة. واهدر الكويتي طبقا واحدا في التصفيات كان الجولة الثانية التي سجل فيها 24 من 25، فيما حصد 25 من 25 في كل من الجولات الاربع الاخرى. وفي الجولة النهائية، كانت المنافسة على اشدها بين دايموند والديحاني على المركز الاول حتى الطلقة العاشرة، لكنهما تراجعا لاحقا الى المركزين الثالث والرابع بعد ان قدم الكرواتي جيوفاني تشيرنوغوراز اداء رائعا باصابته 24 طبقا من 25، وقد وضع ضغطا كبيرا على باقي الرماة بنجاحه في الطلقات ال15 الاولى. عاند الحظ الديحاني اربع مرات في الجولة النهائية في الاطباق السادس والثاني عشر والثالث عشر والثامن عشر، فتراجع في الترتيب قبل ان يستعيد توازنه بسرعة ويصيب الاطباق السبعة الاخيرة ليحتل المركز الثالث بالتساوي مع دايموند مستفيدا من اهدار الاخير خمس طلقات من اصل 25 وهو الذي سجل 125 من 125 في التصفيات. كان تركيز الديحاني عاليا في جولة التمايز فبدا واثقا من نفسه وكأنه لا يريد التفريط بالبرونزية هذه المرة، ونجح في مسعاه فاصاب الاطباق الاربعة الاولى وانتظر تعثر دايموند في محاولته الرابعة ليرفع يديه عاليا فرحا بميداليته الاولمبية الثانية. وقال الديحاني لفرانس برس "كان الضغط كبيرا علي في جولة التمايز خصوصا انني كنت اواجه بطل العالم عدة مرات واحد افضل الرماة في منافسات التراب"، مضيفا "لكن ما جعلني افوز بالميدالية هو مقدار الثقة العالية بالنفس والتركيز على الطلقات". واعلن "لن اوقف مسيرتي طالما انا قادر على العطاء وتقديم النتائج الايجابية"، من ان يؤكد اذا كان سيبقى للمشاركة في اولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 ام لا. وعما اذا كان شعر بالرهبة خوفا من تكرار الاخفاق في جولة التمايز قال الديحاني "لا اخفي عليك ان الضغط كان كبيرا جدا، كنت ارمي ولا اعد الطلقات، وهكذا احرزت البرونزية". واضاف الرامي الكويتي في هذا الصدد "خسرت البرونزية في منافسات الدبل تراب بسبب مشكلة حصلت في بندقيتي، حتى ان الشركة المصنعة لها قالت ان ذلك لم يحصل منذ 40 عاما". وتابع "صحيح ان نتائجي في الجولات الخمس في التصفيات كانت افضل من الجولة النهائية، لكن النهائي يكون بطولة اخرى واشكر الله ان وفقت في النهاية في الصعود الى منصة التتويج". وكشف الديحاني انه "لم ينافس في مسابقة التراب منذ 15 عاما"، مؤكدا "تدربت على منافسات التراب منذ ثلاثة اشهر فقط، فاعدادي كان جيدا ولكنني لم اشارك في منافسات ولا في جولات نهائية كما حصل اليوم، ولذلك فانه شعور مختلف عن البطولات السابقة". وعن سبب اهداره اربع طلقات في الجولة النهائية قال "صحيح انني اهدرت اربع طلقات، لكن من حسن حظي ان الاسترالي بطل العالم اهدر خمس طلقات ايضا". وتلقى الديحاني مبلغا قدره 100 الف دولار من الشيخ احمد الفهد رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية مباشرة بعد احرازه الميدالية. هذا واكد الفهد عقب احراز البرونزية "نهنىء الديحاني على هذا الانجاز الاولمبي الذي حققه، كما نبارك للشعب الكويتي على احراز البرونزية ورفع العلم الكويتي على منصة التتويج".