تكمن نقطة القوة الرئيسية في أتليتكو مدريد في التنظيم الدفاعي المُحكم، لكن لولا وجود الفرنسي الأنيق أنطوان جريزمان كان من المُستحيل على هذا الفريق الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. يُقدم أتليتكو مدريد دييجو سيميوني لنا صورة شبه مُتكاملة على مستوى التنظيم الدفاعي المُحكم. تقارب الخطوط، والشجاعة، والانضباط التكتيكي، والضغط الجماعي.. كلها عناصر يقدمها الفريق الأحمر والأزرق بصورة تكاد تكون مثالية.. لكن تُرى هل يكفي أن يمتلك فريق ما هذه العناصر كي يُحقق هذا القدر من التفوق؟ بالطبع لا. أنطوان جريزمان، اللاعب الفرنسي ذو ال25 ربيعاً شارك مع الفريق في الموسم الحالي في جميع مباريات الدوري الإسباني (38)، منها 36 بصفة أساسية. و هو اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع مباريات الفريق في دوري أبطال أوروبا (1015 دقيقة لعب – أكثر لاعب في البطولة - ). جريزمان أحرز على مستوى الدوري 22 هدفاً، كما سجل في دوري الأبطال 5 أهداف، أهمها ثنائية في شباك برشلونة على ملعب فيسينتي كالديرون في ربع النهائي، وهدف قاتل في ملعب أليانز أرينا في نصف النهائي مكن به الفريق من الإطاحة بالعملاق البافاري بايرن ميونيخ. و تكمن خطورة اللاعب الفرنسي في قدرته على اللعب في كل مراكز الهجوم، بالإضافة إلى جناحي الوسط، ومركز صانع الألعاب. هذا يُمكنه من تبادل الأدوار بإحكام مع زملائه. وبالرجوع إلى هدفه الرأسي أمام برشلونة سنجد كيف توغل إلى عمق منطقة الجزاء ليُسجل برأسه، أيضاً تبادل الأدوار مع المهاجم توريس في هدف الحسم أمام بايرن ميونيخ. قد لا يبدو جريزمان لاعباً فذاً أو من النوعية التي تتمتع بنجومية كبيرة، لكنه من الناحية العملية كريستيانو رونالدو الأتليتكو. اللاعب الفرنسي يمتاز بالسرعة،مراوغاته متوسطة، لكنه جماعي يُجيد التمريرات القصيرة، والتصويب من خارج المنطقة. نقطة قوته الرئيسية هي أنه يكتشف الثغرات الدفاعية، ويطلب الكرة في مناطق بالغة الخطورة. جريزمان هو ورقة سيميوني ورأس الرمح الحقيقي في تركيبة أتليتكو، وهو اللاعب الذي سيعمل له زيدان ألف حساب في أُمسية السبت.