27 إبريل من عام 93.. وعلى مقربة من السواحل الجابونية.. فقدت كرة القدم الأفريقية واحداً من أبرز منتخباتها الواعدة عندما تحطمت طائرة زامبيا المُتجهة إلى داكار لمقابلة السنغال في تصفيات كأس العالم 1994، لتضع حداً لمنتخب كان مُرشحاً لأكل الأخضر واليابس على الساحة الأفريقية. مازالت واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ كرة القدم.. حادثة نجى منها النجم الكبير وأسطورة الكرة الزامبية والأفريقية كالوشا بواليا، والفذ كينيث ماليتولي، لاعب الترجي التونسي.. فيما لقي أعضاء الفريق الذين استقلوا الطائرة حتفهم، ومن بينهم 6 عناصر من الجيل الذهبي الذي فاز على إيطاليا 4-0 في دورة الأبعاب الأولمبية 88. المُثير أن زامبيا العريقة أفريقياً، تمكنت من لملمة جراحها، ومواصلة مشوار التأهل بمنتخب شاب، وخسرت بطاقة التأهل لكأس العالم 94 بصعوبة بالغة أمام منتخب المغرب المُدجج بالنجوم. و في عام 94 بلغ منتخب الرصاصات النحاسية أيضاً نهائي أمم أفريقيا في تونس، قبل أن يخسر بهدفين لواحد أمام جيل ذهبي نيجيري. هذا الفريق أطاح بعد ذلك بمنتخب مصر من ربع نهائي أمم أفريقيا 96، واصطدم بتونس في نصف النهائي وودع البطولة. ربما يكون منتخب زامبيا من أقل منتخبات القارة حظاً رغم عراقته.. لكن القدر كان مُنصفاً عندما تُوج منتخب التماسيح بلقب كأس الأمم الأفريقية 2012 متفوقاً على كوتديفوار القوية. فريق كان من نجومه لاعب الزمالك الحالي إيمانويل مايوكا "هداف البطولة"، و كريستوفر كاتونجو "أفضل لاعب في البطولة". ولعل من مفارقات القدر أن هذا الجيل من اللاعبين أقل في الموهبة من جيل الثمانينيات والتسعينيات، لكنهم بالتأكيد كانوا أسعد حظاً من رفاق الملك كالوشا، الذي نجا من طائرة الموت ليُصبح رئيساً لاتحاد كرة القدم، ثم عضواً باللجنة التنفيذية للفيفا، وليُهدي أصدقاءه الراحلين لقباً غالياً. حطام الطائرة على سواحل الجابون