رغم النتائج الهزيلة التي حققها المنتخب الألماني خلال مسيرته بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، إلا أن فوزه المقنع 4 / 1 على نظيره الإيطالي في مباراتهما الودية أمس الثلاثاء، ساهم في رفع معنويات أبطال العالم قبل توجههم إلى فرنسا للمشاركة في البطولة الصيف المقبل. وأبدى يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا رضاه عن المستوى الذي قدمه فريقه أمام إيطاليا حيث قال عقب اللقاء "لقد لعبنا بشكل جيد للغاية اليوم، دافعنا جيدا وهاجمنا جيدا أيضا". ويعكف لوف خلال الأسابيع المقبلة على تقييم لاعبيه قبل الإعلان عن قائمة الفريق المبدئية التي ستشارك في بطولة أوروبا في 17 مايو المقبل، ولكن المدرب الألماني يدرك أن مهمته لن تكون سهلة. وبينما أعلنت بعض المنتخبات عن بدء عصرها الذهبي وفرض هيمنتها على البطولات الدولية في وقت سابق مثل إسبانيا التي توجت بالنسختين الأخيرتين لليورو عامي 2008 و2012 بالإضافة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، ومنتخب فرنسا الذي فاز بكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية عامي 1998 و2000 على الترتيب، فإن المنتخب الألماني المتوج بالنسخة الأخيرة لكأس العالم عام 2014 يبدو موقفه مختلفا. ويفتقد المنتخب الألماني حاليا للعديد من عناصره الأساسية التي ساهمت في فوزه بالمونديال، بعدما قرر فيليب لام وميروسلاف كلوزه وبيير ميرتساكر الاعتزال الدولي فور تتويج الفريق باللقب، بالإضافة لاستمرار معاناة نجم وسط الملعب باستيان شفاينشتايجر من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة. وكانت البوادر تشير إلى معاناة المنتخب الألماني من المشاكل عقب الفوز بالمونديال منذ أن خسر 2 / 4 أمام ضيفه منتخب الأرجنتين وديا، قبل خوض غمار التصفيات المؤهلة لليورو. ورغم خسارة الفريق أمام بولندا وفقدانه خمس نقاط أمام ايرلندا بالتصفيات، إلا أنه تأهل للبطولة عقب صدارته للمجموعة الرابعة التي ضمت أيضا منتخبات اسكتلندا وجورجيا وجبل طارق. وجاء فوز ألمانيا الكبير على إيطاليا ليعيد بعضا من الاتزان للفريق الذي فشل في الحفاظ على تقدمه بهدفين نظيفين أمام ضيفه منتخب انجلترا، ليخسر 2 / 3 وديا يوم السبت الماضي. واعتمد لوف خلال لقاء إيطاليا على توني كروس ومسعود أوزيل في وسط الملعب، وهو ما ساهم في الفوز الكبير لمنتخب الماكينات. وقال كروس، الذي سجل الهدف الأول للمنتخب الألماني في المباراة وهدفه الثاني على التوالي مع الفريق "كنا نريد اللعب للأمام اعتمادا على قوة دفاعنا اليوم، وفعلنا ذلك بنجاح". أضاف كروس "كان من الجيد أن نظهر جانبا مختلفا منا عن المباراة الماضية أمام انجلترا، لا يهمني ما إذا كان اللقاء وديا أم لا، ولكنني أريد الفوز في كل مباراة". وسواء ظل لوف معتمدا على هذه الخطة خلال مباريات الفريق في اليورو أم لا، فإن هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي تحققت خلال لقاء إيطاليا، حيث سنحت الفرصة أمام أوزيل، الذي بدا هادئا أمام انجلترا، للاستحواذ أكثر على الكرة، فيما سمح لتوماس مولر، الذي عانى كثيرا أمام انجلترا أيضا، ليكون أكثر تحررا وهو ما ساهم في صنعه للهدفين الأول والثاني. وظهر جوناس هيكتور بشكل أفضل كثيرا في مركز الظهير الأيسر عن المباراة السابقة، ليسجل هدفه الدولي الأول أمس. وتخلص المنتخب الألماني من مشاكله في خط الهجوم، التي عانى منها خلال مشواره بالتصفيات، بعدما سجل ماريو جوميز في مرمى انجلترا وماريو جويتزه في الشباك الإيطالية. وكشف لوف "إن ماريو (جويتزه) استعاد جزءا من مستواه خلال الأسابيع الأخيرة. كان من الطبيعي أن يشعر بالإحباط (لعدم اللعب مع بايرن)، لكنه أصيب لفترة طويلة ومن ثم فهو بحاجة للوقت للعودة لكامل مستواه". وتابع "أتمنى أن يساهم هذا اللقاء في منحه القليل من الثقة خلال الأسابيع القادمة". ومن المقرر أن يخوض منتخب ألمانيا مباراتين وديتين أمام سلوفاكيا والمجر قبل السفر إلى فرنسا للمشاركة في اليورو. وتلعب ألمانيا، التي توجت باللقب في ثلاث مناسبات، في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة برفقة منتخبات بولندا وايرلندا الشمالية وأوكرانيا.