توقفت مسابقة الدوري المصري نظرًا للتوقف الدولي، ولعب المنتخب المصري مباراتين هامتين في تصفيات أمم إفريقيا 2017، ضد نيجيريا. 21 مباراة لُعبت؛ الأهلي على القمة ب 47 نقطة ويلاحقه غريمه التقليدي الزمالك، حامل لقب الدوري الموسم الماضي، الذي يبعُد عنه بست نقاط. ربما تمنحنا فترة التوقف فُرصة لنتعمق أكثر في الأرقام، علنا نجد قوة فريق أسوان، فرس رهان الدوري، ولماذا بعُد الزمالك عن الأهلي. لو نظرنا لنتائج الفرق على أرضها، وهنا سنجد أن قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، لا يملُكان ملعب خاص بهما رغم مرور أكثر من 100 عام على إنشاء الناديين، وسنتجاوز عن تلك النقطة ونعتبر أن مبارياتهما على أرضهما هي الملعب الذي يحددانه هما. تلك النقطة تحديدًا ربما لا تؤثر كثيرًا فمباريات الدوري المصري ومعظم المباريات في مصر دون جمهور منذ حادثة بورسعيد التي وقعت في 2012 وراح ضحيتها ما يقرب من 72 مشجعًا من مشجعي الأهلي، وحينما شاءت الجماهير الحضور لم يكتمل الحضور ف 20 من مشجعي الزمالك ماتوا خارج ملعب الدفاع الجوي لتعود المباريات صامتة. لكن المباريات خارج الأرض وعليها كان لها تأثير في جدول الترتيب هذا الموسم. الجماهير المصرية غائبة عن المدرجات منذ حادثتي بورس رغم صمت المدرجات، إلا أن الأرقام على أرض الفرق وخارجها، غريبة أحيانًا، فجدول ترتيب الدوري لو رُتب وفقًا للمباريات التي لُعبت على أرض كل فريق سنجد أن الأهلي الذي لعب 11 مباراة على أرضه، برج العرب، فاز في تسع منهم وهزم في مباراتين، مما جعله يتصدر ترتيب الفرق على أرضها ب 27 نقطة. ثاني الترتيب، الزمالك، لعب 10 مباريات على أرضه فاز في 8 وتعادل 2 وهو النادي الوحيد الذي لم يخسر على أرضه، بتروسبورت، في كل فرق الدوري، ليجمع من تلك المباريات 26 نقطة. ربما المميز في جدول الدوري لو رُتب على حسب المباريات التي لعبتها الفرق على أرضها هو نادي أسوان، مفاجأة الدوري بكل المقاييس وصاحب المركز الحادي عشر في جدول الترتيب ب 28 نقطة. فأسوان على أرضه لعب 12 مباراة، فاز في 6 وتعادل في 4 وخسر 2، ليجمع 22 نقطة على أرضه ويحتل في جدولنا الافتراضي وفقًا للمباريات التي لُعبت على الأرض المركز الخامس بفارق خمس نقاط عن المتصدر الأهلي في ذاك الجدول. الزمالك "الضيف" و المركز الثاني لو قسمنا الجدول وانتقلنا للمباريات التي لعبتها الفرق خارج أرضها سنجد أنه الجدول أكثر غرابة فلو كان طبيعي أن يبقى الأهلي كذلك متصدر الترتيب، بعد لعبه 10 مباريات فاز في 5 وتعادل مثلهما ليحقق 20 نقطة خارج أرضه وهو النادي الوحيد الذي لم يُهزم خارج أرضه. فمن الغريب أن يكون الزمالك ثاني الترتيب بالمركز العاشر، فخارج أرضه لعب 11 مباراة فاز في 4 وخسر مثلهم وتعادل في 3 ولم يستطع سوى جمع 15 نقطة، أي أن القلعة البيضاء خارج أرضها خسرت 16 نقطة، قد يكونوا سبب حلولهم بالمركز الثاني. حرس الحدود وغزل المحلة واللذين يتذيلا جدول الترتيب العام فشلا في أن يُحققا أي فوز خارج ملعبهم خلال 11،12 مباراة على التوالي لعباها خارج ملعبهما. أما أسوان، فالنادي يبدو أن قوته تكمن في اللعب على أرضه فخلال 10 مباريات لعبها خارج أرضه فاز في مباراة وحيدة وخسر 6 مباريات وتعادل في 3 ليعود لجنوب مصر بست نقاط فقط جمعهم. صحوة الإنتاج ولو نظرنا لآخر ست مباريات لعبتها الفرق المصرية في الدوري، سنجد أن الإنتاج الحربي يشهد تطورًا كبيرًا؛ حيث جمع 14 نقطة من أربع انتصارات وتعادلين، أكثر من أي نادٍ آخر، فهو والأهلي لم يخسرا آخر ست لقاءات، فالقلعة الحمراء فازت في 3 مباريات وتعادلت مثلهما. ما ذكرناه مجرد أرقام قد تقودنا لرؤية أشياء يفسرها البعض عكس ذلك لكنها في النهاية أرقام تؤدي في الآخير لتتويج بطل.