يختبر برشلونة الإسباني حاليا شعور الرضى الناجم عن استعادته لمستواه المعهود من خلال سحقه فالنسيا (5-1) السبت الماضي في الدوري المحلي، لكن لاعبي النادي الكاتالوني يمرون بفترة من التشكيك في عدم حسم مصير مدربهم جوسيب جوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي أواخر الموسم. ورغم ثقة إدارة النادي الكاتالوني بقدرتها على اقناع جوارديولا بمواصلة المشوار مع الفريق، إلا أن الأخير ترك تلميحات اثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، ما دفع الصحيفة الكتالونية "سبورت" إلى أن تكتب تقريرا تحت عنوان "نحن أمام مشكلة". وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريح الذي ادلى به جوارديولا قبيل مباراة السبت امام فالنسيا حين أشار إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفا. وقال: "في الوقت الحالي لا ادري، احتاج إلى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع اذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة". وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء جوارديولا مع الفريق الذي قاده إلى 13 لقبا منذ ان استلم الاشراف عليه عام 2008، ارتفعت في الأونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي خاصة من اللاعبين، للمطالبة بتقديم الحوافز اللازمة لإقناع "بيبي" بمواصلة المشوار. وعن جوارديولا، قال جيرار بيكيه لاعب الفريق: "إنه الركن الأساسي في هذا الفريق، نريد منه ان يواصل مهامه"، فيما قال أندريس انييستا: "مع جوارديولا، ما زال هناك امامنا الكثير من الانجازات الكبيرة لكي نعيشها". مما لا شك فيه أن العلاقة التي تربط جوارديولا بلاعبيه هي ما يميزه عن معظم المدربين الأخرين لأن بإمكانهم التواصل معهم على المستوى ذاته كونه اعتزل اللعب قبل ستة اعوام فقط، كما أنه يعرف اللاعبين والنادي تماما لأن مشواره معه كان طويلا جدا بدأ عام 1983. ونجح جوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة في أن يصبح "كرويف الألفية الجديدة" بالنسبة لبرشلونة واثبت من يوم إلى أخر أنه أفضل من خلف "معلمه" يوهان كرويف في تطبيق الكرة الشاملة التي اشتهر بها النادي الكتالوني خلال حقبة الهولندي الطائر الذي كان أول من طبق اسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل في النادي الكاتالوني الذي اطلق عليه مع المدرب الهولندي لقب "فريق الاحلام" بين 1988 و1996. نجح جوارديولا في السير على خطى مدربه السابق ومكتشفه كرويف، المدرب الوحيد الذي قاد النادي الكاتالوني الى الفوز بلقب الدوري في ثلاث مناسبات على التوالي حين احرزه اربع مرات متتالية من 1991 حتى 1994 عندما كان جوارديولا لاعبا في الفريق. ولا يمكن للإدارة الحالية لبرشلونة برئاسة ساندرو روسيل، تجاهل ما فعله جوارديولا مع الفريق، خاصة عام 2009 عندما توج بسداسية تاريخية، وبالتالي ستحاول اقناعه بالبقاء ويبقى على مشجعي النادي ولاعبيه الانتظار لبعض الوقت من أجل معرفة القرار الذي سيتخذه والذي قد يعلن عنه.