وري ابطال اوروبا: شاختار يتجاوز الازمة الاوكرانية-الروسية

تجاوز شاختار دانييستك الازمة التي تعصف باوكرانيا وتمكن من تخطي هجرته من معقله "دونباس ارينا" وحجز مقعده في الدور الثاني من مسابقة دوري ابطال اوروبا بهدية من بورتو البرتغالي.
ولم يكن موسم شاختار عاديا على الاطلاق اذ اضطر لهجر مدينته دانييتسك بسبب النزاع الدموي القائم بين السلطات الاوكرانية والثوار الانفصاليين المدعومين من روسيا واتخذ من العاصمة كييف مقرا لتمارينه ومن لفيف مسرحا للمباريات المقررة على ارضه واحداها امس الثلاثاء حين خسر امام اتلتيك بلباو الاسباني صفر-1، لكنه كان قد ضمن تأهله قبل المباراة بفضل فوز بورتو المتصدر على باتي بوريسوف البيلاروسي 3-صفر.
ولم يكن امام شاختار اي خيار سوى الهرب من مقره الذي تعرض للقصف في النزاع القائم في جنوب شرق البلاد، خصوصا ان لاعبيه الاجانب، وبالاخص كتيبته البرازيلية المكونة من 13 لاعبا، رفضوا البقاء في المدينة لكنهم اعربوا عن تعاطفهم مع جمهورهم والسكان في ظل هذا الوضع المأساوي.
"اشعر بحزن كبير حيال الوضع الحالي في دونباس"، هذا ما قاله لاعب الوسط البرازيلي تايسون، مضيفا "من المحزن جدا ان ترى الناس مهددون طيلة الوقت بالموت. احب اوكرانيا واحب دانييتسك كثيرا! لدي الكثير من الاصدقاء هناك. اصلي كل يوم للرب بان ينهي هذا النزاع".
ومن البديهي ان يتأثر شاختار بهجره لمعقله والابتعاد عن جماهيره وقد انعكس ذلك جليا على ادائه في الدوري المحلي الذي توج بلقبه في المواسم الخمسة الاخيرة، اذ يحتل حاليا المركز الثالث وبفارق 5 نقاط خلف دينامو كييف المتصدر ومن المستبعد كثيرا ان يتمكن هذا الموسم من الاعتماد مجددا على جمهوره المحلي من اجل الحصول على دعمه في مسعاه للقب سادس على التوالي.
لكن على الصعيد القاري، بدا شاختار اكثر صلابة من الساحة المحلية وهو هز شباك باتي بوريسوف ب12 هدفا خلال مباراتيه مع بطل بيلاروسيا بفضل مهاجمه البرازيلي لويز ادريانو الذي يتصدر ترتيب هدافي دوري الابطال برصيد 9 اهداف.
"من الصعب اللعب والعيش بعيدا عن موطننا لهذه الفترة الطويلة"، هذا ما قاله ادريانو الذي سجل مؤخرا بدايته مع المنتخب البرازيلي، مضيفا "لكن في الوضع القائم حاليا من المستحيل تماما ان نلعب كرة القدم في مدينتنا. نشعر بقلق بالغ بشأن مدينتنا، مقرنا، ملعبنا وجميع من اضطر للبقاء في دانييتسك".
وواصل "لكن رغم جميع هذه المشاكل، يبقى هدفنا لهذا الموسم على حاله: الفوز بلقب الدوري المحلي وحجز مقعدنا في الادوار الاقصائية لدوري ابطال اوروبا".
وبدوره اعرب المدرب الروماني لشاختار ميرسيا لوشيسكو الذي قاد الفريق الاوكراني للفوز بالنسخة الاخيرة من مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي عام 2009 قبل ان تصبح "يوروبا ليغ"، عن سعادته بالظروف التي امنتها مدينة لفيف لشاختار، مضيفا "نحن سعداء باللعب في لفيف. رئيسنا (رئيس النادي) كان محقا تماما حين قال بان شاختار هو فريق لكل اوكرانيا وليس دانييتسك وحسب".
واكد لوشيسكو الذي تحدثت وسائل الاعلام الاوكرانية عن توجهه لترك الفريق في نهاية الموسم، رغبته في قيادة بطل اوكرانيا الى ابعد ما يمكن في دوري ابطال اوروبا، مضيفا بعد المباراة: "انا مستاء من ادائنا لكني سعيد بتأهلنا الى الدور الاقصائي. نأمل ان نتمكن من التحضير بشكل جيد للدور الاقصائي. اداؤنا في دوري الابطال يمثل صورتنا، مكانتنا. ونحن مستعدون للدفاع عن مكانتنا وصورتنا".
ورغم انتمائه الى دانييتسك التي تطالب باغلبيتها بالانفصال عن اوكرانيا، بقي شاختار ملتزما بولائه للوطن باكمله خلافا لبعض الاندية الاخرى التي قررت ترك البطولات الاوكرانية واللعب في روسيا ما دفع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الى مناقشة الموضوع واتخاذ قرار عدم الاعتراف بنتائجها.
واكد الاتحاد الاوروبي انه لا يسعى على الاطلاق الى منع الاندية من مزاولة كرة القدم "بل على العكس، الاتحاد الاوروبي يدرك ان بامكان كرة القدم ان تعطي نتائج ايجابية وتلعب دورا في توحيد الناس خصوصا في اوقات النزاعات والاضطرابات".
وواصل "لكن، وحتى ان تمارس كرة القدم في اطار رياضي منظم وقانوني، فمشاركة من هذا النوع (لاندية القرم في بطولات روسية) يجب ان تتوافق مع انظمة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الموافق عليها من قبل الاتحاد ال54 الاعضاء".
وطالب الاتحاد الاوكراني نظيره الاوروبي بمعاقبة الاتحاد الروسي لاشراكه اندية شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في البطولات الروسية.
وجاء بيان الاتحاد الاوكراني بعد مشاركة اندية القرم في مسابقة كأس روسيا وبعد ان ابلغ الاتحاد الروسي اندية القرم الثلاثة سيمفروبول وسيفاستوبول وزيميتشوزينا يالطا بضمها الى دوري الدرجة الثالثة في المنطقة الجنوبية لروسيا.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس الماضي في بداية الازمة الاوكرانية التي دفعت القادة الكرويين الاوروبيين الى مناقشة احتمال مقاطعة مونديال روسيا 2018 كتدبير طويل الامد وليس خطوة فورية.
وقد دعا بعض السياسيين في بريطانيا والمانيا في يوليو الماضي الى تجريد روسيا من استضافة كأس العالم بعد اسقاط طائرة ماليزية فوق اوكرانيا بصاروخ مزعوم من انفصاليين موالين لموسكو.
لكن الاتحاد الالماني لكرة القدم عارض مثل هذه المقاطعة، واعتبر انه "لم تكن مجدية" مقاطعة اولمبياد 1980 في موسكو بعد غزو الجيش السوفياتي لافغانستان.
ثم جاء الموقف الرسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عبر رئيسه السويسري جوزيف سيب بلاتر الذي اكد بان السلطة الكروية العليا "تدعم دون شرط أو قيد" السلطات الروسية لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2018 ويعارض احتمال المقاطعة.