تتفق أو تختلف مع نتائج الجولة الرابعة للدوري والإثارة التي منحتها للمسابقة رغم عدد المباريات القليل الذي لُعب حتى الآن، إلا أن هناك دائماً حقيقة واحدة وهي أن المنافسة دائماً ما تنحصر بين القطبين الأهلي والزمالك، لعدة أسباب قد يكون أهمها، نتائج الفرق المنافسة أنفسها في باقي مشوار البطولة، فالفريق الذي تجده يقاتل أمام أحد القطبين تجده في المباراة التالية يسقط بغرابة كما لو كان حقق أمله بالفوز على الأهلي أو الزمالك أو خطف نقطة التعادل، بالإضافة إلى عدم قدرة أي من فرق الدوري على استكمال مشوار المسابقة بنفس المستوى الثابت والقوة البدنية المطلوبة، وبطبيعة الحال فأن هناك استثناءات مثل الإسماعيلي أو سموحة أو الحدود ولكن حتى هذه الاستثناءات قد تصيب وقد تفشل هي الأخرى، أي أنها ليست ضمن فرسان الرهان. هذه المقدمة ليس دفاعاً عن الزمالك الذي تعادل مرتين متتاليتين أو الأهلي الذي خسر في أولى مبارياته بالمسابقة ولديه ثلاثة لقاءات أخرى مؤجلة، ولكنه الواقع الذي نعيشه وتعلمه ال،دية كلها بجماهيرها وحسابات البطولات لا تكذب أو تتجمل. وأصبح المتصدر فريق الرجاء بفضل فوزه على الأهلي برصيد 9 نقاط وبعده كل من الداخلية ومصر للمقاصة وحرس الحدود برصيد 8 نقاط، وهو أمر غير معتاد عليه وغير مقبول من الجماهير التي اعتادت رؤية القطبين في الصدارة، ومن العجائب وجود الأهلي في قاع جدول الترتيب برصيد صفر من النقاط! نذهب في رحلة قصيرة إلى مباريات الجولة الرابعة التي أربكت الجميع بعدم منطقيتها لنتائج مبارياتها -إلا قليلاً- فالبداية كانت صادمة لجماهير القلعة البيضاء التي كانت تنتظر الفوز امام الداخلية قبل أن يفُرض على الفريق التعادل السلبي رغم الكم الهائل من الفرص والضغط الهجومي المتواصل للأبيض، ولكن التعادل جاء ليس فقط ليصدم الجماهير ولكن ليكون معه قرار أول إقالة في الدوري هذا الموسم من نصيب حسام وشقيقه إبراهيم التوأم حسن، وبالتحديد بعد شهرين ويومين من قرار تعينهم ليكونوا أصحاب الرقم القياسي في أقصر مدة زمنية تولى خلالها مدير فني مسئولية الزمالك، ويأتي بعدهم بوكير الذي استمر ثلاثة أشهر في قيادة الفريق رغم إثنائه عن القيادة الفنية بعد الخسرة من الاتحاد السكندري في العام 2005، وهو نفس العام الذي شهد تولي فاروق جعفر مسئولية الفريق في أغسطس قبل إقالته في نهاية العام. وإذا كانت الأمثلة كثيرة فلابد وأن نتفق على أن هناك شقين لقرار الإقالة، الأول هو بيات النية لحسام حسن منذ ان خسر لقاء السوبر أمام الأهلي وطالته وقتها شائعات بأن الإقالة مصيره، رغم تأكيدات رئيس النادي وقتها المستشار مرتضى منصور بأن حسام باق حتى لو هبط بالفريق للدرجة الثانية، إلا أن الواقع كان عكس ذلك، فمع التعادل الثاني للفريق بالدوري كانت إقالة التوأم فارضة نفسها، أما الشق الثاني فهو نتائج الفريق نفسها والتي فرضت القرار على مجلس الإدارة فلم يفز حسام سوى في مباراة واحد من أصل ست لقاءات وكل انتصاراته الأخرى ودية مع فرق الشركات، وهنا تأتي حقيقة عدم قدرة حسام حسن على التعامل بشكل تدريبي جيد مع هذا الكم الكبير من الأوراق واللاعبين الذي تم ضمهم للفريق، مما يثبت الضعف الفني للجهاز الفني والذي كان دائماً ما يبرر خسائره بتقصير لاعبيه أو عدم امتلاكهم للقدرات التي تؤهلهم لحسم مباريات الفريق، وهنا نحن أمام ظاهرة سيئة وهي عدم حماية اللاعبين من الأجهزة الفنية، فاللاعب الذي يشعر بأنه سيكون "الشماعة" بعد أي اخفاق فلابد وأن يبحث عن أي وسيلة للإطاحة بمدربه! أما الأهلي فقد حقق أسوأ بداية له منذ أحد عشر عاماً وتحديداً في الموسم 2001 – 2002 عندما خسر بهدغين من غزل السويس، والخسارة أمام الرجاء في أولى مباريات الفريق كانت مستحقة فلا الأهلي لعب للفوز ولا حتى التعادل، فقد خاض اللقاء وباله مشغول بمباراة النهائي الأفريقي أمام سيو سبور الإيفواري، بالإضافة إلى تفكير الجهاز الفني الخاطيء في المنافس وظنه أنه سيلعب للتعادل فقط أو حتى الخسارة بشرف، قبل أن يتفاجيء الأهلي بخسارة في الدقيقة 93، فالأهلي لن يعتاد من يهاجمه من صغار الفرق وهذه كانت المفاجأة، كما أن كل من تابع وشاهد اللقاء كان يتساءل "أين الخطة، أين الفكر التكتيكي، أين توظيف اللاعبين، أين ... أين" ولذلك فأن الخسارة كانت منطقية ولكن فوز الرجاء لم يكن منطقي لأنه حتى أخر مباراة من العام الماضي كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية لولا اللقاء الفاصل مع تليفونات بني سويف، ولكن لابد من احترام الرجاء الذي فرض نفسه على المسابقة بتصدره لجدول الترتيب برصيد 9 نقاط. وقد تكون الخسارة مفيدة للأهلي لأنها جرس إنذار ودرس قاسي قبل مواجهة كبار المنافسين في المسابقة. وعلى كل الأحوال فلا داعي للقلق من جماهير القطبين فالمنافسة في النهاية محسوبة ومحسومة وإن لم تكن بفضل قوة الفريقين، فستكون لتقاعص المنافسين وتقديم الهدايا في نهاية المشوار. وإذا كان هذا هو حال القطبين فالقمة في جدول الترتيب مازالت مشتعلة ومتشابكة ولكنها لا تقنع الجماهير لغرابة الأسماء التي تحتل الصدارة –مع كامل الاحترام لهذه الفرق- وأهم ما في الجولة هو صعود الإسماعيلي إلى النقاط الإيجابية وأصبح رصيده نقطتين رغم أنه حقق ثماني نقاط ولكن خصم ست نقاط من رصيده أثر على ترتيبه العام في جدول المسابقة، وكان الفوز على حساب بتروجيت الذي يواصل نتائجه السيئة في المسابقة هذا العام. وفي أقوى المفاجأت تعادل النصر مع حرس الحدود 2-2 ليتذوق الصاعد حديثاً للأضواء ضعم النتائج الإيجابية ويحقق أو نقطه له، ويبدو أن النصر سيتطور أدائه من لقاء لأخر، وتأكيداً لما ذكرناه في المقدمة، خسارة الشرطة من وادي دجلة بعد أن قدم مستوى قوي وتعادل مستحق أمام الزمالك في الجولة الثالثة، ولكن يبدو أن الفرق تفرغ كل ما لديها أمام القطبين قبل أن تتهاوى أمام باقي الفرق. كما أن تعادل فريق الأسيوطي مع الجونة كان من النتائج الجيدة للفرق الصاعدة، وأيضاً تعادل ألعاب دمنهور مع مصر للمقاصة، والسقوط الأكبر المفاجئ كان من نصيب الإتحاد الذي خسر برباعية غريبة من أنبي وانتفض المقاولون العرب لينزل بالمصري أولى خسائره هذا الموسم، ويبدو أنها جولة الحسائر السكندرية بعد أن سقط سموحة أمام طلائع الجيش. الحقيقة الثابتة الآن هو نجاح بعض الفرق في حصد نقاط مهمة في بداية الموسم وقبل أن يدخل باقي المنافسين أجواء المنافسة وهو ما سيكون له أثره في حسابات البقاء والهبوط في نهاية الموسم.